2.41 طفل لكل سيدة.. “الإحصاء” يكشف تراجع معدلات الإنجاب في مصر لعام 2024

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الأربعاء، أحدث مؤشرات معدلات الإنجاب في جمهورية مصر العربية لعام 2024، والتي تمثل مرآة دقيقة للوضع السكاني في البلاد، وأداة أساسية لرسم سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية.
وبحسب البيان الصادر عن الجهاز، تم إعداد تقديرات معدلات الإنجاب بالاعتماد على بيانات المواليد الإلكترونية الواردة من وزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزارة الصحة والسكان، حيث جرى التأكد من دقة هذه التقديرات باستخدام النماذج الإحصائية الحديثة، استكمالًا للجهود التي بُذلت في هذا السياق خلال عام 2023.
اعتمد الجهاز في تقديراته على الهيكل العمري المستند إلى بيانات التعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت لعام 2017، وفقًا للإسقاطات السكانية المحدثة لجمهورية مصر العربية، وذلك لتحديد عدد السيدات في سن الإنجاب (من 15 إلى 49 عامًا) بكل محافظة خلال عام 2024.
كما تم احتساب معدلات الإنجاب الكلية والتفصيلية باستخدام توزيع المواليد لعام 2024 حسب عمر الأم ومحل إقامتها، بالاستناد إلى قاعدة بيانات المواليد والوفيات التابعة لوزارة التخطيط، بالإضافة إلى التوزيع العمري التفصيلي للنساء في سن الإنجاب بكل محافظة.
أظهرت النتائج أن متوسط عدد المواليد لكل سيدة على مستوى الجمهورية بلغ 2.41 طفل في عام 2024، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 5.1% مقارنة بعام 2023.
وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع يأتي امتدادًا للاتجاه العام لانخفاض معدلات الإنجاب منذ عام 2014، وهو ما يعكس تقدمًا واضحًا نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023–2030).
ورصد التقرير تفاوتًا ملحوظًا في معدلات الإنجاب بين محافظات الجمهورية. فقد جاءت محافظة بورسعيد في مقدمة المحافظات ذات المعدلات المنخفضة، حيث سجلت أدنى معدل إنجاب كلي بلغ 1.54 طفل لكل سيدة، وهو ما يتماشى مع التوجه العام لانخفاض الإنجاب في المحافظات الحضرية ومحافظات الوجه البحري.
في المقابل، تصدّرت محافظة مطروح القائمة كأعلى المحافظات في معدلات الإنجاب، بمعدل 4.75 طفل لكل سيدة، ما يعكس استمرار ارتفاع المعدلات في المحافظات الحدودية والوجه القبلي، ويبرز الحاجة إلى مزيد من التدخلات التنموية لتعزيز الوعي بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.
وبمقارنة معدل الإنجاب الكلي لعام 2024 بمعدلات عامي 2023 و2021، المستندة إلى مسح صحة الأسرة المصرية 2021، اتضح أن جميع المحافظات سجلت انخفاضات متفاوتة في المعدلات، وهو ما يؤكد فاعلية السياسات السكانية والبرامج التوعوية التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة.
وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حرصه على إصدار هذه المؤشرات في توقيت مناسب، لدورها الحيوي في دعم متخذي القرار ورسم السياسات السكانية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز مستويات الخدمات الصحية والاجتماعية.
كما شدد على أهمية مواصلة الجهود في مجال التوعية بالصحة الإنجابية، وتمكين المرأة، وتوسيع نطاق خدمات تنظيم الأسرة، لضمان الوصول إلى توازن ديموجرافي يلبّي مستهدفات التنمية المستدامة.