هل ستسقط الأسطورة؟ النادي الأهلي في مهبِّ الريح

كتب عصام فاروق
لم أكن من متعصبي كرة القدم ولا أحبهم، وأكره التعامل معهم أو نقاشهم، لأنهم يصرّون على أن حديثهم هو الصواب ومن دونهم خطأ.
في الوقت ذاته، لستُ ممن يفهمون في إدارة الأندية وعقد الصفقات لشراء اللاعبين وتدعيم الفريق ومتى وكيف يستغني فريق عن لاعب، أو يسعى وراء لاعب آخر ليدفع ملايين الدولارات لشرائه والاستفادة من موهبته وخبراته، ولكني قرأت في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الإحصائية عن صفقات النادي الأهلي وما بها من غرابة:
لجنة التخطيط ولجنة التعاقدات
ومعاهم الكابتن محمود الخطيب
إزاى اشترى لاعب بمبلغ ٢.٥ مليون دولار وابيعه بمبلغ ٦٠٠ ألف دولار
إزاي أجيب تاو بما يقرب من ٣ مليون دولار
ومرتب ١.٥ مليون دولار
وابيعه بحوالي ١٠٠ ألف دولار
وأرفض عرض بمبلغ ٢ مليون لبيع اللاعب الموسم اللي فات
ديانج جاله عرض بمبلغ ٤ مليون دولار قلنا لا عايزين ٦ و٧ مليون،
وبعدها طلعته إعارة بمبلغ ٥٠٠ ألف دولار
دي لو فلوس حرام وسارقينها مش هنعمل فيها كدا.
فهل هذا الكلام صحيحًا، وإذا لم يخرج أحد من إدارة النادي الأهلي على قنواته الإعلامية لتوضيح ما يحدث، فذلك سيمثل علامة استفهام كبيرة.
ليس لدينا في مصر أحد لا يخضع للمساءلة والشفافية تقطع الشك وتنير الطريق وتمنع القيل والقال.
من جهة أخرى يراودني سؤال حول قوة النادي الأهلي وما يحمله من قيم ومبادئ، فقد كان الأهلي يستغني عن اللاعبين وهم في أوج قوتهم، لأنه يسعى لتقديم الناشئين وإعطائهم الفرصة للوصول إلى الفريق الأول وفي ربيع ياسين وطاهر أبو زيد وعلاء ميهوب ومحمود صالح وحسام وإبراهيم حسن أمثلة صارخة على هذا، فهل كانت صفقة إمام عاشور خاضعة لمبادئ وقيم النادي الأهلي بغض النظر عن موهبة اللاعب التي لا يختلف عليها أحد؟ وكيف وصل النادي الأهلي الآن إلى حد أن يهدد لاعب (أكرم توفيق) بالانتقال إلى نادٍ قطري إن لم يأخذ ما يريد راتبًا هل تُلوى ذراع الأهلي، أم أن الشرخ الذي حدث بين لاعبي الفريق وجمهوره ما زال قائمًا ما دفع اللاعبين إلى الزهد في الأهلي ناديًا وجمهورًا.
وفي الختام أهمس في أذن الأسطورة الكروية الكابتن محمود الخطيب: لا يستطيع أحدٌ أن ينكر دورك ومكانتك في النادي الأهلي وما قدمْتَه من جهد وعرق لرفع اسم النادي الأهلي إلى السماء والحفاظ على مكانته المرموقة ولكن إن لم تعد قادرًا على إكمال مسيرة إدارته فاتركها لغيرك من القادرين، كما فعلت في المستطيل الأخضر وانسحبت دون أن تنطلق النداءات باعتزالك، يجب أن تكون قدوة في ذلك في منصبك أيضًا، كي لا يتهامس الأقربون في الغرف المغلقة بضرورة تركك للمنصب ودع من يتملقونك وينافقونك، فإنهم يخدعونك ليُسقِطوا الصورة الجميلة الراسخة في قلوب محبيك.
لا تتخذ ممن يظنون أن الكرسي لا ينخلع عن صاحبه إلا بوفاته قدوة، واتخِذ من الكابتن حسن حمدي والأستاذ محمود طاهر المثل والقدوة فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك.