
انتقد البعض اعلامي شهير لأنه قال “اللي فاكر أن اللي فات لطيف فاللي جاي مخيف” وقالوا أنه صدر للناس صورة موغلة في التشاؤمية إلا أنه بهذا القول إنما أصاب القدر الأكبر من الحقيقة ، فالآن نحن نعيش في ظل أزمة عالمية كبيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي أثبتت أن العالم كله يتأثر بالحروب كما قيدت حرية تداول السلع الأساسية وخصوصا في مجال الطاقة “نفط وغاز” ، وعلي صعيد الأمن الغذائي ، هذه الأزمة التي داهمت العالم ولم تكن بلدانه قد تعافت تماما من آثار وباء “كورونا” تسببت في زيادة التضخم والأسعار بشكل مخيف جعل العديد من البلدان الأوربية تفزع و تفرض الكثير من القيود علي شعوبها وتصطدمهم بتصريحات لم يكن أشد المتشائمين يعتقد أنها ستصدر يوما عن ألسنة زعماء أمريكا وأوربا ، وقد أشرنا من قبل الي صور من هذا الفزع وتلك التصريحات ، وقلنا بأن مصر بفضل الله تعالي والسياسة الحكيمة وجودة الإستشراف لقيادتها السياسية استطاعت بالعمل الدؤوب الشاق أن تخفف من معاناة الشعب من زيادة الأسعار مقارنة بأمريكا وبالدول الأوربية التي توجهت بفرض غرامات علي كثرة استخدام المياه والكهرباء للحد من الإسراف ، كما أضطرت بعض البلدان لإستخدام خدمة الدفع اللاحق لمشتريات المواد الغذائية بسبب تصاعد معدلات التضخم وهو إجراء اضطراري لم يكن معمولا به من قبل ، هذه الحرب لاتزال تدور رحاها ولم يلح في الأفق أية مبادارات لوضع حد لها ، بل علي العكس هناك تصعيد بعد إعلان روسيا التعبئة الجزئية واستدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط وتلويح الرئيس الروسي “بوتين” بإمكانية استخدام أسلحة الدمار الشامل ، وليس هذا فحسب ولكن واقع الحال يقول بأننا أمام احتماليةحرب صينية تايوانية لو اطلقت شرارتها فغالبا ماسوف نكون أمام حرب عالمية ثالثة.
ومن وجهة نظري فإن احتمال نشوب هذه الحرب خمسين في المائة مقابل نفس النسبة لعدم نشوبها وهذا بناء علي خلاصة متابعاتي لأقوال وتحليلات أهل السياسة والقادة العسكريين منذ أن سخنت أمريكا الأجواء بإيفاد وفد برلماني لزيارة تايوان برئاسة رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي”، الأمر الذي أفزع الصين التي سبق وحذرت من الزيارة قبل أن تتم واعتبرتها تأييدا لإستقلال تايوان ودفعها للتوغل بالمقاتلات في المجال الدفاعي لتايوان عشرات المرات وشن مناورات عسكرية حولها هي الأكبر في تاريخ الصين التي اتهم مندوبها في الأمم المتحدة “هانغ جون” أمريكا بإتخاذ خطوات خطيرة تدفع بالأوضاع الي اتجاه خطير ، الأمر الذي ردت عليه واشنطن علي لسان الرئيس “بايدن” الذي أكد أن بلاده ستدافع عن تايوان اذا تعرضت لهجوم من الصين ، وهو الكلام الذي أكده “كبرت كامبل” المنسق المعني بمنطقة المحيطين “الهندي والهادي” بالبيت الأبيض بقوله بأن تصريحات “بايدن” تتحدث عن نفسها، هذا في ظل ماتردد بأن أمريكا تعتزم بيع أسلحة بأكثر من مليار دولار لتايوان لتتمكن من الدفاع عن نفسها وتحافظ علي الهيمنة الأمريكية علي العالم ، بينما تهدف الصين ان اندلعت الحرب لاقدر الله الي اضعاف الوجود الأمريكي في المنطقة وتأكيد الهيمنة الصينية وقدرتها علي ردع أمريكا عن التدخل في المنطقة ، اذن فالحرب واردة فأمريكا تنصب الفخ للصين الواعية بالضرورة له كونه يستهدف تحجيم نفوذها وشل نمو اقتصادها خصوصا وأنها تستورد 40 في المائة من منتجاتها من تايوان التي بلغت استثماراتها في الصين بحسب احصائية رسمية 200 مليار دولار ..
أردت من خلال هذا العرض التأكيد علي أن القادم قد يكون مخيفا بالفعل ، الأمر الذي يستدعي بالضرورة وضع الحسابات في الحسبان ، وتوجيه أموالنا الي مصارفها الصحيحة ، وعلينا أن نستعد للقادم وندعم الدولة ومؤسساتها المختلفة في تعظيم مواردها كي ننطلق سريعا نحو الإكتفاء الذاتي من السلع الأساسية ، أيضا من أوجه دعمنا لأنفسنا وللدولة الترشيد قدر الإمكان في استخدام الطاقة سواء كهرباء أو غاز أو بنزين ، ولاينبغي أن يستصغر أي منا قدر الترشيد الذي يمكن أن يقوم به ، ويجب أن يكون لمؤسسات المجتمع المدني وللأسرة وللمدرسة دور في تحقيق هذا الترشيد ، وحبذا لو تم تخصيص حصة دراسية أسبوعية في مدارس التعليم العام لشرح مفهوم وآليه وأهداف هذا الترشيد، وبذلك ندعم أنفسنا ووطننا خصوصا ونحن نعيش الآن في ظل عالم يدعو الي أقصي درجات التقشف بينما نحن في مصر غير مطالبين سوي بالترشيد .. والله من وراء القصد
مواضيع متعلقة:
علشانك يا مصر بقلم فوزي عويس.. باقة ورد لوزيرة الهجرة