“رجال عوانس”..زيادة نسبة العنوسة بين الرجال في مصر والوطن العربي

كتب – محمد عبد الشكور
تشهد المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة ظاهرة متزايدة تُعرف بـ “العنوسة”، التي لا تقتصر فقط على النساء بل تشمل أيضاً الرجال.
حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة العنوسة بين الرجال في مصر والوطن العربي قد زادت بشكل ملحوظ، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب والآثار الاجتماعية والنفسية لهذه الظاهرة.
إحصائيات وأرقام
وفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فإن نسبة العزاب من الرجال في الفئة العمرية 30 عاماً فما فوق قد ارتفعت إلى 28% في عام 2023، مقارنة بـ 21% في عام 2015.
وفي دول عربية أخرى، مثل السعودية، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة العزاب بين الرجال قد وصلت إلى حوالي 20% في نفس الفئة العمرية.
أسباب الزيادة
ومن أساب زيادة العنوسة عند الرجال التغيرات الاقتصادية، حيث يعاني الشباب من تحديات اقتصادية كبيرة، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وتأمين سكن ملائم، مما يجعل الزواج خياراً بعيد المنال.
وكذلك التغيرات الاجتماعية، حيث أدى التحول في الأدوار الاجتماعية وتوقعات الأفراد حول الشريك المثالي إلى تأخير قرار الزواج.
وأيضا تؤثر الطموحات الشخصية على موضوع الارتباط لدى الشباب حيث يسعى العديد من الشباب لتحقيق أهدافهم المهنية والتعليمية قبل التفكير في الزواج، مما يساهم في زيادة معدل العنوسة.
كذلك فكرة التوجه نحو عدم الزواج فهناك فئة متزايدة من الشباب لا ترى الزواج كخيار ضروري، حيث يفضلون الاستقلالية والحرية.
الآثار الاجتماعية والنفسية
تؤدي زيادة نسبة العنوسة بين الرجال إلى مجموعة من الآثار السلبية، ومنها زيادة التوتر النفسي حيث يعاني العديد من الشباب من ضغوط اجتماعية ونفسية بسبب تأخرهم في الزواج.
وزيادة العزلة حيث قد تؤدي العنوسة إلى شعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية.
وكذلك التغير في العلاقات الأسرية، حيث يمكن أن تخلق العنوسة توتراً داخل الأسر، حيث يتعرض العزاب لضغوط من الأهل والمجتمع.
خطوات مقترحة للتعامل مع ظاهرة العنوسة
ومن أجل حل مشكلة العنوسة بين الشباب يجب تحسين الظروف الاقتصادية، ويجب على الحكومات العربية العمل على تحسين الظروف الاقتصادية للشباب، من خلال توفير فرص عمل ملائمة وزيادة الرواتب، مما يمكنهم من تحمل تكاليف الزواج.
ومن الحلول أيضا تيسير الزواج، حيث يمكن تقديم تسهيلات للمقبلين على الزواج، مثل إنشاء برامج تمويلية ميسرة أو دعم مالي للأسر التي ترغب في تزويج أبنائها. هذه البرامج قد تسهم في تخفيف الأعباء المالية المرتبطة بالزواج.
كما يجب توعية المجتمع، حيث تحتاج المجتمعات إلى برامج توعية تهدف إلى تغيير المفاهيم التقليدية المرتبطة بالزواج، وتبني نظرة أكثر مرونة تدرك احتياجات الشباب وأهدافهم. يمكن استخدام وسائل الإعلام والمناسبات المجتمعية لنشر هذه الرسائل.
وكذلك العمل على تطوير المهارات الشخصية، ويمكن توفير دورات تدريبية للشباب لتعزيز مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية، مما يسهل عليهم تكوين علاقات صحية وناجحة.
وأيضا السعي لتشجيع الزواج المبكر، لأنه في بعض المجتمعات، قد يكون من المفيد تشجيع الزواج المبكر، مع مراعاة توفير التعليم والتدريب اللازمين، ويمكن أن يسهم ذلك في تقليل نسبة العنوسة.
وتتطلب ظاهرة العنوسة بين الرجال في مصر والوطن العربي استجابة جماعية من الحكومات والمجتمعات.
وذلك من خلال معالجة الأسباب الجذرية وتقديم الدعم اللازم، ويمكن تحقيق تغيير إيجابي يساعد الشباب على بناء أسرهم وتحقيق الاستقرار العاطفي والاجتماعي.
إن التوعية والبرامج المدروسة ستساهم في تغيير الصورة النمطية حول الزواج وتعزز من فرص الشباب في بناء حياة أسرية ناجحة.


