مقالات

علشانك يا مصر بقلم : فوزي عويس.. محو الأمية .. مسؤولية مجتمعية

•• ما من شك أن اهتمام “الجمهورية الجديدة” بالقضاء علي محو الأمية أو بالتغلب علي جزء كبير من مشكلتها أمر مستحسن ومقدر ، الا أن الأمر بحاجة الي فزعة مجتمعية حكومية وشعبية لأن نسبة الأمية في مصر تعدت 17 في المائة وهذا مالا يليق أن يستمر في ظل “الجمهورية الجديدة” ،.. نعم بدأت الجامعات في القيام بدورها علي هذا الصعيد وهناك تسابق في مابينها الا أنني أري أن هذا الدور يمكن أن يتعاظم من خلال محاور عديدة أهمها تخصيص أداء الخدمة العامة بشكل رسمي في كل جامعة للقيام بمحو أمية أعداد محددة علي أن يتم وضع نظام صارم يضمن تحقيق الهدف ولا يجعل الإجراء مجرد شكليات كما يحدث في كثير من الأمور ومنها علي سبيل المثال الكشف الطبي للمقدمين علي الزواج الذي بقي ولازال مجرد حبر علي ورق الي درجة ان المأذونيين الشرعيين يحصلون علي دفاتر كاملة من الإستمارات الطبية من بعض المستشفيات مختومة وموقعة وفقط يملأؤن البيانات ، كذلك النواب في دوائرهم عليهم مسؤولية كبيرة في التوعية وتنظيم حلقات لمحو الأمية ، أيضا العمد في القري يجب أن تلقي عليهم مسؤولية فمحو الأمية جزء لا يتجزأ من حفظ الأمن الذي يقومون عليه، كما ولابد وأن تمتد حملات محو الأمية الي الجاليات المصرية في البلدان العربية خصوصا الي تستقطب العمالة المصرية بأعداد كبيرة وذلك من خلال التنسيق مع السفارات والقنصليات والروابط ومجالس الجاليات ، وقد عشت في الخارج ردحا من الزمن ورأيت بأم عيني كيف أن حقوقا عديدة تضيع علي العمال بسبب جهلهم للقراءة والكتابة ، وقد أحسنت صنعا وزارة التضامن الإجتماعي بإطلاق مبادرة ” لا أمية مع تكافل” فإنني أري بضرورة الزامها لكافة الجمعيات الخيرية والثقافية والإجتماعية التابعة لها بمحو أمية أعداد معينة سنويا مع وضع الإجراءات التي تضمن تحقيق الهدف كما أسلفت ، وياليتها تعلن عن مسابقات شعبية لمحو الأمية يشارك بها المواطنون والمواطنات المتعلمين كي يعلموا أعدادا محددة القراءة والكتابة مقابل جوائز مغرية ، بإختصار أقول بأن القضية قضية وطن ولابد من تعاون الجميع بلا إستثناء علي صعيدها

•• لتكن المواجهة المجتمعية بروح السيدة الفاضلة “زبيدة عبد العال الصعيدي” التي نشرت جريدة “الجمهورية” قصة تحديها للأمية بعزيمة من فولاذ بعد أن بلغت من العمر 87 عاما ، هذه السيدة وهي من احدي قري “شبين الكوم” بمحافظة “المنوفية” استطاعت الحصول علي شهادة محو الأمية وذلك في اطار مبادرة وزارة التضامن الإجتماعي تحت شعار “لا أمية مع تكافل للمستفيدين من برامج التكافل ،وذلك بعد أن قامت بواجبها ونجحت في تعليم 8 أبناء و 13 حفيد حتي حصلوا علي مؤهلات عليا ومتوسطة ثم راحت تحقق حلم حياتها كما قالت بتعلم القراءة والكتابة ، الأمر الذي يدعو الي الإعجاب بهذه السيدة وبارادتها القوية ، ويزداد الإعجاب بها حين نعلم أن مدرسة الفصل عرضت عليها الذهاب الي بيتها لإعطائها الدروس نظرا لكبر سنها وصعوبة حركتها الا أنها رفضت وأصرت علي الانتظام في جميع الحصص حتي خاضت الاختبارات ونجحت في تعلم القراءة والكتابة وحصلت علي شهادة محو الأمية وقررت المضي قدما في دراسة المرحلة الابتدائية فاستحقت تكريم محافظ “المنوفية” لها بشكل يليق بقوة عزيمتها وصلابة بإرادتها وبإصرارها وصبرها في سبيل تحقيق الغاية النبيلة .. ان هذه السيدة الفاضلة تستحق منا جميعا أن نرفع لها القبعة ونقدم لها التحية ونتخذها أيقونة لمحو الأمية في مجتمعنا .. والله من وراء القصد

•• آخر الكلام : من فتح باب مدرسة أغلق باب سجن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى