بالفيديو| الإعلام الفارسي عمل على تشويه رموز العرب.. نور الشريف في (الصندوق الابيض-1)
بدأ الصحفي أسامة جلال، مؤسس موقع (مصريون في الكويت) عرض حلقات “الصندوق الأبيض” الذي يسرد خلاله ذكريات حواراته مع ألمع نجوم الفن والسياسة والاقتصاد في مصر والوطن العربي خلال مشواره في عالم الصحافة والذي امتد حوالي 33 عاما منهم 15 عاما تقريبا في مجال الفن.
واستهل أسامة جلال حلقات “الصندوق الأبيض” بذكريات حوارته مع النجم الكبير نور الشريف، مشيرا إلى أن أول حوارته مع الفنان الراحل تم نشره في جريدة الوفد المصرية في العاشر من أبريل عام 1994، وكان حوارا مكتوبا على ورق بخط اليد لأن التسجيل على الكاسيت لم يكن انتشر في هذا الوقت ولذلك للأسف لم يتم تسجيله رغم أنه كان حوارا طويلا وشيقا.
وأشار إلى أن الحوار الأول كان خلال عمله بجريدة الوفد المصرية وكان نظام عمل الجريدة في هذا الوقت ألا يكتب اسم المحرر في بداية عمله ولذلك كان كثيرا ما يكتب أخبارا أو يجري حوارات طويلة ويتم اختزالها لأنهم كانوا ينتمون لنفس مدرسة أخبار اليوم وهي الاعتماد على الخبر الصغير”ما قل ودل”،حتى في الحوارت والتحقيقات، ولذلك لم ينشر الحوار الأول مع الفنان نور الشريف كاملا ونشر حوالي ثلثه فقط بصفحة نجوم وفنون التي كان يشرف عليها في هذا الوقت الأستاذ الكبير عبدالرازق حسين، وكان يزامله وقتها عدد من الزملاء الذين أصبحوا حاليا أصحاب خبرات كبيرة منهم “هشام الهلوتي والراحل حمدي بسيط ومصطفى شفيق وسعيد علام وبشير حسن وحسام عبدالبصير وخالد محمود وفاطمة عياد” وكان هو أحدثهم بالجريدة ثم أتى عدد آخر من الزملاء منهم “أمجد مصباح وأمجد مصطفى .. بالاضافة لنائب رئيس القسم وقتها الأستاذ الكبير نادر ناشد.
وسرد أسامة جلال تفاصيل حواره الأول مع نور الشريف منذ أن اتصل به هاتفيا لطلب إجراء حوار وهو ما رحب به الفنان الكبير وتم الاتفاق أن يكون اللقاء في مسرح الهناجر الذي كانت تشرف عليه الدكتورة هدى وصفي وقتها، وكان مسرح الهناجر ودار الأوبرا في هذا الوقت ضمن المصادر المسئول عنها في جريدة الوفد.
وأضاف أنه ذهب إلى المسرح وجلس مع الفنان نور الشريف حوالي ساعتين لأنه كان يتمتع بثقافة عالية ويكاد يكون أكثر شخصية فنية مثقفة قابلها وكان شخص مبهر وقارئ ولديه اطلاع ويستطيع التحدث معك في كل شيء، مشيرا إلى أن حواره مع نور الشريف كان بعد النجاح الكبير لمسلسل عمر بن عبدالعزيز ودار حديثا حول هذا النجاح كما تحدثا عن أنه كان شخصا مهمل في عمله في بداية حياته الفنية بشكل كبير ولا يهتم بالتصوير وظل كذلك لفترة حتى جلس مع نفسه وقرر الإقلاع عن هذه الصفات وأن يصبح فنانا ملتزما وهو ما حدث بالفعل.
وأكد أن نور الشريف كان ينتطره في مسرح الهناجر قبل موعد الحوار رغم انه صحفي صغير وهو فنان كبير وشهير ودار بينهما حوارا اتسم بالحميمية ، لافتا إلى أنه كان حوارا طويلا ولكن للأسف تم حذف معظمه ونشر ثلثه فقط ، ولكنه نشر الأجزاء التي لم تنشر مطعمة ببعض التصريحات الجديدة للفنان الكبير حصل عليها خلال اتصال هاتفي، بعد سفره لدولة الكويت في جريدة الوطن الكويتية بعد التحاقه للعمل بها.
وأشار إلى أنه أجرى حوالي 4 أو 5 حوارات مع نور الشريف منهم حوارا في الكويت واخر في تونس وتم تسجيلهم عكس الحوار الأول،موضحا ان هذين الحوارين تحدث خلالهما عن معلومات جديدة لم يسمعها المشاهدين.
وأوضح أن أخر حوار مطول مع نور الشريف كان في تونس خلال مهرجان أيام قرطاج السينمائية في أكتوبر 1996، وبعدها قابله مرتين ولم يجر خلالهما حوارا ،موضحا أن نور الشريف لم يكن صديقا له ولكنه يعرفه جيدا وهو أيضا كان يعرفه جيدا وتحدثا خلال لقاءتهما عن أشياء كثيرة بعيدا عن الحوارات الصحفية مثل أجواء رمضان والكنافة التي كان يعشقها خصوصا من يد حماته “والدة الفنانة بوسي”.
وكذلك اسمه الحقيقي “محمد جابر” واعتقاد البعض أنه من الأسرة الحاكمة في الكويت، وكان كل هذا بعيدا عن الحوارات المنشورة، لكن الحوارت المنشورة والمسجلة تحمل أيضا أشياء قيمة وممتعة وتكشف مدى ثقافته ومدى تصحيحه للمفاهيم الخاطئة مثل ما يقال عن هارون الرشيد بعد أن قدم عنه عمل فني مميز.
وعرض أسامة جلال تسجيلا نادرا من الحوار الأخير بتونس يتحدث نور الشريف خلاله عن مسلسل هارون الرشيد بعد نجاح مسلسل عمر بن عبد العزيز ونجاح المسلسلات التاريخية بسبب عدم المبالغة في الأداء، و اوضح نور الشريف بصوته في التسجيل النادر أن مسلسل “الأمير المجهول” يأتي تصحيحا لصورة هارون الرشيد الذي صوره البعض على أنه زير نساء ولكنه في الحقيقية كان يحارب سنة ويحج سنة، وازدهرت الدولة الإسلامية في عهده ازدهارا مخيفا، وهو من قال لسحابة امطري حيث شئتي فسوف يأتيك خراجي وهو ما يدل على اتساع الدولة الإسلامية في عهده وأنه أينما نزل المطر فسيخرج زرعا يحصل منه على ضرائب فهو أول من وضع قانونا للضرائب، وشهد عهده نهضة معمارية وفنية.
وأشار نور الشريف إلى أن ترجمة “ألف ليلية وليلة” كانت محاولة لتشوية هارون الرشيد لأنها “ألف خرافة وخرافة”، موضحا أن الإعلام الفارسي حاول تشويه رمز من رموز الحضارة العربية الإسلامية بخبث شديد.
وأوضح أن ما يهمه تعليم الأطفال التاريخ الصحيح ،مشيرا إلى أن البسطاء يعتقدون أن ما يشاهدونه في التلفاز هو التاريخ الصحيح ولكن مثلا فيلم “واإسلاماه” لا علاقة له بقطز وبيببرس تاريخيا، وهنا تكمن الخطورة ولذلك يجب على أي فنان يتصدى لعمل تاريخي أن يعلن موقفه وأن هذه وجهة نظر أو تفسير أو اختراع.
وأكد أنه حاول الاعتذار عن مسلسل هارون الرشيد خوفا من المقارنة مع مسلسل عمر بن العزيز لأنها ستكون مقارته ظالمة حيث كان عمر بن عبدالعزيز شخصية لها سحرها الشخصي لأنه كان رمزا للعداله الاجتماعية ، أما هارون الرشيد فكان حاكم انسان له حسناته وسيئاته وهو شخصية جميلة “ومستمتع بأدائها لكني متخوف من المقارنة”.
وعن استعدادته لاداء شخصية هارون الرشيد ، أوضح أن العمل التليفزيوني مجهد جدا وأنه يفعل ما كان يفعله خلال أداء شخصية عمر بن العزيز بأن يستيقظ مبكرا ويقرأ مشاهد اليوم بصوته مسجلا على كاسيت عن طريق قراءة كل مقطع 3 مرات ثم قراءة المشهد كاملا مرة أخرى، ويستمع لهذه التسجيلات خلال عمل الماكياج الذي يستغرق ساعتين ولا يستطيع خلالهم الكلام لأنه يتم لزق اللحية، مشيرا إلى أن يوسف شاهين كان يرفض اللحية الصناعية لهذا السبب.. لأنه يرفض أن يظل كل فنان يلزق لحيته لمدة ساعتين وصمم أن تكون اللحية طبيعية في فيلم المصير حتى لا تستغرق كل هذا الوقت وكذلك لأنها تعطل الفنان أثناء عمله ولا يمكن الاستحمام بها.
وعن رأيه في يوسف شاهين، قال نور الشريف إنه حزين إنه لم يعمل مع يوسف شاهين لمدة 14 عاما وأخبره بأنه ليس من الممكن ألا يعملا سويا 14 عاما بعد حدوتة مصرية وأنه كان لابد أن يكون بطل “إسكندرية كمان وكمان” لكن كان رد يوسف شاهين أنه حب الدور وأصر أن يمثله بنفسه”
وتابع: “يوسف شاهين كان حالة خاصة بين المخرجين كأسلوب عمل وإذا حللت أفلامه ستجد حركة الكاميرا عنده مختلفة عن كل المخرجين فجميع المخرجين تجد في أعمالهم الممثل يتحرك في اتجاه الكاميرا ولكن في أعمال يوسف شاهين الكاميرا تلاحق الشخصية ،ويميل أن يكون الإيقاع سريع بشكل أكثر من اللازم وأن يتحدث الممثل وهو يتحرك ولا يترك الممثل يعمل بحرية كما يحدث مع باقي المخرجين ولذلك يحتاج إلى لياقة فنية كبيرة ولذلك يقال أنه (يعدي) الممثلين ويجعلهم جميعا يمثلون بطريقته، معقبا: ” كنت حريص ألا أقلده في حدوتة مصرية وإلا انتفت عني صفة الممثل وأصبحت مقلدا واختلفت معه في أول 3 أيام تصوير ثم حدث تفاهم بيننا واعتقد أن هذا الدور الأصعب في حياتي لأني قدمت شخصية المخرج الذي يخرج لي دون أن أقلده لكن أجمل شهادة حصلت عليها من زوجته حين قالت لي “اتلخبطت بينك وبين جو”
وذكر نور الشريف خلال الحوار سبب رفضه لعمل جزء ثاني من مسلسل “لن أعيش في جلباب” لأن ذلك سيوقعه في أزمة التكرار ولن يمكن تجنبه مهما كان فريق العمل محترفا وإذا حاولوا ذلك سيقعوا في فخ الافتعال، لافتا إلى أن العمل مع الفنانة عبلة كامل ممتعا لأقصى درجة لأنها تساعده على ألا تظهر اللحظة على أنها تمثيل لأنها بسيطة في أدائها وممتعة ومع ذلك هو ضد تكوين ثنائي معها في أعمال فنية أخرى إلا إذا كان العمل مناسب ويحتاجهما معا بالغعل، لأنه لا يحب الثنائيات ويرى أنها ليست في صالحها أو صالحه لكن إذا اشتركا في عمل آخر سيكون مختلفا تماما.
وأبدى نور الشريف سعاته بالتكريم في مهرجان قرطاج في دورته ال16 والتي تحتفل بمئوية السينما، موضحا أن أي فنان يحب أن يشعر بالاهتمام بمسيرة عمله والتي لا يشعر بها في دوامة الحياة، موضحا أن الفنانين سابقا كانوا يكرمون بعد مماتهم لذلك سعيدا بتكريمه في حياته.
واختتم أسامة جلال الحلقة الأولى من “الصندوق الأبيض” وذكرياته عن حوارته مع نور الشريف بالعودة للحوار الأول بمسرح الهناجر عندما طلب منه بعض الصور عقب انتهاء الحوار فاصطحبه إلى سيارته وأعطاه “شنطة بلاستيك” مليئة بالصور ليختار منها ما يريد وبالفعل اختار 35 صورة وطلب منه الحصول عليها فوافق الفنان الكبير فورا، وسأله عن عنوانه وعندما عرف أنه في شارع أحمد عرابي طلب منه الركوب معه لإيصاله وبالفعل أوصله حتى منزله، وشاهد خلال طريق مدى محبة الناس للفنان الكبير والتفافهم حوله خلال الطريق.
واوضح جلال ان الحوار مع نور الشريف لا ينتهي وان هناك حلقة تالية لاستكمال ما حدث في باقي الحوارات.
شاهد الفيديو بصوت نور الشريف..
نور_الشريف
#أسامة_جلال
#هارون_الرشيد
#عمربنعبدالعزيز
#ايران
#الإعلام_الفارسي
#رموز
#العرب
#أوجات
#التيجاني