الصحة العالمية تحذر من عصر ما بعد المضادات الحيوية: 10 ملايين وفاة محتملة

قال الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية قد تتسبب في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص بحلول عام 2050.
جاء ذلك في كلمته خلال مؤتمرًا علميًا نظمه المعهد العالي للصحة العامة بجامعة الإسكندرية، بعنوان “مقاومة مضادات الميكروبات: الوضع الحالي والتحديات”، وذلك بمشاركة واسعة من ممثلي الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والجامعات المصرية.
وشدد عابد، على أهمية تضافر الجهود بين القطاعات الصحية والبيئية والزراعية وفق نهج “الصحة الواحدة”، مشيرًا إلى التعاون الوثيق بين المنظمة والدولة المصرية لدعم تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة مقاومة الميكروبات.
ومن جانبه، قال الدكتور هشام سعيد، نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية تمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة عالميًا، لما تسببه من صعوبات علاجية وارتفاع معدلات الأمراض والوفيات وزيادة الأعباء الاقتصادية.
وأوضح سعيد، أن الاستخدام المفرط وغير المنضبط للمضادات الحيوية في علاج الإنسان والحيوان، إلى جانب استخدامها في الزراعة وتربية الدواجن والأسماك كمحفزات للنمو، أدى إلى تطور سلالات ميكروبية مقاومة.
وشدد نائب رئيس الجامعة على أهمية تطوير التشريعات والرقابة على تداول المضادات الحيوية والتخلص الآمن من المخلفات الطبية، مع الإشارة إلى التراجع العالمي في ابتكار أدوية جديدة لمواجهة تطور المقاومة.
وبدروه، أشار الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي، إطلاق وزارة الصحة الخطة القومية لمكافحة الميكروبات عام 2023، والتي طُبقت في 96 مستشفى على مستوى الجمهورية، مع تحويل 6 مستشفيات إلى مراكز تميز عالمية في مكافحة العدوى.
بينما أكدت الدكتورة هبة القاضي، عميد المعهد العالي للصحة العامة، إن مقاومة المضادات الحيوية تُعد من أكبر التهديدات للصحة العامة على مستوى العالم، إذ تؤدي إلى فقدان فاعلية العلاجات الأساسية وارتفاع معدلات الوفيات وزيادة تكاليف الرعاية الصحية.
وأوضحت أن القضية ليست طبية فحسب، بل مجتمعية تتطلب تعاونًا وثيقًا بين مختلف القطاعات في إطار مفهوم “الصحة الواحدة”، منوهة أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز التعاون البحثي ووضع استراتيجيات وطنية وإقليمية فعالة للحد من انتشار مقاومة الميكروبات وتعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية.
ولفت الدكتور سامح رياض، وكيل وزارة البيئة بالإسكندرية، إلى أهمية الاهتمام بتأثير المحددات البيئية للمشكلة ولاسيما الثروة السمكية ومصادر المياه وطرق التخلص من النفايات من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.
تناول المؤتمر عددًا من المحاور المهمة، من أبرزها: تحليل الوضع العالمي والإقليمي والمحلي لمقاومة مضادات الميكروبات، وتحسين الممارسات في قطاعات الرعاية الصحية والإنتاج الغذائي والبيئة، وتعزيز مفاهيم الوقاية من العدوى ومكافحتها، من خلال نهج الصحة الواحدة الذي يجمع بين الإنسان والحيوان والبيئة.




