العالم

مسؤولون إسرائيليون: الانسحاب من الجولان عقبة السلام ببن سوريا لشرع

استبعد مسؤولون إسرائيليون موافقة الرئيس السوري أحمد الشرع على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، دون انسحاب كامل من هضبة الجولان المحتلة، مؤكدين أن المطالب السورية بشأن الانسحاب ما زالت تمثل عقبة رئيسية تحول دون التوصل إلى تفاهم نهائي بين الجانبين، بحسب ما أفادت به صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين أن المحادثات الجارية حاليًا تتركز على التوصل إلى اتفاق أمني مؤقت، وليس معاهدة سلام شاملة، مشيرة إلى أن تلك المحادثات تُجرى بوساطة إقليمية ودولية، وسط انخراط غير معلن من الولايات المتحدة، التي تتابع عن كثب مسار التفاوض وتشارك عبر قنوات خلفية.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» بُثّت أمس الأحد، إنه لا يعرف موقف الحكومة السورية من الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أنه لم يتلقَّ أي مؤشرات رسمية بهذا الخصوص.

ومن المقرر أن يصل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم، في زيارة تهدف إلى مناقشة الملف السوري، وسبل توسيع دائرة اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ«اتفاقيات أبراهام»، وفق ما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت تصريحات نُسبت إلى مصدر سوري وصفته بـ”المطلع”، تشير إلى إمكانية توقيع اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل قبل نهاية عام 2025، وذلك عقب تصريحات للرئيس السوري أحمد الشرع، أكد فيها أن دمشق تُجري مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين لوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مشددًا على أن “الحفاظ على السيادة السورية فوق كل اعتبار”.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر سورية قريبة من دوائر صنع القرار في دمشق، أن هناك بالفعل مفاوضات غير مباشرة تُجرى بين سوريا وإسرائيل برعاية دولية وإقليمية، موضحة أن سوريا تطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية داخل أراضيها، والعودة إلى اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، بينما تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة.

ورجّحت المصادر أن يتم التوصل إلى اتفاقية أمنية جديدة تمهّد لاتفاق سلام شامل في المستقبل، مشيرة إلى أن سوريا، بوصفها دولة “وليدة”، غير مهيأة في الوقت الراهن لتوقيع اتفاق سلام دائم، في ظل التحديات الداخلية المعقدة ووجود تيارات متطرفة وفصائل مسلحة خارج سلطة الدولة، لا تزال ترفض مبدأ السلام مع إسرائيل، وإن كان هذا الرفض أقل حدة مما كان في السابق.

وأكدت المصادر أن الخيار الواقعي المطروح حاليًا يتمثل في التوصل إلى اتفاق أمني معدل أو العودة إلى اتفاق عام 1974، مع استمرار الحوار عبر الوساطات، وتحت أنظار أطراف دولية فاعلة تتابع بدقة تفاصيل هذا المسار الحساس في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى