أخبار مصر

أزمة غاز عالمية في الطريق.. كيف تؤثر على مصر والسينايوهات المطروحة؟

تواجه أوروبا نقصا في إمدادات الغاز خلال فصل الشتاء القارس بعد توقف روسيا عن تصدير الغاز لها على أثر العقوبات الأمريكية بما يفتح صراعا على أسعار الغاز في وقت تواجه فيه مصر أزمة في سد احتياجاتها المحلية، وهو ما يطرح سؤالا ما خطط مصر للتعامل مع هذه الأزمة؟.

وبسبب تفاقم الحرب الروسية الأوكرانية تواجه أوروبا خطر عدم تحقيق أهداف تخزين الغاز للشتاء المقبل، وسط سباق مشروع للحصول على الإمدادات قبل أن تبدأ السعة الإنتاجية الجديدة للغاز الطبيعي المسال في تخفيف الأزمة العام المقبل.

وأدت العقوبات الأمريكية على روسيا إلى عدم تجديد الاتفاقية بين روسيا وأوكرانيا التي تختص بضخ الغاز الروسي عبر أوكرانيا لينطلق لتدفئة أوروبا جميعها.

قبل التوترات الأخيرة كانت روسيا تمد أوروبا بنحو 41% من إجمالي إمدادات الغاز الطبيعي عبر شبكة ضخمة من الأنابيب وبتكلفة تقل عن استيراده من دول أخرى أو أمريكا وهو ما يوضح تفاقم حجم الأزمة.

ويرى خبراء البترول والاقتصاد خلال حديثهم مع مصراوي، أن خطة مصر في التعامل مع تفاقم أزمة الغاز عالميا تقوم على عاملين الأول استيراد شحنات من الغاز لسد فجوة الغاز، والأخر تكثيف اكتشاف الآبار الجديدة.

استيراد شاحنات
قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقا، الذي تحدث مع “مصراوي”، إن الحكومة المصرية بالفعل قامت بتأمين احتياجاتها من الغاز لسد النقص بعد التعاقد على استيراد شحنات غاز، كما أن عمليات الحفر الجارية تهدف لرفع الإنتاج المحلي.

وأوضح أن أزمة مصر ليست في توفير الغاز نفسه لكن في تدبير سيولة للاستيراد بالأسعار المرتفعة، والتي بالفعل ستؤدي إلي عبء علي الموازنة المصرية.

لجأت مصر خلال الصيف الماضي إلى قطع الكهرباء يوميا بمعدل ساعتين بسبب مشكلة نقص الغاز قبل أن يعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في يوليو الماضي، إنه تم التعاقد على كل الشحنات اللازمة من الوقود لإنهاء انقطاع الكهرباء في الصيف.

كانت الهيئة المصرية العامة للبترول أعلنت طرح مناقصة التي من المقرر أن تُغلق في 27 يناير، وهي أصغر من المناقصات التي طرحت في عام 2024.

وكان من المتوقع أن تطرح مصر مناقصة لشراء ما يصل إلى 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب في الربع الأول من عام 2025، لكنها أرجأت بعض الشحنات التي اشترتها مسبقاً للتسليم في يناير، وفق ما ذكرته الشر.

وتجري مصر محادثات مع شريكتها الأجنبية الرئيسية “إيني” لإنشاء منشأة جديدة لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال المستوردة، في خطوة تهدف لتجنب تكرار أزمة نقص الطاقة الشديدة التي شهدتها البلاد خلال الصيف الماضي، بحسب ما نشرته “اقتصاد الشرق” نقلا عن بلومبرج.

أزمة مفتعلة وسط صراع أمريكي روسي

ويرى وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، “لمصراوي” أن الأزمة الحالية ليست أزمة نقص في الغاز في أوروبا بسبب الطقس البارد كما يشاع، بل هي أزمة مفتعلة مؤقتة ناتجة عن الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال الأزمة لتسويق غازها الطبيعي لأوروبا بعد تحقيقها اكتفاءً ذاتيًا في عام 2024.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى