أراجوزات السوشيال ميديا.. بقلم: وليد عنتر شحاتة

أنا من الأجيال التي عاصرت فترة ما قبل السوشيال ميديا وما أجملها من أيام وقد يتفق معي الكثير من أبناء عمري ومن هم أكبر في العمر،
أتصور أن الشهرة قبل السوشيال ميديا كانت صعبة المنال، وربما تلف السبع دوخت حتى تجد من يؤمن بموهبتك، وحتى وإن وصل إليها شخص ما فإنه يستحقها لأنه يملك من الموهبة أو العلم أو الأدب ما يجعل الناس تستفيد منه وتتكلم بأسمى في المجالس، ولا أقصد هنا مجالا بعينه، إنما كل ما يفيد البشرية يستحق أن يكون علامة في المجتمع.

كل الشواهد تؤكد إننا نعيش اليوم زمن أراجوزات السوشيال ميديا بمختلف أنواعها، فتطل علينا كائنات تبحث عن الشهرة وتتسول بطرق مختلفة تطلب منك الإعجاب أو المشاركة دون أن تعطيك جملة مفيدة أو خبر صادق للمشاهدين، هم على أتم الاستعداد لتنازل أو التخلي عن المبادئ في سبيل الحصول على كمية كبيرة من أرقام المشاهدة والمتابعة، فأصبح المهرجون يتابعون التافهين بشغف وهم في أعلى درجة الانبساط وتكون الحجة لذلك الهرج أنهم يضيعون أوقاتهم هربا من ضغوطات العمل والحياة، فصار أراجوزات السوشيال ميديا مؤثرين بشكل كبير، لفهم وقناعات كثير لبعض المتابعين، وهم لا يحملون في جعبتهم غير التفاهة والكذب والتدليس، وقد يكون الأطفال هم أكثر ضررا من تلك التفاهات لأنهم يعيشون زمن كثرة فيه التكنولوجية وقلت فيه الحياة بشكلها الطبيعي، أصبحت صناعة اللاشيء معيارا لشهرة دون العلم أو المعرفة حتى وأن لا يملك حاسة الموهبة والإبداع.

ومما لا شك فيه تلك الأراجوزات أصبحت تكون ثقافات أخرى للصغار لأنهم لا يدركون ما يشاهدون ومنهم من يأخذهم مثل في تطبيق حركاتهم وألفاظهم التي يسمعونها دون مراقبة الأسرة أو توجهات شديدة بعدم متابعة أطفالهم لتلك التفاهات الساقطة، ونحن لا ننكر مميزات تلك البرامج في الفترات السابقة، ولكن علينا أن نعترف بالسلبيات التي كانت سببا في تدمير نفسيات الكثير بسبب ما يقدمون المنافقين وأصحاب اعتلاء المناصب والباحثين عن الشوط الإعلامي وهل منشوراتهم تمثلهم أم تصفية حسابات بينهم وبين جهات وأشخاص آخرين، فأصبح من السهل أن تميز بين الصادق والكاذب،ولا يبقي علينا غير المحافظة على ذاتنا من تلك المحتويات الزائفة
وجهة نظر مواطن ، على الحكومات إن تضرب بكل شدة على من يقدم محتو يفسد تربية الأطفال، ولا يتوقف الأمر علي مباحث الجرائم الإلكترونية فقط تخصيص لجنة تعمل لمراقبة تلك الأراجوزات التي تقدم كل ما هو تافه للمجتمع اهتمام الأسرة بما تشاهده أبناؤهم يقلل من مخاطر المستقبل القريب.