أخبار مصر

وزير الخارجية السابق يجيب على الأسئلة الشائكة: ما سبب ضعف الموقف العربي في أزمة غزة؟ ولماذا لم نقطع العلاقات مع إسرائيل؟

أجرى وزير الخارجية السابق نبيل فهمي حوار مطولا مع الدكتورة رباب المهدي مديرة مشروع حلول للسياسات البديلة بالجامعات الأمريكية بالقاهرة من خلال بودكاست الحل إيه؟ تحدث خلاله عن السياسة الخارجية المصرية وعلاقة مصر بإسرائيل وأمريكا وغيرها من الموضوعات

وقال نبيل فهمي عن صناعة السياسة الخارجية لمصر وكيف تصنع: “السياسة الخارجية لمصر تصنع في الظروف الطبيعية من داخل الخارجية ثم ترفع لمكنب رئيس الجمهورية وبعد موافقته أو تعديلاته تنقذ، وفي الظرف غير الطبيعي ووقت الأزمات هناك مداخل كثيرة وظروف محتلفة تفرض أن يكون هناك تعامل أمني أسرع مع جهات أمنية داخل مؤسسات حكومية مصرية أو غيرها ففي حالة الأزمة يكون التوجيه من فوق لتحت وفي حالة الوضع الاعتيادي كل مؤسسة تتعاون مع بعضها البعض والوزارات المحتلفة تعمل بالتنسيق مع بعضها”

وأضاف: “من حلال تجربتي لمدة 35 سنة في الخارجية رأيت بنفسي رؤساء لهم زمام المبادرة في أساس الخارجية وعلى سبيل المثال الرئيس محمد أنور السادات الذي حاول تغيير سياسة مصر من الشرق إلى الوسط يميل إلى الغرب وأكثر اعتدالا فاختار وزير خارجية ينفذ ذلك وكان والدي، وفي حالة الاستقرار كما كان في عهد الرئيس مبارك كانت الأمور اعتيادية والعمل يبدأ من تحت لفوق ووقت الثورة الأمور كنت تغير كل لحظة وكان العمل من فوق لتحت ولذلك نشرت كتاب بعنوان (الدبلوماسية المصرية في الحرب والسلام ومرحلة التغيير).

وعن فترة توليه الخارجية خلال حكم الرئيس عدلي منصور بعد ثورة 30 يونيو، قال: “وزارة الخارجية ككل هي من كانت وقتها تضع السياسة الخارجية ولكن الطرف الرئيس فيها كان وزير الخارجية لأننا كنا في أزمة كنا نضع أولويات موحدة سواء أنا أو الرئيس أو وزير الدفاع أو مدير المخابرات وأول الأولويات كان حماية الثورة وثاني شيء استقرار مصر وثالث أمر تأمين وضعنا كلا في مجاله وبالنسبة لي كانت السياسة الخارجية مع الدول وكنت أشرح لهم أننا في ظرف استثنائي، والرئيس عدلي منصور كان كثير الاهتمام برأي المؤسسات وكنت أبادر بوضع الصورة أمامه كاملة فوقت مبارك كان من الممكن عدم وضع بعض الأشياء أمامه بسبب خبرته طوال 20 عاما في الحكم”

وعن محدادات السياسة الخارجية في عهد الرئيس السيسي بعد توليه الحكم ب 10 سنوات ومن يصنعها، قال نبيل فهمي: “الظرف نفسه هو من يحكم الأمر ومصر من 10 سنوات تنتقل من أزمة لأزمة فبعد ثورتين متتاليتين دخلنا في الأزمة الاقتصادية ونحن في توابع الأزمات حتى الآن ومع توابع الأومات يزيد ودور المؤسسات المدعمة له أكثر من العكس، وبالتالي يميل التوجه لانتظار التوجيه الرئاسي والتنقيذ للمؤسسات لكن على المؤسسة توفير تفكير استرتيجي وسياسات مقترحة والرئيس عيه حتى في الأزمات النظر للأمام ” مشيرا إلى أن أهم شيء لمصر في تلك الفترة الشرق الأوسط وإذا ذكر الشرق الأوسط في الخارج فسيكون النظر إلى إيران وإسرائيل وتركيا وبعض الدول العربية هذا توجه سياسي أتمنى أسمع من الرئيس ماذا سنفعل به، لكني مقدر أن فس ظل الأزمات يكون هناك انجراف لحل الأزمة أكثر من وضع الاسترتيجية”

وعن غزة بعد 7 أكتوبر والأداء المصري خلال الأزمة، قال” المشكلة ممتدة من 70 سنة ،والأزمة المستجدة ما حدث في 7 أكتوبر وما شاهدناه في غزة تدمير وحشي وقتل المدنيين تجازو ما شاهدنا في حروب سابقة لأن هذه الأزمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إذا لم نتعامل معها بشكل جيد فعلينا التعامل مع المشكلة بشكل جوهري فلن أصل لحل الدولتين إلا بحل أزمة غزة ولن يتم حل أزمة غزة إلا بربطها بحل الدولتين” مشيرا إلى أن إسرائيل ترغب في استبعاد حماس وتريد دخول دول خارجية لحكم غزة تحت رعاية إسرائيل وهذا شيء مستحيل ولن تقبله أي دولة عربية أن تكون جزء من لعبة شطرنج تتحكم فيها إسرائيل.

وأضاف أن حال القضية الفلسطينة كدولتين لم يكن مطروحا عمليا في الساحة السياسية الإسرائيلية والغربية قبل 7 أكتوبر فإسرائيل دولة كان اقتصادها يسشير بشكل جيد ومتثاعد ولم تهد من جيرانها منذ 20 عاما فكانت تسير نحو أقصى اليمين، وهناك صعوبة لموافقة إسرائيل على حل الدولتين كما يرى البعض وبالفعل هو أمر صعب، لكن البديل سيكون حرب مستمرة بين الطرفين وبعد 7 أكتوبر هناك حديث حتى في دول الغرب عن حل الدولتين وهو ما لم يكن موجود في السابق

وعن دور مصر في أزمة غزة، قال: “الحالة المصرية صعبة وفريدة ولدينا أدوات للتحرك والموقف المصري يجب أن يكون لديه 5 عناصر أولا نحن نحدد ما موقفنا بالضبط فموقنا معروف لكن في حالة رفح في حالة المساس بحدود مصر يعتبر ذلك مساس بالأمن القومي و مخالفة سياسية للاتفاق مع إسرائيل فماذا سيكون موقفنا وحطوات ما سنفعله لأن كل خطوة سيكون لها ثمنها، والأمر الثاني بعد تحديد موقفنا هو إعلانه ليكون واضح للرأي العام الداخلي والخارجي ليعرف الجميع ماذا سيكون رد فعل مصر في تلك الحالة، والخطوة الثالثة إبلاغ الموقف رسميا لإسرائيل بأننا نحملها مسءوليتها يأن رد فعلما سيكون هكذا، والخطولاة الرابعة إبلاغ الدول الخمسة الأعضاء في الأمم المتحدة بموثق مصر في حالة المساس بأمنها والخطوة الخامسة أن يكون هناك واقع تمهيدي على الأرض لا أقصد هنا أن ندحل للحرب ولكن عندما أقول هناك خط أحمر فيجب أن يكون هناك تمهيد لهذا الخط الأحمر”

وتابع: “علينا مسئولية تجاه المصلحة المصرية، هل من مصلحتي يكون هناك مذابح على حدودي؟وهل من مصلحتي أن تستمر الأزمة في غزة 50 عاما، بالطبع لا وبالتالي يجب أن يكون هناك إجراءات”

وحول سؤال عن ضعف الموقف المصري والعربي، قال نبيل فهمي: “النظام الدولي يواجه عاصمة مكتملة والشرق الأوسط يعاد تشكيله بالقوة والوضع العربي ليس على ما يرام مقارنة بدول غير عربية في الشرق الأوسط وهذه الأطراف قوتها أرجح من الدول العربية وهو سبب أن القرارات التي خرجت من قمة الرياض لم تنغذ على أرض الواقع ولم تبف رد فعل كاف من إسرائيل أو الدول الغربية وقولت للقادة الفلسطينين أن توازن القوة ليس في مصلحتكم في التفاوض ويجب التركيز على المخالفات الإسرائيلية، وأنا متفق أن الموقف العربي لم يترجم على الأرض لأن توازن القوة في غير صالحنا”

وعن الحديث العربي عن وجود سلام دافيء مع إسرائيل ولماذا لم تقطع الدول العربية العلاقات مع إسرائيل، قال: “السلام الدائم مع إسرائيل قائم ولكن لا اعتقد أن هناك سلام دافيء مع إسرائيل وهناك شكوى أسرائيلية أنه رغم أن مصر أول دولة عقدت معاهدة سلام معة إسرائيل إلا أن السلام بارد، وأنا شخصيا أرى أنه هناك ضعف في نتائج رد الفعل العربي ومطلوب أكثر من ذلك لكن العلاقات الدولية هي مصالح وتوازنات وعدم وجود رد فعل قوي سببه عدم توازن القوة”\

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى