مقالات

بسام القصاص يكتب.. قمة شرم الشيخ للسلام.. مصر تعيد صياغة معادلة الشرق الأوسط

في أجواء من التفاؤل والأمل، وعلى ضفاف البحر الأحمر، التأم في مدينة شرم الشيخ المصرية مؤتمر السلام الذي ترأسه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبحضور واسع لقادة العالم وممثلي القوى الإقليمية والدولية، في حدثٍ وُصف بأنه نقطة تحول في مسار الجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة وإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط.
القمة جاءت امتدادًا للدور التاريخي الذي تضطلع به مصر في ترسيخ الاستقرار الإقليمي، حيث نجحت القاهرة مجددًا في جمع الفرقاء وإعادة الدبلوماسية إلى مسارها الطبيعي بعد شهور من التوترات الميدانية والتجاذبات السياسية. الرئيس السيسي أكد في كلمته الافتتاحية أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال معالجة جذرية وشاملة للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر ستظل تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه نحو الحرية والدولة المستقلة، وأن الحل العادل هو الطريق الوحيد لضمان الأمن للجميع.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن تقديره العميق للرئيس السيسي، مؤكدًا أن القيادة المصرية أثبتت مجددًا أنها القوة المتزنة التي لا غنى عنها في الشرق الأوسط، وقال إن مصر تحت قيادة السيسي أصبحت حجر الأساس في أي معادلة لتحقيق الاستقرار والسلام، مشيرًا إلى أن واشنطن تثق بقدرة القاهرة على إدارة الحوار بين الأطراف كافة بحكمة وشجاعة.
القمة التي شاركت فيها دول عربية وأوروبية عدة انتهت إلى ما عُرف بـ«إعلان شرم الشيخ للسلام والازدهار»، الذي نص على وقف شامل لإطلاق النار في غزة وبدء خطة عاجلة لإعادة الإعمار بإشراف مصري وتمويل دولي، إضافة إلى تبادل الأسرى وتشكيل لجنة مشتركة لوضع ترتيبات الحكم والإدارة المدنية في القطاع. كما شدد الإعلان على الالتزام بالحل السياسي القائم على قرارات الشرعية الدولية، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع أو تغيير ديموغرافي.
القمة مثّلت تجسيدًا واضحًا لعودة مصر إلى مركز الفعل الإقليمي، حيث أظهرت قدرتها على التوفيق بين المصالح المتعارضة وصياغة رؤية تحقق التوازن بين الأمن الإقليمي والعدالة الإنسانية. كما أكدت التنسيق المصري الأمريكي الوثيق، والذي عكس توافقًا متزايدًا حول أولوية استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط ومنع تجدد دوامة العنف.
ومع اختتام أعمالها، خرجت القمة برسالة واحدة للعالم مفادها أن مصر لا تزال – كما كانت دائمًا – صانعة السلام في المنطقة، وأن قيادتها السياسية تمتلك الإرادة والقدرة على تحويل الأزمات إلى فرص، وعلى إعادة صياغة معادلة الأمن والازدهار في المنطقة بروحٍ من الحكمة والمسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى