طالبت مرات عديدة بضرورة أن يتوقف إعلامنا المصري عن «الحديث مع الذات» الذي نقوم به منذ عقود، لدينا عشرات الفضائيات العامة والمتخصصة التي توجه حديثها وشاشاتها «لنا» نحن، ممارسة «حوار الطرشان»، دون أن يسمعنا.. أو يتعرف على وجهة نظرنا الرسمية أو الشعبية.. أحد خارج حدودنا!
طيب!!! القادم.. صادم| بقلم : حسام فتحي
عشرات السنوات وأنا وغيري نطالب بضرورة وجود قنوات مصرية تخاطب العالم بلغته وأدواته وتوصل وجهات النظر المصرية في القضايا المصيرية، وتدافع عما نعتقد أنه حق، حتى لا نترك ساحة الرأي العام العالمي – وحتى الإقليمي – للأعداء والخصوم وأصحاب المصالح المتعارضة معنا يصولون فيها ويجولون ويؤثرون في الرأي العام الدولي، ونحن نكتفي بالصراخ في فضائياتنا ووسائل إعلامنا، التي لا يراها ولا يسمعها ولا يقرأها غيرنا.
طيب!!! عوموووه.. بقلم : حسام فتحي.. «عوموووه.. لا إله إلا الله»..
كم كنت أصاب بالحنق والغصَّة عندما أسافر وأنزل في فنادق دول العالم شرقاً وغرباً، ثم لا أجد ضمن قنوات الفندق سوى قناة عربية واحدة تبث بالإنجليزية، حتى اعتقد العالم أن ما تبثه هذه القناة من آراء هو وجهة نظر كل العرب!.. وأعود لأصرخ في وجه المسؤولين عن إعلامنا: أين مصر.. وأين صوت مصر.. وفضائيات مصر وإعلام مصر.. وإعلاميو مصر؟
انكفأ إعلامنا على ذاته، واستغرق في حوار الطرشان الذي لا يفيد، ومع انطلاق القنوات الإخبارية التابعة لرجال الأعمال، لم أستبشر خيراً، فليس دورهم الدفاع عن مواقف مصر أو مصالحها، وكنت مصيباً.
ومع ظهور كيان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» ترقبنا أن تنتبه لهذا الدور المفقود، وقد كان بإعلانها إطلاق «قناة القاهرة الإخبارية» بقيادة الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة، والذي حشد للقناة نخبة من الخبراء والإعلاميين.
وما أتمناه أن تتجنب «القاهرة الإخبارية» الأخطاء و«التحولات» التي ألمّت بشقيقاتها، المصرية الفضائية واكسترا نيوز، والنيل الإخبارية، وغيرها من القنوات التي تحولت عن أي مسار إخباري «منطقي» فتحول عنها المشاهدون، وكل لبيب بالإشارة يفهم.
نريدها قناة احترافية تنافس الفضائيات العربية الإخبارية، وأيضاً الفضائيات التابعة لدول أجنبية وتبث باللغة العربية، نريدها قناة تعبر عن مصر الرسمية والشعبية بحرفية ودون «فجاجة»!.. حتى نسترد «كرامتنا» الإعلامية!
وبانتظار النسخة الإنجليزية، وكل لغة حية ممكنة، مع ضرورة الوصول إلى المشاهدين في كل بقعة وفندق وبيت حول العالم، مبروك «القاهرة الإخبارية».. ونأمل خيراً..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.