الخبير الاستراتيجي اللبناني محمد سعيد الرز : القاهرة تصدرت المواجهة لمشروع تهجير أبناء غزة إلى سيناء

قال الخبير الاستراتيجي اللبناني محمد سعيد الرز، إن “وقائع النهج الذي يتبعه الرئيس دونالد ترامب نحو فلسطين وغزة تحديدا باتت برسم الزعماء العرب، ولا ينبغي أن يكون التصدي لها مقصورا على مصر فقط”.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “القاهرة تصدرت المواجهة لمشروع تهجير أبناء غزة إلى سيناء، كما أصدرت السعودية موقفا حازما في هذا المجال، لكن ينبغي أن يكون الموقف عربيا شاملا، لأن المخاطر لن تقتصر على مصر والأردن فقط”.
ولفت إلى أن “المخاطر ستطال كل الكيانات الوطنية العربية من المحيط إلى الخليج، تبعا للمخطط الإسرائيلي المعلن بتغيير خرائط الشرق الأوسط، بدءا من السيطرة على كل فلسطين، وصولا إلى الكمنولث العبري الذي يجعل الكيان الإسرائيلي في موضع القيادة لدويلات عربية ضعيفة متناحرة فيما بينها، وهذا يعني تغيير أنظمة وتدمير جيوش وتفتيت مجتمعات”.
وشدد على أن “التصدي العربي سيجد مساندة له من محور الشرق ودوله الكبرى، إذ أصبح ضرورة حتمية وليس خيارا محتملا، وإلا فإن عواصم عربية كثيرة سوف تتحول إلى “ريفييرا” أو موناكو أو هاواي”.
ويرى الرز أن “ثلاثة أمور ترخي بظلالها على توجهات ترامب نحو فلسطين، أولها أن هذا المشروع الأميركي هو حاضر سابقا وحاليا عند الإدارة الأميركية، لكن الفارق أن الديمقراطيين كانوا يريدون تنفيذه تحت الطاولة خطوة خطوة، فيما يريد الرئيس ترامب وهو زعيم الجمهوريين تنفيذه علنا وبأسلوب إمبراطوري مزعوم”.
ووفقا لحديث الرز، فإن “الجانب الثاني، أن ترامب تنصل بعد الانتخابات مباشرة من وعوده للناخبين العرب والمسلمين حول إيقاف الحرب، والذهاب نحو حل عادل للقضية الفلسطينية”.
وأضاف: “أما الجانب الثالث، فإن ترامب يتصرف وكانه في أحلام يقظة من دون مراعاة لحقوق أحد أو لحقائق أثبتت رسوخها فوق الأرض، إذ يصدر فرامانات هايمونية ضد كندا وبنما والمكسيك وكولومبيا وإيران والصين والاتحاد الأوروبي وغزة والضفة الغربية، وعدد من الدول العربية من دون التوقف عند حقيقة كبرى عبر عنها كبار الفلاسفة والخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين وأبرزهم بول كينيدي، والتي تفيد بأن الولايات المتحدة لم تعد إمبراطورية ولا قطبا عالميا منفردا علاوة عن أن نظامها الفيدرالي نفسه مهدد بالتفكك إذا نفذت ولاية كاليفورنيا خطتها في يونيو المقبل بالتصويت على استقلالها عن الاتحاد”.
وتابع: “إجراءات ترامب الجمركية سوف تصطدم بمواقف الدول المستهدفة، باجراءات مماثلة تشل الاقتصاد الأميركي، حال تنفيذها، وأن هناك مواقف غير عقلانية في توجهات ترامب، إذ كيف يرفض ويحارب التهجير إلى بلاده ويسعى في الوقت نفسه إلى تهجير أبناء غزة والضفة الغربية من أرضهم”.