مقالاتمقالات كتاب الموقع

علشانك يامصر بقلم : فوزي عويس.. كيف نستعيد الريادة السياحية؟

• تستهدف الدولة وفقا لرئيس الوزراء مصطفي مدبولي مضاعفة إيراداتها من قطاع السياحة لتصل الي 30 مليار دولار سنويا ، ولا أعتقد أن هذا الطموح صعب المنال في بلد سياحي صيفا وشتاء ، فالمقومات السياحية كبيرة جدا ويكفي أننا نملك ثلث آثار العالم ولدينا 3 آلاف كيلو متر علي سواحل البحرين “الأحمر والمتوسط” ونهر النيل ، فضلا عن مقومات السياحة الدينية والعلاجية والمؤتمرات والمعارض والأوبرا والمحميات الطبيعية وغير ذلك ، ورغم ذلك تبذل الدولة حاليا جهودا جبارة في تعظيم هذه المقومات حيث يتم الآن تطوير المتحف المصري الكبير الذي سيبهر افتتاحه العالم.

اقرأ أيضا

علشانك يامصر بقلم : فوزي عويس.. 6 اكتوبر هذا الحدث العظيم

كما أنها علي وشك تدشين مسار العائلة المقدسة بعد ادراج “الفاتيكان” له ضمن مسارات الحج المعتمدة لديه بعد ان أفتتحت منطقة “شجرة مريم” بالمطرية كإحدي نقاط المسار ، بالإضافة الي احياء مناطق “القاهرة الفاطمية” التي تحوي 313 أثرا سياحيا ، وتطوير مناطق السياحة العلاجية في البحر الأحمر ، كما وأن هناك خطة لإنشاء منطقة سياحية عالمية غرب مدينة “العلمين” ، وهذه مجرد أمثلة للجهود التي تبذلها “الجمهورية الجديدة” ضمن استراتيجية سياحية واعده ، الا أن كل هذه الجهود لن تحقق أهدافها مالم يتم الإرتقاء بثقافة السياحة في مجتمعنا والتي لايزال يشوبها الكثير والكثير جدا من القصور ، وهنا أقول بأنه لابد من توعية الشعب بأهمية السياحة كصناعة من خلال الإعلام والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني لكي يشعر الجميع بأن مردود السياحة إنما هو لصالحهم ، وبحيث يتوازي مع ذلك تطوير آلية الترويج للسياحة.

وحسنا فعلت الدولة بالتعاقد مع وكالة دولية لتنفيذ حملة ترويج سياحية لمصر والمطلوب التوسع في هذا النهج ، ولابد وأن يكون لسفاراتنا في الخارج دور أكبر في الترويج للسياحة وحبذا لو تم تسمية ملحق سياحي في كل سفارة من سفاراتنا بالخارج يروج ويدعو المشاهير لزيارة مصر ولو حدث فسوف تتسابق محطات التلفزة العالمية لشراء شرائطهم المصورة علي شواطئنا الساحرة وآثارنا النادرة ، وأذكر في هذا المقام أنني شاهدت منذ سنوات حوار بثته محطة إماراتية مع الممثل العالمي الشهير جدا “توم كروز” حيث سألته المذيعة : ما أحلامك المؤجلة؟ فقال “أزور أفريقيا وتحديدا مصر للإطلاع علي آثارها الفرعونية”، وانتظرت أن توجه له الدعوة من احدي الجهات المعنية بالسياحة ولكن لم يحدث مع الأسف ، وقد أسعدني أخيرا وجود المطرب الأمريكي المشهور “جون ليجند” وأسرته في منطقة الأهرامات التي انبهروا بها وذلك قبل أن يتوجه الي الساحل الشمالي لإحياء حفل هناك.

كما سررت لتصوير جزء كبير من فيلم عالمي أخرجه المخرج العالمي “نيل بيرجر” في العديد من المناطق والمعالم الأثرية بالقاهرة والجيزة ، أيضا لابد من اجادة أفراد المنشآت السياحية للغة الإنجليزية علي الأقل اجادة تامة مع وجود شرطة مباحث سرية نشطة لضبط ايقاع المناطق السياحية اذ لايزال المواطن في هذه الأماكن سواء كان بائعا أو سائق تاكسي أو غير ذلك ينظر للسائح علي أنه فريسة ، كذلك يحب الإهتمام بتطوير الخدمات ولاسيما توفير دورات المياه والإرتقاء بمستوي النظافة مع التصدي لظاهرة التسول فكم هو بشع رؤية بعض المتسولين وقد أحاطوا السائح وكأنه “صيدة” الأمر الذي يعطي أسوأ الإنطباع عن بلدنا ، وكم نتمني أن نري السياح في بلدنا يتجولون في أية مدينة سياحية من دون تعرض للإستظراف أو للمضايقة وأحيانا للتحرش ويكفي أنه ليس بإمكانهم استخدام المواصلات العامة كما الحال في كل البلدان السياحية ولعلهم يتمكنون من ذلك قريبا بعد تشغيل القطار الكهربائي والمونوريل.

وانتقل الي المطار الدولي وأتمني أن يزول مشهد المناداة علي بعض الأشخاص بالأسماء فور وصول الطائرات القادمة بهدف انهاء اجراءات خروجهم علي نحو خاص لأننا بذلك نرسخ في نقوس السياح القادمين من أول وهلة أنهم في بلد واسطة وهذا ما لايليق بنهج “الجمهوريةالجديدة” ، أيضا ينبغي الإهتمام بتطوير الفنادق الثلاثة والأربعة نجوم فليس كل السياح القادمين قادرون علي الإقامة في فنادق الخمس نجوم خصوصا وأن هذا يشجع علي السياحة الداخلية التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار ، وحبذا لو تم تسويق بطاقة سياحية سنوية بأسعار مخفضة للمواطنين تتيح لهم ارتياد المتاحف والمواقع الأثرية ، أيضا ينبغي الإهتمام بسياحة القري خصوصا التي تلك طالتها يد “حياة كريمة” مثل قرية “طماي الزهايرة” بمحافظة “الدقهلية” التي أعيد فيها ترميم وتطوير متحف “أم كلثوم”، وليت يد التطوير تطال قرية “البهنسا” بمحافظة “المنيا” والتي يوجد بها بقيع مدفون فيه 5000 من الصحابة والتابعين منهم 70 صحابيا شهدوا مع النبي صلي الله عليه وسلم غزوة بدر الكبري ، اننا لو فعلنا ماسبق فسوف نستعيد ريادة مصر السياحية في المنطقة اذ لايليق ببلدنا رغم كل مايملك من مقومات سياحية كبيرة جدا أن يحتل المركز السادس سياحيا علي المستوي العربي..

والله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى