بسام القصاص
لا أحد يستطيع أن يتغلب على التاريخ، فهو الماضي الذي حدث وعليه نبني حاضرنا ومستقبلنا، والوحدة التاريخية التي تجمع شعوب منطقة الخليج هي توثيق لعرى الأخوة وزيادة اللُّحمة بين شعوب تجمعهم هوية واحدة، وبمناسبة العيد الوطني ال53 لدولة الإمارات الشقيقة، فبالتأكيد لابد أن تكون الكويت حاضرة، فالبلدان الشقيقان مترابطان شعبيا وقياديا، وهي علاقات تاريخية تشهد مزيدا من التطور وبشكل متسارع في جميع المجالات ومنها الاتفاقيات المشتركة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرصًا منهما على أن تكون تلك العلاقات مثالًا للروابط الأخوية المتأصلة في وجدان شعبي البلدين وتاريخهما المشترك.
والأرقام لا تكذب ولا تتجمل، فليس بالجُمل الإنشائية تكون العلاقات بين الدول، بل تترجم الأرقام قوة ومتانة تلك العلاقة التاريخية والقوية بين الكويت وشقيقتها الإمارات، منذ بدأت المسيرة العام 1972 الذي شهد افتتاح سفارتي البلدين في الكويت وأبو ظبي، وحتى اليوم بتوقيع ما يزيد على 33 اتفاقية مشتركة و8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين في مجالات عديدة لتعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية في البلدين الشقيقين واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء رؤية الكويت 2035″ و”نحن الإمارات 2031″ التنمويتين.
كما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 12.198 مليار دولار في العام 2023،
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالميا كأكبر مستقبل لصادرات الكويت غير النفطية مستحوذة وحدها على 22% من الصادرات الكويتية إلى العالم، وفي الوقت نفسه تأتي الإمارات في المركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة.
وبلغ حجم الاستثمارات المتدفقة من الإمارات الشقيقة إلى الكويت في الفترة من 2019 إلى 2023 نحو 1.087 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الكويت إلى الإمارات خلال الفترة المذكورة نحو 194.7 مليون دولار.
وفي المجال السياحي، بلغ عدد السياح الكويتيين الذي أقاموا في فنادق الإمارات في عام 2023 أكثر من 381 ألف سائح، بينما بلغ عدد السياح الإماراتيين في الكويت 42 ألفًا و236 خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2024، وبلغ عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الإماراتية 1725 طالبًا.
وبالطبع لا يمكن إغفال الروابط السياسية الموحدة والقوية، إذ تلعب الكويت والإمارات دورًا مهمًا في دعم وتعزيز مسيرة التضامن الخليجي، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب من التنمية والازدهار والتقدم.
ويجسّد المستوى العالي للتنسيق المتبادل بين الكويت والإمارات حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، حجم التطور في العلاقات بين الدولتين بما يخدم مصلحة الجانبين، ويعزّز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموما، وظهر ذلك جليًا في أكثر من مناسبة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
ويأتي التعاون الكويتي الإماراتي بناء على تعزيز التضامن الخليجي والعربي ودعم ازدهار ورخاء البلدين، ونشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ومواجهة التحديات المشتركة.
