تقارير

محمد فؤاد عبد الباقي.. خدم القرآن والسنة وظلمه التاريخ

محمد فؤاد عبد الباقي، اسم لا يعرفه الكثيرون وإذا ذكر أمام جمع ستجد الأغلبية تجهلة ولا تعرف أعماله وفضله. ، لأن التاريخ لم يعطه حقه، وفي الوقت الذي اشتهر البعض بأعمال أقل مما قدم. ، غفل التاريخ عن منح محمد فؤاد عبد الباقي، و تغافل مؤرخي الأمة عن ذكر فضله وأعماله.

اقرأ أيضاً.. 5 أحجار كريمة تنشط طاقة التأمل والهدوء لاستقبال رمضان

ومحمد فؤاد عبدالباقي باحث ومؤلف مصري، متخصص في الحديث النبوي ولد 1882 ووتوفى عام 1967. ، وتخصص في الأحادسث النبوية فألف في تحقيق كتبه وتخريجها وفهرستها ووضع فهارس مفردات القرآن الكريم ومترجم باللغتين الفرنسية والإنجليزية. لكتب المستشرقين في معاجم الحديث والقرآن. وهو صاحب كتاب اللؤلؤ والمرجان في ما اتفق عليه الشيخان.

قدم السنة النبوية في وقت لم تكن تلقى فيه الاهتمام الذي تستحقه، وأبلى بلاء حسنًا، سواء فيما يتصل بتحقيق أمهاتها أو التأليف فيها، أو تخريج أحاديثها. ، فقام بشرح وفهرسة فتح الباري شرح صحيح البخاري وصحيح مسلم، وموطأ مالك، وسنن ابن ماجه، وأخرجها على أحسن صورة، دقة وتنظيمًا وتنسيقًا وترقيمًا. ، بما يتفق مع جلال السنة، وما تستحقه من عناية، وقد رزق الله تحقيقاته القبول والذيوع بين أهل العلم وصناعة الحديثة.

أما مؤلفاته التي خدمت السنة، فيأتي في مقدمتها: «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان». ، والمعروف أن أعلى درجات صحة الحديث هو ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم، والكتاب ذائع معروف. ، يجمع ألفين وستة أحاديث مرتبة على أبواب الفقه. رحمة الله عليه.

وألف كتاب «جامع مسانيد صحيح البخاري»، وهو كتاب يجمع أحاديث كل صحابي أخرج له البخاري على حدة. ، ورتب أسماءهم حسب الحروف الهجائية، وهو بذلك صورة أخرى لصحيح البخاري المرتب على كتب الفقه وأبوابه وظل حبيس الأدراج. ، حتى نشر بعد وفاته بفترة طويلة سنة 1991.

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم


دخل «محمد فؤاد عبد الباقي» ميدان فهرسة السنة النبوية من باب الترجمة دخل أيضًا ميدان فهرسة ألفاظ القرآن الكريم من الباب نفسه. ، فقد ترجم كتاب «تفصيل آيات القرآن الكريم» لجول لابوم عن الفرنسية، ونشره سنة 1934م. ، لكنه لم يكن كافيًا لسد الغرض. ، فرغب في وضع معجم دقيق لألفاظ القرآن يعين الباحثين في الوصول إلى أي آية كريمة في القرآن إذا استعان بكلمة منها، وتطلب منه ذلك أن يُفرغ كل الكلمات الواردة في القرآن الكريم. ، ويرتبها حسب حروف المعجم، مع الأخذ في الاعتبار ردها إلى أصولها اللغوية.

دار الكتب تجيز نشر معجمه

وبذل المؤلف جهدًا مشكورًا في وضع كتابه، مستعينًا بكتابه «نجوم القرآن في أطراف القرآن» للمستشرق الألماني فلوجل. ، الذي طبع لأول مرة سنة 1842م، مراجعًا ما يجمعه على معاجم اللغة وتفاسير الأئمة اللغويين، عارضًا ما يجمعه على الثقات من أصدقائه من علماء اللغة. ، حتى إذا اطمأن إلى عمله دفعة إلى دار الكتب المصرية، فأجازت نشره بعد أن شكلت لجنة لذلك، فخرج في أحسن صورة وأبهى حلة.

معجم بلا أخطاء

جاء عمله مكتملاً، لم يستدرك عليه أحد من العلماء سقطًا في معجمه، من فرط مبالغته في المراجعة وحرصه الدائب على الدقة. ، وشاء الله أن يكون هذا المعجم خاليًا من الخطأ؛ لأنه يقوم على كتابه، ويعين الباحثين في الوصول إلى آية. ، وقد تلقت الأمة هذا العمل بالقبول، ورزقه الله الذيوع، فلم تخل منه مكتبة لعظم فائدته.

حياته تدخل في باب الغرائب.. يصوم الدهر كله

وحياة الرجل الخاصة تدخل في باب الغرائب، فنحن نسميه صائم الدهر، فكان يصوم الدهر كله لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما أول أيام عيد الفطر. ، وأول أيام عيد الأضحى، وطعامه نباتي، وكان يصوم بغير سحور.. أي أنه يتناول وجبه واحدة كل 24 ساعة، وكان محافظًا في كل شيء، فزيه يتكون من البدلة الكاملة صيفًا وشتاءً.. وكان زاهدًا في الاجتماعات والتعارف، يفسر هذا وكأنه يعتذر: إن التعرف إلى الناس، تقوم تبعًا له حقوق لهم والتزامات واجبة الرعاية والوفاء. ، وليس عندي وقت لهذا، ولا أنا أطيق التقصير فيه لو لزمتني”.

تمتع بصحة موفورة حتى العقد التاسع من عمره

وأطال الله في عمر محمد فؤاد عبد الباقي حتى بلغ العقد التاسع، لكنه ظل متمتعًا بصحة موفورة. ، ونشاط لا يعرف الكلل، وحياة منتظمه أعانته في إنتاج الأعمال التي يحتاج إنجازها إلى فريق من الباحثين. ، وبارك الله فيما كتب، فانتشرت كتبه شرقًا وغربًا، وعم الانتفاع بها، وظل يؤدي رسالته حتى لقي ربه في سنة (1388 هـ = 1967م). أ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى