قاتل الله السوشيال ميديا التي جعلت كل من امتلك هاتفاً وإنترنت صاحب فكر وحكمة ورأي في كل شيء، بدءا بأنواع وقود الصواريخ الباليستية وانتهاء بأفضل طرق تقشير الرمان!!
المتابع لرموز العصر الجديد من «إنفلونسر ويوتيوبر ومغرد وناشط وفاشينستا وصانع محتوى و«ناقل» محتوى وناقد محتوى».. سيجد العجب العجاب، فهذه ممثلة (درجة ثانية) تدعو متابعيها للاستثمار في شركة (اللي معاه قرش محيره) لأن عوائدها أضعاف مضاعفة خلال أسابيع، وعندما تتبخر أموال البلهاء من متابعيها، لا حسيب ولا رقيب!
وهذا «يوتيوبر» شهير ومتابعوه بالملايين ينصح النساء بما يجب فعله، ويسر في آذان الرجال بما لا يجوز، ثم تتهمه النيابة بالأفعال الفاضحة فنكتشف أن كل خبرته في الحياة أنه كان يعمل حلاقاً في صالون حريمي!!
اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد أغلب البشر يفرقون بين أراجوزات السوشيال ميديا، وعاريات مواقع التواصل وبين الإعلامي المتخصص الذي يعرف معنى شرف الكلمة، وصدق المصدر، وطرق تحري الحقيقة، وخلفه نقابة صحفيين تحاسبه لو كذب أو أخطأ أو حاد عن ميثاق الشرف.
نتج عن الفوضى «الماجنة» في عالم مواقع التواصل الاجتماعي أن من يتابعها يكتشف أن مصر لم تعد واحدة بل هناك «مصران» كلاهما عكس الأخرى، الأولى تقترب من المدينة الفاضلة (يوتوبيا) والثانية تماثل دويلة أفريقية ضربها زلزال أعقبه فيضان تلاه «تسونامي» أحدث مجاعة!!
تجد مواقع «المؤيدون» يتحدثون عن قطارات فائقة السرعة تصل أسوان بالعلمين وسيدي براني بالعريش وشرم الشيخ بمرسى علم، ويبرهنون على ما يقولون بعشرات الصور والفيديوهات.
فتسارع كتائب «المعارضة» بتكذيب «المؤيدين» والتأكيد أن كل ذلك «فنكوش» ويضعون صوراً لقطارات متهالكة منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية!!
ينشر «المؤيدون» أخبار تطوير خدمات الداخلية مصحوبة بفيديوهات استخراج أغلب الوثائق الرسمية من أجهزة إصدار آلية موجودة في «المولات» خلال دقائق، واستحداث «سيارة» الفحص الفني التي تصل حتى منزلك لتفحص سيارتك وتجدد رخصة تسييرها خلال 12 دقيقة.
فينشر «المعارضون» قصص وصور «فساد» ورشوة موظفي الدولة، وفوضى الفحص الفني في إدارة مرور كفر «أبو معزه»!!
أعتقد أنه أصبح من الضروري وضع ضوابط حازمة وفرض عقوبات قاسية لمحاسبة «مشعوذي» السوشيال ميديا، حتى لا يضيع الناس بين الحق والباطل.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
طيب!!! منحة إلهية بقلم : حسام فتحي