الخبير المصرفي خالد عمران يكتب.. طباعة النقود

3 يونيو، 2024

سؤال طالما تبادر الي اذهاننا عندما كنا أطفال وهو ” لماذا لا تقوم الحكومة بطبع المزيد من النقود ومضاعفة المرتبات والأجور؟؟؟” ويكون الرد دائما ان “طباعة النقود تؤدي الي زيادة الأسعار” وهو رد صحيح ولكنه غير واضح ويبقي المتسائل في فضول لأنه لا يقتنع بهذه الإجابة ويظل هذا التساؤل يتردد في ذهنه من فترة الي اخري دون تفسير واضح ينهي هذا الجدل ، وهنا سنحاول توضيح الموضوع بسرد مثال بسيط.
نفترض ان مجموعه من السكان في قرية صغيرة يقومون بإنتاج معظم احتياجاتهم من السلع والخدمات وبيعها مقابل عملة محددة يتم طباعتها داخل القرية ولا يطبع المزيد منها الا بعد تمزق ما يعادلها ، ويتم تحديد سعر كل سلعه وخدمة وفقا للمعروض منها وجودته وعدد الراغبين في شرائها ، فمثلا عندما يزيد انتاج الفاكهة ويقرب موسمها علي الانتهاء يقوم المزارع بتخفيض سعرها للتخلص منها ، وعند انخفاض المحصول لظروف الجو مثلا ، يقوم السكان بالمزايدة فيما بينهم للحصول علي القليل المتاح منها فيزيد سعرها.
علما بأن كل قرية مجاورة تتعامل بعملة مختلفة تماما وعند الشراء من أي قرية اخري يشترط عادة أهلها الدفع بعملتهم فقط ، ولذلك تنبه بعض المنتجين من أصحاب السلع التي تتميز بالجودة فقاموا بتخصيص منتجاتهم لبيعها خارج القرية للحصول علي عملات اخري ، ليقوموا باستخدامها عند الشراء من خارج القرية ، وفي فترة معينه حدث نقص حاد في المحاصيل الزراعية في القرية نتج عنه ضرورة شرائها من القري الأخرى ، فتوجه السكان جميعا الي من يمتلك عملات مختلفة في القرية لشرائها منهم والتوجه الي القري الأخرى لتلبية احتياجاتهم ، وفي ضوء محدودية تلك العملات داخل القرية ، اتفقوا علي عمل مزاد للحصول عليها ، مما ادي الي زيادة سعرها الي الضعف ، وبالتالي زادت تكلفة الحصول علي المحاصيل الزراعية الي الضعف أيضا نتيجة زيادة سعر العملة ، ولذلك لم يقدر معظم سكان القرية علي تلبية احتياجاتهم من الغذاء لانهم لا يمتلكوا المال الكافي للشراء بالأسعار الجديدة.
وهنا اقترح البعض طباعة المزيد من عملتهم وتوزيعها بالتساوي بين كل سكان القرية وكان طلب منطقي وعادل ووافق الجميع عليه ، وعندما تم طباعة النقود وتوزيعها ، قام فورا كل السكان بالتوجه الي تجار المحاصيل الزراعية بقريتهم للشراء فلم يستطع منتجيها تلبية كل الطلبات فاتفقوا أيضا علي عمل مزاد للحصول عليها ، فزادت أسعارها مره ثانية وهكذا…….
ولذلك لم تلبي طباعة المزيد من النقود احتياجات اهل القرية وتنبه أهلها الي ان السبيل الوحيد لتخفيض الأسعار هو معالجة اصل المشكلة وهي زراعة المزيد من الأراضي وزيادة انتاج المحاصيل الزراعية لتلبية احتياجات القرية وإنتاج المزيد لبيعها خارج القرية والحصول علي عملات اخري للاستخدام في حالة للشراء من الخارج.

ما حدث بلغة الاقتصاد يطلق عليه “قوي السوق” او “العرض والطلب” ، حيث ان طباعة المزيد من النقود تؤدي الي زيادة الطلب علي السلع والخدمات ، ومع قلة المعروض منها تزيد أسعارها. وعند الرغبة في استيرادها من الخارج يزيد الطلب علي العملات الأجنبية ، ومع قلة المتاح منها يزيد سعرها أيضا مقابل العملة المحلية او ما يسمي بضعف القوة الشرائية للعملة وانخفاض قيمتها امام باقي العملات.
الحل هو انتاج ما يكفي من طعام وشراب وملبس ودواء وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية ، الحل هو زيادة الرقعة الزراعية وعدد المصانع وتعزيز كفاءة المهنيين والفنيين والمزارعين والعمال المهرة في كافة المجالات ، الحل هو زيادة التصدير لتوفير عملات اجنبية لدعم العملة المحلية.

الخبير المصرفي خالد عمران

العزيز زائر وعضو الموقع، فضلاً اشترك وشاركنا على منصاتنا المختلفة.

تفاعل معنا لنكونَ دائمًا في الصدارة، ونستمر في تقديم كل ما هو مفيد وفي الصالح العام.. كن إيجابيًّا وشارك في النجاح.”

مصريون في الكويت: www.egkw.com

فيس بوك: www.facebook.com/egkwcom

انستجرام: www.instagram.com/egkwcom

تويتر: https://www.twitter.com/egkwnet

يوتيوب: www.youtube.com/@mesryoon

ثريدز: www.threads.net/@egkwcom

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصريون: www.q8eg.com

فيس بوك: www.facebook.com/egkwcom1