مقالات

علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس.. ليلة إخوانية في سفارة مصرية

في العام 2012 حيث كان “المجلس العسكري” يتولي مقاليد الحكم في مصر كانت الجماعة الإرهابية قد أحكمت قبضتها علي مجلس الشعب ، وفي مارس من هذا العام زار وفد برلماني كبير دولة الكويت برئاسة رئيس المجلس الدكتور سعد الكتاتني بالإضافة الي آخرين علي رأسهم كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية الراحل الدكتور عصام العريان ، ورئيس لجنة الشؤون العربية الدكتور محمد السعيد إدريس ، وكان من بين برنامج الوفد في ثاني أيام زيارته لقاء “الكتاتني” بكوكبة تمثل المصريين العاملين في الكويت سواء من مجلس الجالية المصرية أو من خارجه وذلك في مقر السفارة المصرية بالكويت.

وفي الموعد المحدد فوجئنا بعدم حضور “الكتاتني” الذي أناب عنه العريان وإدريس فجلسا علي المنصة ومعهما السفير عبد الكريم سليمان وأمين عام مجلس الجالية الراحل الدكتور عزمي عبد الفتاح ، وتحدث العريان في البداية قليلا ، وحاول طمأنة دول الخليج مؤكدا عدم صحة ما يتردد بشأن تصدير الثورة ، ولم يقدم للحضور اعتذارا عن غياب “الكتاتني” ، ثم دار حوار بينه وبين الحضور استمر ساعتين ، وكان واضحا كل الوضوح أن تنسيقا تم بينه وبين مجموعة من الحضور قبيل اللقاء ، وقد تأكد ذلك في مابعد ، ويبدو أنهم نصحوه بعدم اتاحة الفرصة للصحفيين الموجودين وكلهم مصريون للمشاركة في الحوار لأنهم كانوا يعرفون توجهاتنا جيدا ، فقال العريان : ليتحدث أبناء الجالية أولا ونؤجل أسئلة الصحفيين للقاء آخر ! ، فما كان مني الا أن اعترضت وقلت له : مادام الصحفيون الموجودون يتمتعون بالجنسية المصرية فهم من أبناء الجالية ولهم الحق في أن يسألوا وسيسألوا ، وهنا حاول البعض فرض سيطرتهم علي الحوار وتوجيهه الي مسار محدد ووضح التنسيق الذي أشرت اليه بينهم وبين العريان وصحبه ، الا أنني وزملائي استطعنا أن نقدم تساؤلاتنا ومنها ما كان محرجا ، الأمر مادعا العريان أن يطلب بأن تكون الأسئلة مكتوبة وتصب عند السفير الذي يقوم بدوره بطرحها بعد موافقته عليها.

وقد كان لي شخصيا تساؤلات لم يجب عنها العريان رغم ارسالي للسؤال ثلاث مرات من بينها ” لماذا اجتمع “خيرت الشاطر” مع السيناتور الأمريكي “جورج ماكين” في مكتبه الخاص بمدينة نصر علي الرغم من أنه لا يتبوأ منصبا رسميا في الدولة ، ومالذي دار في هذا الإجتماع ، وهل يعني هذا أن “الشاطر” هو رئيس الحكومة المنتظر ؟ وقد لاحظت أن السفير عبد الكريم سليمان بدا محرجا لأنني رأيته يطلعه علي السؤال فيأخذ الورقة ولا يجيب ، عندها طرحت علي الملأ سؤالا آخر : كيف تأتون ومعكم في الوفد من هو ممنوع من السفر بحكم نهائي ، أهكذا تبدأؤن؟ وعندها أشار لي السفير الذي لا يزال حيا يرزق بالذهاب الي المنصة وعندما ذهبت وجدث العريان بصوت خفيض في أذني يبرر مجىء هذا الشخص معهم بتبريرات واهية تفتقد تماما الي أي منطق.

المهم بعد انتهاء الحوار وخلال عودتي لمقر الجريدة لكي أكتب تغطية الندوة هاتفني السفير عبد الكريم سليمان ليوجه لي دعوة علي مأدبة العشاء في بيته في اليوم التالي علي شرف الوفد البرلماني ، وخلال المكالمة سألني : هل لاحظت شيئا خلال الحوار؟ فقلت له : نعم لاحظت محاولة البعض تجيير الحديث نحو أخونة مجالس الجاليات المصرية في الخارج بدء من الكويت الي درجة أن الحديث بشأن ذلك استغرق أكثر من نصف مدة اللقاء فأقر بتلك الرؤية ، وكان العريان قد شدد علي ضرورة تنظيم مجالس الجاليات المصرية في الخارج ، واعتبار الحالية منها مؤقتة لتسيير الأعمال لمدة تتراوح من شهر الي ثلاثة أشهر علي أن تحسم المجالس القادمة بالإنتخابات بعد اعداد قاعدة بيانات كاملة عن المصريين العاملين في الخارج ، وذلك بعد أخذ وجذب ومشادات ساخنة وعاصفة .. وهؤلاء هم الإخوان الذين أرادوا السيطرة علي كل شيء بأقصي سرعة فخسروا كل شيئ بمنتهي السرعة ، واعتقدوا أنهم كما قال مرشدهم سيحكمون مصر 500 سنة ولكن الله تعالي لطف بمصرنا الغالية وقيد لها رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه فتصدوا بمشاعر وطنية نقية لمحاولات التفريط في الوطن أرضا وشعبا والحفاظ علي أمنه وضمان استقراراه فالحمد لله تعالي أن حفظ مصر من حرب أهلية لو وقعت فما كان لها أن تبقي أو تذر

آخر الكلام : هل تذكرون “اليوتيوب” الشهير لعمرو موسي وهو يترجي الدكتور عصام العريان بالتسامح مع مبارك لكبر سنه ؟ رد عليه: مبارك سيخرج من سجنه الي قبره! ، وتدور الأيام والشهور والسنون واذا بعصام هو من يخرج من سجنه الي قبره ، بينما يخرج مبارك من سجنه الي بيته ثم من بيته الي قبره.. أقولها للتدبر والإتعاظ وليس للشماتة والتشفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى