السودان يقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات ويتهمها بـ”العدوان ودعم المليشيات”

في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعلن السودان، مساء الإثنين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبارها “دولة عدوان”، وذلك على خلفية اتهامات رسمية بتقديم دعم مباشر لمليشيا “الدعم السريع”، التي تخوض مواجهات مسلحة ضد الجيش السوداني منذ أبريل 2023.
وجاء هذا الإعلان في بيان صادر عن مجلس الأمن والدفاع السوداني، الذي أكد أن القرار يأتي ردًا على ما وصفه بـ”الدور العدواني” للإمارات، مشيرًا إلى أن أبوظبي تقدم دعماً ممنهجاً للمليشيا المتمردة، ما أدى إلى تصعيد خطير في العمليات العسكرية واستهداف مباشر للمنشآت الحيوية والخدمية داخل السودان.
وأشار البيان إلى أن مليشيا الدعم السريع صعّدت من هجماتها مؤخرًا على منشآت استراتيجية، من بينها ميناء ومطار مدينة بورتسودان، إضافة إلى محطات الكهرباء والفنادق، ما أدى إلى تعريض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر، وتهديد الأمن القومي السوداني، والإقليمي، لاسيما في منطقة البحر الأحمر الحساسة.
وأكد مجلس الأمن والدفاع السوداني أن التصعيد الأخير يمثل “تطورًا خطيرًا يهدد الأمن الإقليمي والدولي”، لافتًا إلى أن الخطوة الإماراتية تتنافى مع مبادئ حسن الجوار، وتنتهك السيادة السودانية، وتغذي الصراع الدائر في البلاد.
وأوضح البيان أن الخرطوم قررت سحب بعثتها الدبلوماسية الممثلة في السفارة والقنصلية العامة من دولة الإمارات، في خطوة تعكس حجم التدهور في العلاقات بين البلدين، والتي كانت تمتد لعقود.
وأشار المجلس إلى أن هذه الإجراءات تأتي اتساقًا مع نص وروح المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تعطي الدول الحق الكامل في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان، مشددًا على أن السودان يحتفظ بكافة حقوقه في الرد واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية أراضيه ومواطنيه، وضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وفي ختام البيان، شدد السودان على أن أمنه وسيادته “خط أحمر”، معلنًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركًا سياسيًا ودبلوماسيًا لحشد الدعم الإقليمي والدولي ضد ما وصفه بـ”العدوان الإماراتي السافر”، وذلك لضمان الاستقرار في السودان والمنطقة ككل.