من صندوق الذكريات.. حوار شيق للكاتب الصحفي أسامة جلال مع سيدة المسرح العربي سميحة أيوب

سميحة أيوب ، هذا الاسم له رنين خاص ووقع أقدام راسخة، وموسيقى تهابها الأذن وصوت يرتعد له القلب …. اسم كبير كبير … عملاق …. مارد … شيء من هذا القبيل … سميحة أيوب تلك الفنانة التي امتعتنا كثيرا وقدمت لنا المسرح ، بحق وحقيقي، كما يقول المصريون .. المسرح أبو الفنون …. كيف لنا أن نذكر المسرح المصري والعربي دون أن نذكر سميحة أيوب هذا الصرح الشامخ في سماء مسرحنا …. فخر لأي صحفي أن يحاور فنانة على هذا القدر من الرقي والجبروت الفني… لم يكن هذا اللقاء له إعداد مسبق لكنه وليد اللحظة.. لقاء ع السريع، مع فنانة تؤلف عنها مجلدات ولكن الوقت لم يسمح بأكثر من هذا فقد كان لديها أعمال أخرى لكنها خصت ، فنون، بهذا اللقاء وتعد قراءها باللقاء القريب فهي قادمة إلى الكويت خلال أيام للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي الذي بدأت فعالياته في السابع والعشرين من مارس الحالي .. سألت الفنانة القديرة.
كنت مديرة للمسرح القومي المصري طيلة ١٤ عاما ثم استقلت في النهاية.. فلماذا كانت الاستقالة؟
دعني أوضح أولا أن المسرح القومي المصري يعد أهم المسارح في الوطن العربي لأنه معني بتقديم أضخم وأقيم العروض المسرحية وفترة إدارتي له كانت أطول فترة للإدارة في تاريخ المسرح وقد سبب في طول المدة نوعا من الملل، كما أن كثيرا من الزملاء احتجوا على اعتبار أن تغيير الوجود أمر ضروري لكن وزير الثقافة السيد. فاروق حسني ناشدني أن استمر في إدارة المسرح ورغم ذلك اعتذرت وتركت المكان…
وما هي السلبيات والايجابيات التي واجهتك وما هي الأمنيات التي استطعت تحقيقها وأنت في هذا المكان وهل است مقتنعة بما قدمت خلال فترة إدارتك؟
في الحقيقة السلبيات والايجابيات موجودة في كل مكان لا المسرح فقط ولكن بحكمتك وتفهمك الطبيعة الناس تستطيع حل أي مشكلة لأن المهم هو كيفية التعامل مع الناس والذي بسببه تنجح وتزيل السلبيات … أو تقتل إن لم تستطع التعامل معهم بالشكل الذي يرضيهم ويرضيك فكل إنسان له مفتاح وطريقة للتعامل معه، فإذا كنت على مستوى فهم سيكولوجية الناس تستطيع أن تكسبهم …. أهم شيء وانت تراس مكانا أو تديره الا تشعر مرؤوسيك بانك رئيسهم بل ان هذا المسرح منزلهم ويجب عليهم أن يجعلوه ويجعلوه ناجحا لأنه نجاح لهم وهذا ما استطعت فعله وهو أهم شيء كنت أسعى إليه كذلك فترة إدارتي استطعت أن أظهر مجموعة مجموعة من الكتاب والفنانين وكان في دور في إبرازهم وبالطبع أنا.
سعيدة ومقتنعة بما قدمته للمسرح القومي المصري. مثل من من الكتاب قمت بإظهارهم؟
كثيرون منهم فوزي فهمي وسمير سرحان ويسري الجندي وأبو العلا الساموني كذلك كثير من الممثلين والمخرجين.
وما رأيك في أداء و هدى وصفى المدير الجديد والحالي للمسرح القومي والمسرحية قبل الأخيرة والست هدى، التي حققت نجاحا كبيرا لم يحدث منذ سنوات
للحق اداؤها جيد فهي تحمل نية طبية وتحاول خلق حالة مسرحية مسير جيدة جيدة ولكن لا تستطيع أن تحكم على شخص من خلال عمله في أشهر معدودة وإنما يجب أن تستقر بها الأمور وتاخذ فرصتها جيدا لفترة طويلة حتى يكون الحكم عليها له مبرراته .. واتمنى له النجاح والتوفيق .
حال المسرح المصري وكما يقال يرثى له وانت من الرعيل الأول ومن الذين أعطوا كثيرا لهذا المسرح . فما هي روشتة العلاج التي تقدمتها للمسرح المصري روشتة العلاج هي أن فهم رسالة المر المصري ثقافيا وحضاريا جيدا . فمن الناس من يعتقد أن المسرح ما هو إلا لقتل الوقت والتسلية والخروج من حالة الملل ولكن على العكس فهذا الوقت يجب أن يستثمر في شيء مفيد ونافع من خلال كلمة شريفة تقال على خشبة المسرح تمتعك وتعطيك رصيدا من المعلومات جيدا بالإضافة إلى أنها تنعش ذاكرتك وتجعلك تفكر في أشياء مختلفة لم تتطرق إليها من قبل ليكون لك وجهة نظر فيها وهذه مهمة المسرحالحضارية
وما هو السبب في تدهور حاله؟
السبب هو الانفتاح …. الغالية تسعـ تسعى وراء المادة فبدلا من أن ترفع مستوى الجمهور الثقافي أحدنا تهبط بهم وأصبحالإضحاك لمجرد الإضحاك والجمهور يدفع وبعد ذلك يخرج من المسرح لا يدري على أي شيء ضحك. هذا حال غالبية الفرق المرحية رجل برقص واخر برندي ملابس نساء وأخرى تقوم بحركات بدنية وأشياء من هذا القبيل ولكن هناك مسارح أخرى تقدم أعمالا جيدة ومضحكة في نفس الوقت مثل الفنان محمد صبحي والفنان عادل إمام فيما يقدمان أعمالا تحترم وتخدم عقلية المشاهد ولها وجهة
نظر في مجتمعنا وحياتنا السياسية.. ولكن السواد الأعظم يقدم كلام الفارغا … بعض إدارات مسارح الدولة القليل منها حاول تقليد القطاع الخاص ولكنها فشلت لأن كلا حلق لما هو ميسر له.. لك سوات بعيدة عن السينما.
لا أعمل بالسينما فانا رافضة لها منذ 15 عاما لأني لم أجد نفسي فيها وللحقيقة التمثيل بالسينما لا يمنعني التفاعل مع المسرحوجمهوره أفقد السينما مذاقها عندي وبالنسبة في المسألة ليست عملا فقط وإنما عمل واستمتاع وهذا هو سبب معدي عن السينما.
حتى المسرح وأيضا التلفزيون أعمالك قليلة حاليا
نعم أعمالي قليلة لاني انتقى الأدوار بقدر الإمكان هذا بالنسبة للتلفزيون أما المسرح فقلما تجد الآن النص الذي تحترمه وتستريح للمجموعة التي تعمل معك كذلك. واعتبر النجاح هو ذيوع صيت عمل.. جيد حتى وإن كان كل بضعة أعوام ويكون له طعم آخر في العام الماضي قدمت مسرحية الساحرة، وقبلها بفترة قدمت الخديوي، إني أنعش ذاكرتي كممثلة ولا تتوقف تماما وهذه الأعمال تجد صدى على صعيد الجمهور والنقاد ولها بصمات واضحة ولا يمكن أن أقدم أعمالا لا استريح لها فالجمهور تعود أن يشاهدني في إطار وبشكل معين وهو الإطار الذي أحبه وأحمد فيه أيضا وبالتالي يقتنع بي الجمهور وإن لم يوجد هذا الإطار فبالتالي لن القدم أعمالا
اذن المشكلة مشكلة نص؟
طبعا مشكلة نص فهناك الكثير من النصوص ولكن أيها الذي اشعر فيه بنفسي وأنه يناسبني
لو وجد النص المناسب ولكن من تأليف شاب جديد وسيقوم بإخراجه أيضا شاب جديد هل توافقين العمل؟
طبعا … أرحب جدا فأنا أشجع العمل مع الشباب وتشجيعهم لخلق جيل جديد من المسرحيين الصادقين وبالفعل سر حيني الأخيرة من اخراج مخرج جديد وهناك كثيرون اندهشوا من عمل معه ولكن أوضحت لهم أني أشجع العمل مع الجيد لاستفيد منه وأفيده