“حليف استراتيجي”.. أبرز ما تناولته الصحف العالمية عن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر

أحدثت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، صدىً عالميًا كبيرًا منذ اللحظة الأولى، حيث باتت – أطول زيارة للرئيس الفرنسي – حديث الصحف الفرنسية والعالمية أيضًا، حيث وصفت «لوفيجارو» الفرنسية القاهرة “حليف استيراتيجي قوي لباريس”.

وأكدت الصحيفة الفرنسية أن الزيارة لها دلالة رمزية كبيرة، حيث تعد فرصة لتجديد تأكيد الرئيس ماكرون الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزة أكثر من عام ونصف العام، وهو ما أكده بالفعل خلال القمة الثلاثية بقصر الاتحادية بين القاهرة وباريس وعمّان.

وأوضحت «لوفيجارو» أن إيمانويل ماكرون يحاول أن يرسّخ مسارًا أوروبيًا مستقلًا على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وتظهر مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كحليف استراتيجي قوي لفرنسا، حيث تلعب دورًا محوريًا في الشرق الأوسط.

زيارة خان الخليلي بعيون فرنسية
وفي تقرير آخر، أبرزت الصحيفة ذاتها، الزيارة الاستثنائية التي أجراها الرئيس الفرنسي إلى القاهرة الفاطمية ومنطقة خان الخليلي المزار السياحي الأشهر في العالم، حيث اصطحبه الرئيس السيسي إلى المنطقة التاريخية وسط حشود آلاف المواطنين من العاملين والزائرين للمنطقة.

ورحب المصريون خاصة أهالي والعاملين بخان الخليلي، بالرئيس السيسي وضيفه العزيز على أرض مصر، وسط حفاوة كبيرة أُعجب بها الرئيس إيمانويل ماكرون وشكر عليها المصريين عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي بالفرنسية والعربية أيضًا.

CNN تبرز جولة الرئيس الفرنسي في القاهرة بعد استقبال طائرات الرافال
بينما لم تتطرق الصحيفة الأمريكية إلى أي مناقشات سياسية جادة عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، أو الحديث عن القمة الثلاثية وتبني الخطة المصرية الموضوعة لإعادة إعمار غزة، اكتفت بتناول تفاعل المصريين على جولة ماكرون إلى القاهرة الفاطمية.

وفي تقرير بعنوان “السيسي يصطحب ماكرون في جولة بالقاهرة بعد استقبال بمقاتلات الرافال”، لفتت إلى زيارة منطقة الحسين وخان الخليلي، مكتفية بتفاعل رواد التواصل الاجتماعي على الجولة وإعجاب الرئيس الفرنسي بالحفاوة المصرية التي لاقاها من أهالي المنطقة في مظاهرة حب لوطنهم بقيادة رئيس الجمهورية.

فيما ذكرت الصحيفة ذاتها، – على استحياء – ما دار بين قادة مصر وفرنسا والأردن في مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش القمة الثلاثية التي عُقدت في القاهرة، مشيرة إلى بيان الرئاسة المصرية الذي أكد فيه القادة الثلاثة لنظيرهم الأمريكي، ضرورة التوصل لضمان وقف إطلاق النار في غزة وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين.

وبالعودة إلى وسائل الإعلام الفرنسية، قالت شبكة “فرنس إنفو” إن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى القاهرة هي الرابعة خلال ثماني سنوات وتستغرق ثلاثة أيام تنتهي بزيارة العريش ومعبر رفح قرب قطاع غزة الفلسطيني اليوم؛ لتأكيد التزامه المستمر بوقف إطلاق النار بغزة، بحسب قصر الإليزيه.

وقدمت الشبكة الفرنسية القضايا الرئيسية التي تطرح خلال هذه الزيارة الرسمية، والتي يتم تنظيمها قبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين (الإسرائيلية والفلسطينية)، والذي سيرأسه إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

قد تكون صورة ‏‏٣‏ أشخاص‏
توافق مصري فرنسي أردني على رفض تهجير الفلسطينيين
بحسب بيان مصري أردني فرنسي مشترك، أعرب الزعماء الثلاثة عن رفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية، مع الدعوة إلى الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية التي عُقدت في القاهرة 4 مارس الماضي، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة.

وأكد القادة أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصري تحت مظلة السلطة الفلسطينية الممكنة، بدعم إقليمي ودولي قوي، معربين عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.

دعم دولي للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
وشارك الرئيس ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في قمة ثلاثية بين مصر والأردن وفرنسا، وعقدت في القاهرة أمس، توافق خلالها القادة الثلاث على الخطة المصرية المقدمة لإعادة الإعمار وحماية المدنيين في غزة، داعين إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات إلى القطاع.

كما عبّر قادة مصر والأردن وفرنسا، عن قلقهم البالغ بشأن تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية أيضًا، داعين إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوّض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات.

حشود مصرية في استقبال الرئيس السيسي وماكرون في العريش
بينما تطرق موقع قناة “روسيا اليوم” إلى الحشود المصرية التي زحفت من جميع المحافظات إلى شمال سيناء وتحديدًا مدينة العريش؛ لدعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين، وتأييد الموقف السياسي والشعبي أيضًا الرافض لتهجير أهالي قطاع غزة.

وكان قد احتشد آلاف المصريين في العريش لرفض تهجير الفلسطينيين من غزة، ودعم قرارات القيادة السياسية بشأن القضية الفلسطينية.

والجدير بالذكر, رفع المشاركون من جميع المحافظات أعلام مصر وفلسطين وصور الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرددين هتافات تؤكد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، منها: “لا للتهجير”، و”يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني”، في أجواء وطنية مهيبة امتلأت بالحماس والتكاتف.

هذا, ويختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارته الأطول إلى مصر، بزيارة مدينة العريش، حيث اصطحبه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مستشفى العريش لزيارة المرضى والمصابين الفلسطينيين التي فتحت لهم مصر أبوابها لتطيّب جراحهم.

ومن جهته, أشاد الرئيس الفرنسي بالجهود المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيي، ورعايتهم وعلاجهم في المستشفيات المصرية، حيث لم تتوانى مصر في تقديم يد العون لأشقائها منذ اللحظة الأولى.