مقالات

رسالة سابقة.. عبد المنعم السيسي يكتب: سيدي الرئيس .. الإنسان المصري !!


يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي الكويت خلال جولته الخليجية التي بدأها بقطر حاليا ويتجه منها للكويت، وهذه الزيارة هي الخامسة للرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت، حيث سبق أن زارها في أعوام 2015، و2017، و2019، و2020.

وبمناسبة هذه الزيارة نسترجع مع متابعينا مجموعة من الرسائل التي وجهها الصحفيون المصريون في الكويت عبر موقع (مصريون في الكويت) أثناء زيارة الرئيس الثالثة في عام 2019.

الرسالة التاسعة عبد المنعم السيسي يكتب: سيدي الرئيس .. الإنسان المصري !!

اسمح لي سيدي الرئيس ان أوجه لسيادتكم تلك الرسالة، وأعلم تماما أنها ستصل من القلب الى القلب. فما من انسان عاقل الا ويدرك تماما، أهمية وحجم ما تقوم به من جهود لاستقرار المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص، وخاصة مع تلك الحرب الضروس ضد الإرهاب وضد شياطين الانس الذين اختاروا طريق الشر لتسيير أنهاراً من الدماء في ربوع مصر المحفوظة بإذن الله. ولا يمكن لإنسان عاقل أن يتجاهل أو يتغافل عن تلك الإنجازات الهائلة التي تحققت في السنوات الأخيرة والطفرة الكبيرة التي شهدتها الكثير من المجالات وخاصة التشييد العمراني الهائل في كافة أنحاء مصر. ولا شك ان ما تقوم يا سيادة الرئيس يهدف بالدرجة الأولى إلى توفير الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للإنسان المصري سواء في الداخل او الخارج. وما أدراك ما الانسان المصري الذي يشهد له التاريخ القديم والحديث والعالم أجمع بقدراته وكفاءاته وامكانياته وعشقه لوطنه وتمسكه الشديد بأرضه. ذلك الانسان الذي سطر بدمائه قبل عرقه مجلدات من البطولات والتضحية والدفاع عن الوطن. ومع حرص سيادتكم بالإنسان المصري، وتلك المتغيرات الكبيرة التي حدثت في المجتمع المصري، والتأثر الشديد بما يحيط بنا من أحداث متلاحقة، وتطورات أصبح ذلك الانسان في حاجة ماسة وشديدة الى إعادة بناء جديد على كافة المستويات. وكما تعلمون سيادتكم أن كثيرا من الدول حققت تقدما كبيرا وتطورت بفعل الاهتمام بالإنسان واستطاعت أن ارتقت بعد أن رسخت الانتماء والولاء في نفوس مواطنيها. وقبل عدة سنوات تشرفت بلقاء بالمستشار الجليل عدلي منصور والمهندس إبراهيم محلب وطرحت عليهما فكرة مبادرة إعادة بناء الانسان المصري. وقد أبديا اعجابا شديدا بتلك الفكرة التي تتلخص في إعادة بناء وتأهيل الانسان المصري سواء في العمل او البيت أو الشارع، وتنظيم حملة إعلامية مكثفة بمشاركة البيت والمسجد، والمدرسة، وكافة الجهات الحكومية، ورجال الاعمال، للوصول الى الهدف المنشود لبناء الانسان بشكل يتناسب مع حضارة سبعة الاف سنة. ومن ملامح تلك المبادرة العمل على نقل سلوكيات الانسان المسلم والمسيحي من المسجد والكنيسة الى الشارع، والتسامح، واحترام الاخر، والالتزام بالقانون، وتطبيقه على الكبير قبل الصغير. وأيضا العمل على تأهيل الموظف قبل التوظيف والمسئول قبل المسئولية والزوج والزوجة قبل الزواج، والسائق قبل القيادة، وكثير من المجالات التي ستؤدي الى مجتمع ناضج في كافة المجالات. وأيضا ضرورة قيام الجهات الحكومية بتطبيق أعلى معايير التميز المؤسسي لموظفي الدولة لخدمة الانسان، وتوفير كل سبل الراحة في إطار القانون وفي إطار تعامل انساني راقي، والعمل على تقليص الإجراءات الإدارية وتحطيم القيود التي تعرقل مسيرة التنمية وفي مقدمتها الخدمات الصحية، وكافة الخدمات الحكومية التي تقدم للإنسان. ويمكن لسيادتكم توجيه الجهات الحكومية لتقديم مقترحاتها وتصوراتها لإعادة بناء الانسان المصري، وتطوير منظومة العمل في الدوائر الحكومية بما يتناسب مع التطورات، وتقليص الإجراءات الإدارية باستخدام تكنولوجيا العصر، ومحاولة التخلص من الأوراق والاختام بعد ربط الأجهزة الحكومية بنظام اليكتروني ليصبح بديلا عن الاواق والاختام، وليكون الربط الاليكتروني وسيلة لاعتماد تلك الإجراءات لتوفير الوقت والجهد والمال. والانسان في أي مجتمع هو المحرك الرئيسي والأساسي لأي جهود تُبذل، ولو لم تكن تلك الجهود تعود بالنفع المباشر لصالح الانسان فلا قيمة تذكر لتلك الجهود. وبناء البشر في أي كيان أهم بكثير من بناء الحجر.

* نائب رئيس تحرير جريدة الوفد

مدير مكتب الكويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى