الكويت تكتسى بألوان الفرح فى عيدها الوطنى الثالث والستين والذكرى الثالثة والثلاثين للتحرير
برامج تنموية رائدة تستفيد منها 106 دول نامية ومبادرات إنسانية تحظى بتقدير العالم تحتفل الكويت الشقيقة هذه الايام بأعيادها الوطنية المتمثلة فى عيد الاستقلال الثالث والستين والذكرى الثالثة والثلاثين للتحرير ويحلان فى الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير فى كل عام .
وقد شارك صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أبناءه فى اداء العرضة وهى من التقاليد الموروثة عن الاجداد وترتبط بإظهار التلاحم والجسارة والجاهزية للدفاع عن الوطن وإعلاء شأنه عبر الافاق ، وذلك بعد ان شهد مراسم رفع العلم بقصر بيان اوائل الشهر الحالى بحضور كبار المسئولين والشخصيات العامة ، إيذانا ببدء احتفالات البلاد بالأعياد الوطنية.
ويأتى انطلاق الاحتفال بالذكرى الـ 63 للعيد الوطنى والـ 33 ليوم التحرير هذا العام مع بداية عهد متجدد بقيادة الشيخ مشعل الأحمد الذى تسلم راية قيادة الكويت وأقسم على صونها والوصول بها عاليا نحو آفاق جديدة من مسيرة التنمية والتطوير خلفا لأخيه الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد ” طيب الله ثراه “.
ملحمة العلم
وتمثل مراسم رفع العلم مناسبة وطنية غالية على قلوب الكويتيين ، حيث يرون علم بلادهم يرفرف عاليا خفاقا ما يزكى شعورهم بالفخر والاعتزاز ، اذ يستذكرون الإنجازات العظيمة التى حققتها بلادهم فى جميع الميادين والمحافل الدولية واستكمالا لمسيرة التطور والإنجاز تحت قيادة سمو الشيخ مشعل الاحمد الحكيمة ، إضافة إلى كونها مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن العزيز وإنعاش ذاكرة الاجيال الجديدة بمحطات تتصل بعلم بلادهم بوصفه رمزا للسيادة والاستقلال ، خاصة ان النشاط البحرى الذى شّكل العمود الفقرى للاقتصاد بل للحياة فى الكويت بكل جوانبها ، كان يتطلب ان تلتزم السفن التجارية وسفن الصيد بإظهار هويتها طبقا للمعاهدات والأعراف السائدة فى ذلك الوقت .
ويذكر المؤرخ الكويتى حمد السعيدان فى الموسوعة الكويتية المختصرة انه قد جرى العرف على ان ترفع السفن علما شائعا فى سواحل الخليج حينذاك عبارة عن شكل مستطيل أحمر اللون مضافا إليه شريط مسنن أبيض قرب السارية يسمى «العلم السليمي» وظل مستخدما طوال عهد الشيخ صباح بن جابر الحاكم الرابع للكويت ، وبقى حتى تم تغييره فى عهد ابنه الحاكم الخامس الشيخ عبد الله الثانى بن صباح ، ليتم رفع العلم العثمانى الذى يحمل الهلال والنجمة على قاعدة حمراء لأول مرة فى مايو 1871 بعد ان ساعدت الكويت الجيوش العثمانية فى فتح منطقة الإحساء ، وذلك بمقتضى اتفاق طوعى للاستفادة من مزاياه التجارية رغم ان الكويت لم تكن تابعة للسلطان العثمانى ، وظل هذا العلم مستخدما حتى عام 1914 بعد ان رفض الشيخ مبارك الكبير رفع العلم البريطانى او كتابة اسم الكويت بالحروف اللاتينية عليه تمسكا بالوجه الاسلامى العربى للبلاد .
وفى عام 1940 أمر حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر – طيب الله ثراه – والد الامير الحالى بأن يتم رفع علم احمر مسنن يحمل عبارة ” لا إله إلا الله محمد رسول الله” بشكل رأسى نحو السارية على سفن الكويت ، وان يتم رفع اعلام اخرى بتعديلات جزئية على الدوائر الرسمية والمراكز الحدودية .
وفى 19 يونيو 1961 ألغى الأمير الراحل عبد الله السالم الصباح – طيب الله ثراه – معاهدة الحماية البريطانية الموقعة عام 1899 ، وأعلن الكويت دولة ذات سيادة كاملة ، وتواكب مع ذلك طرح مسابقة لتصميم علم جديد ، ليصدر قانون فى سبتمبر من العام نفسه بشأن العلم يحدد تصميمه على شكل مستطيل أفقى طوله يساوى ضعفى عرضه ، ويقسم إلى ثلاثة أقسام أفقية متساوية ملونة أعلاها الأخضر فالأبيض فالأحمر ، علاوة على شبه منحرف أسود قاعدته الكبرى جهة السارية ومساوية لعرض العلم على ان تكون القاعدة الصغرى مساوية لعرض اللون الأبيض ، وارتفاعه يساوى ربع طول العلم ، وتضمن القانون اعتباره العلم الرسمى المعتمد فى كافة الدوائر والمصالح داخل وخارج البلاد .
انشطة وفعاليات
وتكتسى الكويت بأجمل حللها ، وتبدو فى أبهى صورها خلال الاحتفالات بالأعياد الوطنية ، فتزدان مبانيها وميادينها وشوارعها التى تمتلئ بالمواطنين الذين يعبّرون عن بالغ حبهم للوطن ، والتفافهم حول قيادتهم السياسية ، ممثلة فى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد .
وتتمثل هذه الاحتفالات فى عدد من الفعاليات والأنشطة والعروض ، من بينها العروض العسكرية التى تنعش ذاكرة الكويتيين وتذكرهم بملحمة تحرير بلادهم من الغزو الغاشم يوم 26 فبراير 1991 بعد سبعة شهور من المقاومة والصمود ، وذلك بمساعدة الاشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم مصر ، ويشهد الكويتيون والمقيمون العروض المبهرة لوحدات الجيش البرية والجوية والبحرية ، إلى جانب وحدات وزارة الداخلية والحرس الوطنى ، كما ينطلقون مع اطفالهم فى الحدائق والمتنزهات وشاطئ الخليج ، وهم يرتدون الازياء المبهجة ويلتحفون بعلم الكويت خاصة مع بداية تحسن الاجواء المناخية .
تحية العلم
وجرت العادة أن تفٌتتح العروض العسكرية بتحية العلم وسط حضور كبير من المواطنين ، فى حين تحتشد الوحدات العسكرية فى تراص منتظم لتبدأ عرضها المهيب الذى يتخلله عزف الفرق الموسيقية التابعة للجيش ، راسمة لوحة فنية تتجلى فيها القيم الوطنية والاستبسال دفاعا عن الوطن.
ويشارك فى العروض مشاة من قوات المغاوير الخاصة التابعة للجيش ، وقوات الصاعقة من الحرس الوطنى ، وطلائع الفرسان من الشرطة ، وآليات وزارة الداخلية بكل قطاعاتها ، والسفن البرمائية ومقاتلات حربية كويتية مختلفة.
وبالإضافة إلى تلك القوات يأتى العرض الجوى الذى يضم مختلف أنواع الطائرات القتالية وأحدثها طائرات يوروفايتر التى دخلت الخدمة مؤخرا ، اضافة الى الطرازات الأخرى مثل «هركليز» و«هوك» و«الأباتشي» لرسم تشكيلات ثلاثية ورباعية ، وأداء استعراضات جوية تظهر كفاءة الطيارين الكويتيين واستعدادهم الدائم لحماية سماء الوطن ، ويصاحب تلك العروض عدد من الفعاليات الترفيهية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية منها عروض الليزر والصوت والضوء عبر الشاشات المائية التى ستزين أبراج الكويت علاوة على استعراضات للطائرات المسيرة (الدرونز) .
كما تتضمن الاحتفالات إقامة معرض للإطفاء وعروض الزوارق البحرية ، إضافة إلى تقديم فرق كويتية وخليجية للفنون الشعبية عروضها الفلكلورية الأصيلة على مدار أيام الاحتفالات ، كما يتم تقديم أنشطة فى قرية يوم البحار التراثية وفى موسم الجزيرة الخضراء ومشروع ونترلاند وغيرها.
وبالتزامن مع هذه الاحتفالات أعلن عدد من الأندية الرياضية والمتاجر الكبرى والمؤسسات الثقافية والترفيهية عن مجموعة من الفعاليات المتنوعة على هامش الاحتفالات ، بمشاركة كبيرة من المواطنين والمقيمين تسودها أجواء من البهجة ، حيث تأتى تلك الاحتفالات تعبيرا عن محبة أبناء الكويت لبلادهم من ناحية وتقدير الجاليات العربية والأجنبية لحسن استضافتها فى الدولة التى قدمت وما تزال تقدم الكثير للجميع فى شتى المجالات .
إضاءة أبراج الكويت
وتشارك أبراج الكويت – احد اهم المعالم التاريخية والسياحية فى البلاد فى احتفالات الكويت الوطنية باعتبارها مقصدا ووجهة سياحية مهمة ويتم اضاءتها بألوان علم الكويت ، جنبا الى جنب مع قرية صباح الأحمد التراثية – فرحة الكويت بأعيادها عبر إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة تتمثل فى مسابقات ، وتوزيع جوائز ، علاوة على فقرات الألعاب النارية ، والفرق الشعبية الغنائية وغيرها ، كما يشارك مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافى ، ومركز عبد الله السالم الثقافى ، وهما من المشروعات الثقافية العملاقة التى اقيمت فى العقد الماضى فى احياء هذه المناسبات الوطنية بعدد كبير من الفعاليات الادبية والفنية والمسرحية والعروض الخاصة .
ومن أهم مظاهر احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية كذلك ، انطلاق مهرجان “هلا فبراير ” الذى يأتى كل عام فى شهر فبراير ، لتقيم فيه الكويت عددا كبيرا من الاحتفالات ، وتستضيف مجموعة كبيرة من الفنانين والفرق الغنائية والمسرحية من مختلف الدول العربية ، إضافة إلى مهرجانات التسوق ، والمسابقات ، والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة.
تاريخ حافل
ولم تأت كل مظاهر الاحتفال بالأعياد الوطنية الكويتية من فراغ ، بل صنعها تاريخ حافل بالأحداث ، فالكويت دخلت مرحلة جديدة من تاريخها يوم 19 يونيو 1961 حين وقعّ الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح وثيقة الاستقلال مع المندوب البريطانى بالخليج العربى نيابة عن حكومته.
وبموجب هذه الوثيقة إُلغيت اتفاقية 23 يناير 1899 التى وقعها الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع مع بريطانيا فى ذلك الوقت لحماية الكويت من الاطماع الخارجية ، وبإلغاء تلك الوثيقة أعلنت الكويت دولة مستقلة ذات سيادة .
والقى المغفور له الشيخ عبد الله السالم فى هذه المناسبة كلمة قال فيها « فى هذا اليوم الذى ننتقل فيه من مرحلة الى مرحلة اخرى من مراحل التاريخ ، ونطوى مع انبلاج صبحه صفحة من الماضى بكل ما تحمله وما انطوت عليه ، ونفتح صفحة جديدة تتمثل فى هذه الاتفاقية التى نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة “.
وأقرت المذكرة البريطانية الصادرة بهذا الشأن بان حكومة الكويت تنفرد بمسئولية ادارة شئون الكويت الداخلية والخارجية ، على ان تظل العلاقات بين البلدين وطيدة تسودها روح الصداقة المتينة.
زعيم حكيم
ولم يكن النجاح فى اصدار مثل هذه المذكرة من حكومة لندن عملا سهلا على الاطلاق ، بل كان عملا شاقا لا يقدر عليه إلا رجل محنك متمكن سياسيا ، ويستند الى دعم شعبى غير عادى ، وكلها كانت بعض صفات أمير الاستقلال الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وإذا كانت معاهدة الحماية قد دشنت لبداية العلاقات الكويتية مع الحكومة البريطانية التى كانت القوى العظمى الاولى فى ذلك الوقت ، وعٌدت خطوة ضرورية لحماية الكويت ضد القوى الخارجية ، فان عهد الشيخ عبد الله السالم «1950 – 1965» هو عهد الغاء هذه المعاهدة وإعلان دولة الاستقلال على يد «أبو الاستقلال ».
ففى يوم 25 فبراير 1950 أعلن الشيخ عبد الله السالم فور توليه الحكم عن عزمه اتباع سياسة ترمى الى تحقيق الوحدة الوطنية الكويتية وإشاعة جو ديمقراطى ومقاومة أى تدخل فى الشئون الداخلية للبلاد ، وهو التاريخ الذى اختير عيدا وطنيا للكويت يحتفل به المواطنون كل عام.
وقام الامير الراحل بإجراء اصلاحات جوهرية ضمن مخططه للتنمية الاقتصادية ، ودخل فى مفاوضات شاقة طويلة مع شركة نفط الكويت التى انشئت عام 1934 بشراكة بين شركة النفط الأنجلو – إيرانية المعروفة حالياً بشركة البترول البريطانية وشركة الخليج الأمريكية والمعروفة حالياً بشركة شيفرون ، نتج عنها فى أواخر عام 1951 الاتفاق على رفع نسبة العوائد النفطية الى 50 فى المئة من الارباح الصافية قبل ان تمتلك الشركة بكامل اسهمها عام 1975 نتيجة لمفاوضات صعبة اعقبت انتصارات الجيش المصرى والسورى على اسرائيل عام 1973 .
وجه عروبي
وبمجرد أن نالت الكويت استقلالها ، واستكملت سيادتها بادرت بالانضمام الى الجامعة العربية فى 20 يوليو 1961، وسعى الامير الراحل الى دعم الدول العربية ، وزاد ارتباط الكويت بشقيقاتها العربيات ، بل وأصبحت تعيش كل قضايا العرب قولا وفعلا على المستويين الرسمى والشعبى ، ثم جاءت الخطوة الثانية متمثلة فى انشاء الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية ، ليكون دعما وعونا للدول العربية فى بناء مشاريعها المختلفة ، وبلغ عدد الدول المستفيدة من قروض ومنح الصندوق 106 دول عبر ما يقارب 1000 اتفاقية ثنائية ، بقيمة اجمالية تجاوزت 25مليار دولار .
وأكملت الكويت عضويتها بالانضمام الى الامم المتحدة فى 14 مايو 1963 والمنظمات التابعة لها لتصبح بذلك عضوا فاعلا فى المجتمع الدولى تسعى نحو السلام مع الدول المحبة للسلام والاستقرار ، وهو ما تحقق بالفعل عبر عدد من الفعاليات الدبلوماسية الاممية والإقليمية ، وكثير من المبادرات الرائدة ، ما اهلّها لنيل التقدير الدولى عبر انتخابها اكثر من مرة كعضو غير دائم فى مجلس الامن الدولى ، وتسميتها مركزا للعمل الانسانى الدولى ، واختيار اميرها الراحل الشيخ صباح الاحمد – طيب الله ثراه – قائدا للعمل الانسانى فى عام 2014 .
مبادئ ثابتة
ولتعزيز دور الكويت وسياستها الخارجية ، صدر المرسوم الاميرى فى 19 أغسطس عام 1961، وقضى بإنشاء «دائرة الخارجية » على أن تختص دون غيرها بالشئون الخارجية للدولة ، وتعمل على تعزيز الروابط مع دول العالم المختلفة.
وفى أكتوبر1961 صدر مرسوم اميرى بتعيين أول رئيس لدائرة الخارجية فى تاريخ الكويت ، حيث تم تكليف الشيخ صباح السالم الصباح برئاستها ، وأعقبه فى المنصب الشيخ صباح الاحمد الذى اصبح وزيرا للخارجية بالتشكيل الوزارى الثانى الصادر فى 28 يناير 1963 ، واستمر فى منصبه لمدة اربعة عقود ، استحق خلاها لقب عميد الدبلوماسيين فى العالم ، وطبع ببصماته الدبلوماسية الكويتية حتى الان .
واعتمدت السياسة الخارجية للكويت على أسس واضحة من الاحترام المتبادل ، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية ، والاعتراف بحق كل شعب فى اختيار نظامه الاساسى ، وانتهجت كويت ما بعد الاستقلال سياسة خارجية فذة ، يشهد برجاحتها وحنكتها العدو قبل الصديق .
أبو الاستقلال
وفى ذكرى يوم الاستقلال ، فان ذاكرة الكويتيين تحفظ بكل تقدير عطاء ودور عدد من القامات الكويتية ، فى مقدمتهم «ابو الاستقلال » الشيخ عبد الله السالم الذى استن خطا واضحا يراعى دوما مصالح الكويت فى ظل هويتها العربية الاسلامية ، فى كل عمل او إجراء ، وكان من ابرز ملامحها إلغاء اتفاقية 1899 وإعلان الاستقلال .
وفى ديسمبر 1965 تقلد الشيخ صباح السالم مقاليد الحكم فى البلاد ، حيث واصل دوره فى خدمة الكويت ، فافًتتحت فى عهده أول جامعة بالكويت ، وتطورت الخدمات الصحية والإسكانية والتعليمية ، وشُكلت فى عهده أربع وزارات برئاسة الشيخ جابر الاحمد الذى كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء قبل ان يتولى منصب امير البلاد فى 31 ديسمبر 1977 .
وواصلت الكويت دورها التنموى والسياسى كدولة فاعلة على الصعيد الداخلى والخارجى ، وافتتحت عدة مشاريع داخل الكويت وخارجها أعطتها بعدا حضاريا وتقدما على كل الاصعدة .
ذكريات التحرير
ولعل مناسبة تحرير الكويت تذكرنا بالشيخ جابر الأحمد أمير الكويت الراحل – طيب الله ثراه – الذى قاد نهضة الكويت لتصبح عروس الخليج فى جميع المجالات ، وقاد أيضا وبنفس الروح جهود تحريرها ، وعودتها الى أحضان أبنائها شامخة عزيزة عام 1991 .
وداخل أروقة الأمم المتحدة وأمام العالم أجمع ، وقف الشيخ جابر الاحمد يخاطب الجميع حول قضية بلاده قائلا : « لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله ، ومد يد العون لكل من استحقها ، وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا ايمانا منه برسالة نبيلة يأمرنا بها ديننا الاسلامى ، وتحثنا عليها المواثيق والعهود وتلزمنا بها الأخلاق ».
ومن أبسط الكلمات تظهر أقوى المواقف ، فكان الالتفاف العالمى حول هذا القائد تصفيقا وتأييدا ، حتى عاد وطنه محررا وعاد هو أميرا معززا كريما.
كما لا تنسى الكويت أيضا رجلا استحق بالفعل أن يُطلق عليه «بطل التحرير» ، وهو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح – طيب الله ثراه – ، فمنذ اللحظة الأولى التى بدأ فيها الاحتلال الآثم ، استشعر الشيخ سعد نوايا المحتل فى الإطاحة برأس الشرعية فى الكويت المتمثل فى أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد ، فاتجه الى قصر الامير فى منطقة دسمان مصّرا على رفيق دربه بالخروج الى السعودية.
ولولا هذا الموقف الحكيم والشجاع من الأمير الوالد لذهبت الشرعية التى توحد الشعب الكويتى تحت رايتها ، سواء من كان منهم فى الداخل أو الخارج ، والتى كان لوجودها الأثر الكبير فى إصرار المجتمع الدولى على الانسحاب العراقى وتحرير الكويت.
وبعد أن اطمأن الشيخ سعد على سلامة رأس الشرعية، شرع فى الاهتمام بتنظيم أوضاع الحكومة الكويتية فى المنفى وتحديد أولوياتها ، وعلى رأسها تأمين الحياة الكريمة للكويتيين فى الخارج ، ورفع الروح المعنوية ، وتأمين حياة المواطنين فى الداخل ، ودعم المقاومة الكويتية الى جانب التحرك الدبلوماسى المستمر باتجاه الدول الشقيقة والصديقة لدعم مواقفهم تجاه الحق الكويتى.
صولات وجولات
اما الشيخ صباح الأحمد ، فكانت له صولات وجولات فى الحفاظ على استقرار وأمن الكويت ، وتحقيق نهضتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية ، فقد كان – رحمه الله – وزيرا للخارجية فى وقت الاحتلال ، ووقتها قاد جهودا دبلوماسية كبيرة على مستوى العالم لإنهاء الاحتلال ، وهو أيضا الذى رفع علم الكويت فى الأمم المتحدة ، وهو من حفظ الكويت من المؤامرات والفتن ، وامتدت جهوده للوطن العربى والإسلامى أجمع ، فقاد جهودا عديدة للتقريب والمصالحة بين الفرقاء ، وحرص على وحدة الدول العربية ، وعلى كيان مجلس التعاون الخليجى من أى محاولات لتصدعه ، ولم يكف عن تبنى المبادرات الانسانية ، لإغاثة الشعوب الشقيقة والصديقة المنكوبة سواء فى دول افريقيا او سوريا او العراق، فضلا عن متابعة قضايا وهموم الوطن العربى وفى القلب منها قضية فلسطين .
أمير التواضع
اما الشيخ نواف الاحمد – طيب الله ثراه – فقد شغل منصب وزير الدفاع عام 1988، وقادها خلال أشهر الغزو العراقى السبعة حيث نظم المقاومة خلال تلك الفترة ، وعيّن بعد التحرير فى منصب وزير الشئون الاجتماعية والعمل ، قبل أن يتولى منصب نائب رئيس الحرس الوطنى فى العام 1994 ، ثم وزيراً للداخلية ونائبا لرئيس الوزراء عام 2003، وقاد الأجهزة الأمنية خلال توليه وزارة الداخلية بين 2003 و2006، فى فترة عصيبة شهدت موجات تطرف واسعة فى كل المنطقة ونجح فى قيادة عمليات فعالة لملاحقة المتطرفين وإعادة الاستقرار ، وحين تسلم مقاليد الحكم عام 2020 كان العالم يواجه أزمة جائحة كورونا التى أدت إلى انخفاض حاد فى أسعار النفط ، واستطاع بصفاته الشخصية الحكيمة ان يوجه دفة البلاد الى شاطئ الامان محققا كثيرا من الانجازات على الصعيدين الداخلى والخارجى على مدار ثلاث سنوات حافلة ، ثم سلم دفة القيادة الى اخيه الشيخ مشعل الاحمد لتتواصل سلسلة الخير والعطاء للكويت داخليا وخارجيا .
هنيئا للكويت الشقيقة بأعيادها ، وهنيئا لها ولشعبها الشقيق بقادتها واستقرارها .
“العزيز زائر وعضو الموقع، فضلاً اشترك وشاركنا على منصاتنا المختلفة.
تفاعل معنا لنكونَ دائمًا في الصدارة، ونستمر في تقديم كل ما هو مفيد وفي الصالح العام.. كن إيجابيًّا وشارك في النجاح.”
مصريون في الكويت: www.egkw.com
فيس بوك: www.facebook.com/egkwcom
انستجرام: www.instagram.com/egkwcom
تويتر: https://www.twitter.com/egkwnet
يوتيوب: www.youtube.com/@mesryoon
ثريدز: www.threads.net/@egkwcom
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصريون: www.q8eg.com
فيس بوك: www.facebook.com/egkwcom1
انستجرام: www.instagram.com/egkwcom1
تويتر: https://www.twitter.com/EGKWcom1
يوتيوب: www.youtube.com/@egyptiansinkuwaitplus3976
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالة انباء النفط (اونا نيوز): www.oilnewsagency.com
فيس بوك: www.facebook.com/ONANEWS2022
انستجرام: www.instagram.com/oilnewsagency
تويتر: https://www.twitter.com/Oil_News_Agency
يوتيوب: www.youtube.com/@OilNewsAgenc