الكويت.. كلمة سفير جزر القمر في افتتاح المؤتمر الصحفي لفعالية يوم إفريقيا
وجه السفير د. العارف سيد حسن سفير جزر القمر بالكويت، كلمة في افتتاح المؤتمر الصحفي لفعالية يوم إفريقيا في الكويت جاء فيها :
أصحاب السعادة السفراء.. ضيوفنا الأعزاء، الحضور الكرام،
إنها لفرصة سانحة وشرف كبير أن نكون مجتمعين اليوم، عشية يوم الخامس والعشرين من شهر مايو، هذا التاريخ مجد ليكون ذكرى تاريخية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والتي أصبحت الآن تُعرف بالاتحاد الأفريقي بآليات ومؤسسات عديدة أبرزها رئاسة الاتحاد، والذي يرأسها حاليا فخامة الرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية القمر المتحدة، ورئاسة المفوضية وعلى رأسها معالي السيد موسى فكي من جمهورية تشاد الشقيقة.
ويصادف هذا العام الذكرى الستين لتأسيس تلك المنظمة العريقة، وذلك في إطار إعداد الاحتفال بيوم أفريقيا الذي سُيقام هنا في الكويت يوم الأحد الموافق 11 يونيو 2023 في هذا الفندق الفاخر كراون بلازا.
لقد عمل الاتحاد الإفريقي منذ نشأته على جمع كافة الدول الأفريقية تحت مظلتها لتكون بمثابة بذرة الوحدة والتعاون الأفريقيين، وعماد الاندماج والتكامل القاري، لتحقيق التضامن الأفريقي، ولتعزيز العمل المشترك بين دول القارة، لتصل في النهاية إلى الازدهار والاستقرار والتقدم.
هذا، فأن القارة الأفريقية تُعد حالياً من أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم، حيث تلعب الدول الأفريقية دوراً بارزاً في الاقتصاد العالمي، فهي القارة الشابة في العالم، مع تعداد سكان يبلغ 1.4 مليار نسمة، وأعلى معدل نمو سكاني في العالم، حيث يتوقع أن يتضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050، مما يوفر فرصًا من حيث رأس المال البشري والمستهلكين. بينما في الوقت نفسه، ينخفض عدد سكان أوروبا مع التقدم في العمر. كما تمثل إفريقيا 40٪ من الأراضي الزراعية في العالم، وما يقرب من ثلث احتياطيات المعادن في العالم، مع 40٪ على وجه الخصوص من احتياطي الذهب والألماس، و12٪ من النفط، و 60٪ من احتياطيات كولتران، ذلك المعدن الضروري لتصنيع بطاريات الهاتف المحمول.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن النمو الاقتصادي لأفريقيا هو أعلى من المتوسط العالمي. وتقدر الدراسات أن في عام 2023، سيقف النمو الاقتصادي لأفريقيا عند 3.7٪، خلف جنوب شرق آسيا مباشرة، وقبل أوروبا وأمريكا الشمالية بكثير.
هذا الوضع هو نتيجة السياسات العامة الوطنية التي لها تأثير على تحسين رأس المال البشري، ومصادر الطاقة، ووسائل النقل، والبنية التحتية للاتصالات، وكذلك تحسين مناخ الأعمال. ونستذكر هنا أن جمهورية جنوب إفريقيا هي واحدة من الدول الناشئة فهي عضو في دول (البريكس). وإلى جانب السياسات العامة على المستوى القاري، يقود الاتحاد الأفريقي وكذلك المنظمات الإقليمية، مثل البنك الإفريقي للتنمية، إلى تحول قارتنا من خلال المبادرات، حول أجندة 2063، التي تهدف إلى جعل إفريقيا قوة عالمية تطمح أن يكون لها مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي.
السيدات والسادة
الحضور الكريم
هذا النمو السريع الواعد لإفريقيا يستمر بجذب الاستثمارات الخارجية بما في ذلك دولة الكويت التي عززت علاقاتها مع إفريقيا خلال السنوات الأخيرة وذلك في العديد من المجالات لا سيما السياسة والاقتصاد والاجتماعي والثقافة والسياحة والإنسانية، والتي تتمثل ـ على سبيل المثال – بالزيارات المتبادلة بين القادة، والمنح الدراسية المُخصصة لطلاب إفريقيا، والدور المؤثر للجالية الأفريقية المتواجدة بدولة الكويت، واستقبال الفنانين الأفارقة لعروضهم في الأماكن الثقافية الكويتية، بالإضافة إلى الدور البارز للصندوق الكويتي الذي يتعاون حالياً مع أكثر من 51 دولة أفريقية من خلال تقديم المساعدات الفنية والقروض الميسرة والمنح، لدعم تمويل المشاريع والبرامج التنموية ولاسيما تلك المُتعلقة بالبنية التحتية.
ونستذكر المبادرة الكريمة التي أعلنتها دولة الكويت في عام 2013 خلال استضافتها أعمال القمة الأفريقية – العربية الثالثة، والتي بموجبها قدمت دولة الكويت قروضاً ميسرة للدول الأفريقية بمبلغ مليار دولار، إلى جانب تخصيص جائزة سنوية باسم الراحل د. عبد الرحمن السميط تتعلق بالأبحاث التنموية في أفريقيا.
فاسمحوا لي، في هذا المقام، أن أتقدم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زملائي السادة سفراء المجموعة الأفريقية بجزيل الشكر وصادق العرفان وعظيم التقدير، لدولة الكويت الشقيقة بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، لما تقدمه من جهود حثيثة لتحقيق التنمية بكافة أشكالها في القارة الأفريقية.
أصحاب السعادة
السيدات والسادة
إن شعار الاتحاد الأفريقي لهذا العام تحت رئاسة فخامة الرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية القمر المتحدة، يستوجب تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة لإفريقيا، حيث يسعى القادة الأفارقة إلى إقامة هذا المشروع الذي يهدف إلى دمج جميع الدول الإفريقية في سوق مشترك تضم 1.4 مليار نسمة، ما يجعله أكبر سوق عالمي بناتج دخل محلي يصل إلى 34 مليار دولار، الأمر الذي سيساهم في تعزيز التجارة المحلية وجذب المزيد من الاستثمارات إلى القارة مع زيادة الصادرات. فمن المتوقع أن تخلق تلك المنطقة بحلول عام 2035 ما لا يقل عن 18 مليون وظيفة إضافية.
ولا يخفى عليكم أن القارة الأفريقية ثرية بإمكاناتها المتعددة في كافة القطاعات التي يمكن الاستثمار بها وأبرزها؛ التعدين، والنفط، والغاز الطبيعي، والعقارات، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، وفي قطاع الأغذية. فكثير من الدول الأفريقية تعتمد على الزراعة لتحقيق استراتيجيات التنمية الاقتصادية والأمن الغذائي. كما أن التجارة الزراعية في أفريقيا بمرور الوقت أصبحت تنمو بشكل مستمر، وأن صناعة التعدين تُعد أحد أهم القطاعات المُساهمة في اقتصاد القارة، كذلك الأمر بالنسبة للغاز الطبيعي والنفط، نظراً لما تحويه القارة من معادن نفيسة ومن احتياطات متنوعة من الغاز الطبيعي والنفط.
الحضور الكرام
علي ضوء الفرص الاستثمارية آنفة الذكر، وتنوع اقتصادات الدول الأفريقية، والنمو المتسارع، والتحسن في السياسات المالية والنقدية، باتت فرص الاستثمار سانحة أكثر من أي وقت مضى، وصارت الطرق لكافة الجهات الكويتية الاستثمارية المعنية ولرجال الأعمال الكويتيين ممهدة لاستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية بالقارة، وللعمل على تعظيم الاستفادة منها، وللمساهمة في التخفيف من وطأة بعض التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية.
وختاماً، أود أن أعرب عن تطلع الدول الأفريقية إلى استمرار تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأفريقية ودولة الكويت، وإلى مواصلة البحث عن مزيد من مجالات التعاون، الأمر الذي سينقل حتماً تلك العلاقات إلى آفاق أرحب، وسيسهم في تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.