أسود قصر النيل.. القصة الكاملة لأزمة طلاء التماثيل
تصدرت تماثيل أسود قصر النيل محركات البحث خلال الساعات الماضية بعد اعتراض نقابة التشكيليين على طلائها بخامات غير مناسبة للتماثيل البرونزية واستخدام الورنيش في عمليات الصيانة.
بدأت الأزمة من نقابة التشكيليين، حيث أكد الدكتور طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين، أنه بصدد مخاطبة وزارة السياحة والآثار بشكل رسمي لتغيير طريقة طلاء أسود قصر النيل وغيره من تماثيل الميادين العامة بالطريقة التي تمت صباح اليوم.
و قال الكومي إنه علم منذ عدة أيام أن وزارة السياحة والآثار ستقوم بصيانة وترميم أسود قصر النيل، لكنه فوجئ بطلاء التماثيل بورنيش مضاف إليه مادة لونية داكنة، وهو أمر لا يمت لعلم الترميم بصلة.
وأضاف الكومي: “ما يتطلبه صيانة التماثيل هو عملية تنظيف ميكانيكية بسيطة لإزالة الأتربة وعوادم السيارات المتراكمة، ولا يحتاج إلى ورنيش لأنه يؤدي إلى تغيير “الباتينة اللونية للتماثيل”، نظرًا لكثافته، كما يطمس الملامح البسيطة.”
وتابع الكومي: “كان من المفترض أن تختار وزارة السياحة والآثار متخصصين في الترميم حتى لا يتكرر ذلك مع التماثيل الأخرى المزمع صيانتها بدلاً من دهان التمثال بـ”الرولة”، حيث يتطلب ترميم التماثيل خامات معينة وتقنيات خاصة، وخاصة في التعامل مع صيانة البرونز، مما يتطلب خبرة ومتخصصين.”
رد رسمي
من جانبه، أكد الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، في بيان رسمي أن ما يتم تداوله عار تمامًا من الصحة، وأن تماثيل أسود كوبري قصر النيل ليست في عداد الآثار المُسجلة. وأشار إلى أن أعمال التنظيف والصيانة التي يقوم المجلس بتنفيذها حاليًا تأتي في إطار التعاون مع محافظة القاهرة ورغبتها في الاستعانة بالخبرات الموجودة بالمجلس في مجال الترميم.
وأوضح أن هذه الأعمال تهدف إلى إظهار الميادين بالشكل اللائق وإضفاء الشكل الحضاري والجمالي عليها. وأكد أن أعمال تنظيف هذه التماثيل اقتصرت فقط على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة وغازات التلوث الجوي، بالإضافة إلى وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية، ولم يتم إطلاقًا استعمال ورنيش أو أي مواد ملونة أو ملمعة أدت إلى تغير لونها.
كما أوضح أنه خلال أعمال الصيانة لم يتم رصد أي ترسبات لنواتج الصدأ، حيث خضعت هذه التماثيل لأعمال التنظيف الدورية منذ عام 2021، مما ساهم في تمتعها بحالة جيدة من الحفظ.
انتقادات
وفي سياق متصل، انتقدت الإعلامية لميس الحديدي، عبر حسابها على موقع “اكس”، تصريحات الدكتور جمال مصطفى التي أكد خلالها أن أسود قصر النيل غير مسجلة بتعداد الآثار. وأعربت عن استغرابها من هذا الأمر، قائلة: “هذه أسود قصر النيل تقف شامخة منذ نهايات القرن 19، شاهدة على تاريخ مصر.”
وسألت الحديدي: “بعيدًا عن جدل الطلاء بالبوية والرول، ماذا عن لجنة التسجيل؟ وكيف لا تكون الأسود مسجلة؟ هل كان هناك نية لهدمها أو نقلها؟”
لماذا لم يتم تسجيل أسود قصر النيل كأثر؟
يرجع عدم تسجيل تماثيل أسود قصر النيل إلى قرار الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، الذي رفض تسجيل الأسود وكوبري قصر النيل ضمن الآثار الإسلامية.
أشار العناني إلى أن تسجيل الكوبري سيتم فقط حال تحويله لكوبري مشاه.
وفي تصريحات سابقة له، أبدى العناني تخوفه من أن تسجيل التماثيل سيعرض الأفراد الذين يحاولون تسلقها أو كتابة عبارات عليها لمخاطر قانونية، وفقًا لقانون حماية الآثار الذي ينص على عقوبات تصل للحبس وغرامات كبيرة.
وينص القانون على عقوبة تصل للحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 500 ألف جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين، لكل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية، أو كتب أو نقش على الأثر، أو وضع دهانات عليه