ظهر عدد مجلة كل شئ والعالم – الإثنين 13 أغسطس 1928 – وعلى الغلاف صورة رجل الإنسانية عبد الرحيم الدمرداش باشا المتبرع بأرض وقيمة مبانى مستشفى الدمرداش للبحث الطبى وعلاج الفقراء ، وداخل العدد حوار بدأ بـ ” انى لم أشعر قط بمثل هذا السرور الذى أشعر به الآن ، وقد بلغ من شدة فرحى أننى لا أستطيع النوم طويلا فى هذه الليالى ، فإنى وقعت فى حياتى على شيكات كثيرة ووصلات عدة ، ولكننى ما أحسست يوما بمثل الغبطة التى خالجت فؤادى وأنا أوقع كتاب هبتى ، ومما لا ريب فيه أن هذه ارادة من عند الله .. ده انا نفسى مش قادر أتصور انى عملت اللى عملته “
عبد الرحيم باشا إبن محطة الرمل بالأسكندرية شيخ لطريقة صوفيه ، ورجل أعمال عصامى تجاوزت ثروته نصف مليون جنية .. فى أول أغسطس 1928 أعلن عن هبته لإنشاء مستشفى خيرى مجانى، وبعد إعلانه بيومين زار رئيس الوزراء النحاس باشا ووقع على شيكات التبرع 40 ألف جنية للبناء ، 60 ألف جنية تصرف الحكومة من ريعها على المستشفى شرط قبول جميع المرضي الفقراء مجانا دون ٍالنظر إلي جنسياتهم او دياناتهم ، وصرح لرئيس الوزراء ” ان سرورى عظيم يا باشا .. ولكنى خائف من أن تدركنى المنية قبل أن أرى المستشفى قائما فأرجوك أن تستعجلوا فى عمل المناقصة ولو أدى الأمر إلى تبرعى بخمسة آلاف جنية أخرى ” ، ولان وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة قالت زوجته بعد تبرعه ” لقد سمعتك تتحدث عن معهد تريد تأسيسة للمباحث الطبية والعلمية فأردت أن أخبرك أن جواهرى تقدر بخمسة عشر ألف جنية أو بستة عشر ألفا ، فخذها وبعها وتبرع بثمنها لتشييد ذلك المعهد كى يديم لنا الله سعادتنا وهنائنا ” .. توفى الشيخ عبد الرحيم الدمرداش بعد عام من تبرعه 1929أثناء التشييد ، والمستشفى تم إفتتاحها للجمهور 1931 .
كتب: د. عصام عبد الصمد
