عقوبة بسبب دقيقة.. كلية صينية تُغضب تُغرم معلم تأخر عن المحاضرة 60 ثانية

في واقعة أثارت موجة واسعة من الجدل والاستنكار، تعرضت كلية صينية خاصة لانتقادات حادة بعدما فرضت غرامة مالية على أحد أعضاء هيئة التدريس بسبب تأخره دقيقة واحدة فقط عن بدء محاضرته، معتبرة ذلك “حادثًا تدريسيًا”.
وتدور أحداث الواقعة داخل أروقة كلية قوانغتشو هواشانغ المهنية، وهي مؤسسة تعليمية خاصة تقع في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين. ففي 27 مايو الماضي، أفادت تقارير محلية بأن إدارة الكلية أصدرت قرارات بمعاقبة اثنين من المعلمين؛ الأول بسبب تأخره دقيقة واحدة عن بداية المحاضرة، والثاني لأنه أنهى الحصة قبل دقيقتين من موعدها المحدد.
وبحسب معلم زميل كشف تفاصيل الحادثة عبر الإنترنت، تم خصم خمس نقاط من عبء عمل المعلم الأول، ما أدى إلى تقليص راتبه بنحو 300 يوان صيني (يعادل 42 دولارًا أميركيًا). ولم تتوقف العقوبة عند هذا الحد، بل تم أيضًا خصم عشر نقاط أخرى من تقييم الأداء المهني للمعلم، الأمر الذي سينعكس سلبًا على مكافآته المستقبلية. إلى جانب ذلك، تلقى المعلم تحذيرًا عامًا صدر رسميًا من إدارة الكلية.
أما المعلم الثاني، الذي أنهى محاضرته قبل دقيقتين من الوقت المقرر، فقد نال تحذيرًا عامًا مشابهًا. وتشير التقارير إلى أن هذه العقوبات لم تكن معزولة، حيث أُصدرت خلال شهري أبريل ومايو، وترافقت مع تحذيرات أخرى لمعلمين ارتكبوا ما وصفته الكلية بـ”حوادث تدريسية” أقل إثارة للجدل، مثل استخدام الهاتف المحمول أثناء مراقبة الامتحانات أو تشغيل مقاطع فيديو لفترة طويلة داخل الصف.
ورغم تمسك الكلية بقراراتها، أثار الموقف غضب العديد من المراقبين ورواد الإنترنت، الذين وصفوا الإجراءات بأنها “قاسية للغاية” و”غير إنسانية”. وتساءل أحد المتابعين على وسائل التواصل: “أليس من الطبيعي أن يتأخر المعلمون أحيانًا أو ينهوا المحاضرات مبكرًا؟ ما المشكلة في ذلك؟”.
بينما علّق آخر: “حتى الموظفون في القطاعات الأخرى قد يغادرون أعمالهم مبكرًا من وقت لآخر.. التدريس مهنة مجهدة ويجب أن يحصل المعلمون على بعض التقدير والراحة”.
من جهته، دافع أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية عن الإجراءات، وقال في تصريح لصحيفة “داوان نيوز” المحلية إن العقوبات فُرضت بناءً على القواعد المنظمة للعمل داخل المؤسسة، مؤكدًا أن الحفاظ على الانضباط أمر ضروري لضمان جودة العملية التعليمية. وقد أيد مكتب التعليم المحلي بدوره قرارات الكلية، في موقف عزّز الجدل الدائر بين مؤيدي الانضباط الصارم ورافضيه.