خواطر .. للمفكر الكويتي / حجاج بوخضور

قلت آخذ أجازه اسبوعين عن الكتابة، فصرخ قلمي يؤنبني، وقال: تأخد أجازه!! كيف؟ ومن يساندني على رد الظالمين؟ وقليل من بالحق يؤيدني؟ فلا تذهب وتتركني، عار عليك الآن تخذلني؟… فمن غيرك أتمنه ليقدمني؟.. فخجلت يا ناس من قلمي.. وبات ضميري يؤنبني…
ثم قال قلمي: انظر! إلى الأسد، ولأنه لم يكتب قصته بنفسه، اصبحت قصص الصياد هي الرواية السائدة والمقبولة، وإلى أن يتعلم الأسد الكتابة، ستظل كل القصص تمجد الصياد… ونحوه الذئب ان لم يتعلم الكتابة ستظل كل القصص تُمجد ليلى…
وهكذا من يملك القلم يملك التأثير والسرد وخاتمة الرواية، وغالبا ما يكون لصالح الطرف الأقوى، مثل الصياد الذي يهزم الأسد وليلى التي تمجد نفسها بذم الذئب…
فالكتابة ماء يجري على نهر القلم ويتدفق على لسان الكاتب قادماً من سحب اللغة ومزنها الدفاقة، ومنها يعرفك الناس مما تكتب، وستعرف نفسك ممّا أمسكت يدك عن كتابته…
إن أُرغِم المرء على ترك الواقع نفيا، فورقة وقلم خير مأوى ليفشي أسراره، فالكتابة أجدى الوسائل لبوح النفس للنفس، وحضن يحتوي الذات ليُفرّغ ما في الروح من آهات…
ومن الكتابة انفتاح جرح ما، وعلاج لمن أشقى الدهر قلبه، ومنصة مفتوحة لما تصبو الروح للبوح به فعندما يمتلك الإنسان حكة الكتابة، لا يشفيه منها سوى كشطها بالقلم…
القلم أنف الضمير إذا رعف أعلن أسراره وأبان آثاره، واذا اصبح بيد النمطي يتحول إلى بندقية ضد كل من يخالفه الرأي، وعند السفيه كخنجر بيد الطفل…
HB




