طيب!!! مخالف.. بطبعه؟ بقلم : حسام فتحي
أثناء متابعة افتتاح المشروعات التي غيّرت وجه الاسكندرية.. أحلى المدن وعروس البحر المتوسط، وتطوير قصر المنتزه ومحور التعمير، لفت نظري ما ذكره وزير النقل والمواصلات كامل الوزير من أن سبب ارتفاع تكلفة إنشاء بعض الطرق والمحاور الجديدة هو الاضطرار لإزالة مخالفات البناء والتجاوزات على «حرم» الطريق، وتعويض المخالفين والمتجاوزين بأرقام ضخمة!!
اقرأ أيضاً.. طيب!!! 100 مليون شجرة.. بقلم : حسام فتحي
تذكرت فوراً هذا المشهد الذي لا مثيل له على الطريق الدائري لبنايات أزيل نصفها «طولياً» وكان منظر القطاع الطولي لغرف النوم بألوانها الفاقعة والمطابخ والحمامات أشبه بلوحة تجريدية تعبر عن مأساة، ومازال المشهد قائماً حتى اليوم، شاهداً على حجم المخالفات والتجاوزات على «حرم» الطريق، طارحاً سؤالاً وجودياً.. استفزازياً: هل نحن شعب «مخالف للقوانين» بطبعه؟
في اعتقادي أن التعميم خاطئ ولا شك، ولكن تأكيداً توجد «إدارة» فاسدة على مدى سنوات طويلة، سيطرت على «المحليات» وتجذرت.. وتغلغلت ووضعت قواعد أعمق فساداً وأقوى «إفساداً» على مدار عقود، ساعدها على ذلك رقابة ضعيفة، وقوانين مطاطة ثغراتها أكثر مما يوجد في مصفاة الشاي!!
هذه الإدارة الفاسدة في المحليات رفعت على مدى عقود شعار «ادفع وخالف»، و«خالف ثم تصالح، ونحن سنغمض أعيننا أثناء مخالفتك وبعد انتهائك سنأتي ونحرر لك محضراً للتصالح»!!.. حدث ذلك ويحدث حتى اليوم!!
هكذا سارت الأمور في عالم البناء، على مدى عقود طويلة خلت، وعلى جميع المستويات: في الزمالك والمعادي وجاردن سيتي ومصر الجديدة، اختفت الڤيلات الراقية، وتم هدمها وإزالتها بالمخالفة للقانون، وانبثقت مكانها أقبح الأبراج الأسمنتية والزجاجية.. تحت أعين مهندسي الأحياء المرتشين وأباطرة التنظيم الفاسدين وجهابذة الرقابة النائمين!
وفي مدينة نصر وحول الطرق السريعة ومحور 26 يوليو وغيرها تمت زراعة غابات الأبراج العملاقة، دون أي اعتبار لقدرة المرافق المتهالكة أصلا!.
وحول قلب القاهرة القديمة تم إنشاء حزام عشوائيات بشع وخطر وغير آدمي ندفع اليوم ثمنه.. قبحاً وانعدام أمن وصورة سيئة أمام العالم.
كل ذلك تم تحت سمع وبصر «المحليات» وأساطينها الذين أسسوا الفساد و«مأسسوه»، دون حسيب أو رقيب.
كلا لسنا مخالفين بطبعنا، ولكنه فساد «المحليات» الذي يجب اجتثاثه من جذوره.. الآن وليس غداً.. فهو مازال قائماً يتحدى الجميع.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.