“الجمرة الخبيثة” تهاجم الحياة البرية والبشر في الكونغو.. وتحذيرات من كارثة بيئية وصحية

في مشهد يعكس حجم التهديدات البيئية والصحية في شرق أفريقيا، أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، تفشي مرض الجمرة الخبيثة في إقليم نورث كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ما أسفر عن وفاة شخص، وإصابة 16 آخرين يشتبه في إصابتهم بالمرض القاتل، في وقت تتساقط فيه جثث الحيوانات البرية على ضفاف نهر إيشاشا.
التحذيرات لم تقتصر على البشر فقط. ففي حديقة فيرونغا الوطنية، التي تُعد أحد أكبر وأهم المحميات الطبيعية في أفريقيا، قُتل أكثر من 50 فرس نهر إلى جانب حيوانات برية كبيرة، نتيجة التسمم ببكتيريا الجمرة الخبيثة، ما أثار قلقاً بالغاً بين مسؤولي الحديقة والمنظمات البيئية العالمية.
ووفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، ظهرت أولى مؤشرات الكارثة قبل نحو خمسة أيام، حين عُثر على جثث حيوانات طافية على طول نهر إيشاشا، الذي يشكل الحدود بين الكونغو وأوغندا، ويصب في بحيرة إدوارد.
وبالرغم من أن السبب الدقيق للتفشي لا يزال غامضًا، إلا أن العلماء يرجّحون أن أبواغ الجمرة الخبيثة، الموجودة طبيعيًا في التربة، هي من تسببت في التسمم عبر المياه أو النباتات التي تناولتها الحيوانات. ويخشى الخبراء من انتقال العدوى إلى البشر، لا سيما في ظل ضعف البنية التحتية الصحية ووجود جماعات مسلحة تُقيّد حركة سلطات الحديقة.
مدير الحديقة وصف الحادثة بأنها “ضربة قاسية” لجهود استعادة التوازن البيئي، مشيرًا إلى أن تعداد أفراس النهر، الذي تجاوز 20 ألفًا قبل عقود، انخفض إلى بضع مئات فقط بحلول عام 2006 بسبب الصيد الجائر والنزاعات المسلحة.
من جهته، أصدر المعهد الكونغولي لحماية الطبيعة تحذيرًا عاجلاً للسكان المحليين، دعا فيه إلى تجنب الاقتراب من الحيوانات البرية أو لمس جثثها، مع ضرورة غلي المياه المستخدمة من المصادر المحلية، تفاديًا لخطر الإصابة بالعدوى.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان مأساة مماثلة وقعت العام الماضي في زيمبابوي، حيث نفق 160 فيلًا في محمية طبيعية بسبب الجفاف الشديد ونقص الموارد الطبيعية، وهو ما يشير إلى أزمة بيئية أوسع نطاقًا تهدد الحياة البرية في القارة السمراء.