طيب!!! المصافحة.. والمصالحة.. والمسامحة (1) بقلم : حسام فتحي
شخصياً أتمنى – وليس كل ما يتمنى المرء يدركه – أن تكون علاقات مصر الخارجية مع «جميع» جيرانها وكل دول الإقليم، بل وكل دول العالم ومنظماته في أحسن حال، حتى نركز كل جهودنا على مواجهة التحديات الداخلية، وإعادة بناء الوطن، وتحقيق التنمية الحقيقية للإنسان المصري والمجتمع والاقتصاد وكافة مناحي الحياة حتى لا يعود في مصر.. جاهل ولا فقير ولا مظلوم.. ولا مريض لا يجد الرعاية الإنسانية المطلوبة.
أما عن «المصافحة الحميمة بكلتا اليدين» التي تمت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حضورهما افتتاح كأس العالم الذي نجحت في تنظيمه دولة قطر، فأعتقد أن أي مراقب منصف يجب ألا يقلل من أهميتها وأهمية تعليقات الرئيسين عليها، ولكن أيضاً ومن باب «الحكمة» يجب ألا نسرف في التفاؤل حول توابعها!!
شخصياً – أيضاً – تحتل تركيا (الأرض والشعب والحضارة) مكانة خاصة في نفسي، سبق أن كتبت عنها كثيراً، وأعرف تماماً موقع الدولة التركية جغرافياً وسياسياً و«جيوبولتيكياً» كقوة فاعلة ولاعب أساسي في الإقليم، يمكن أن تكون حليفاً قوياً لمصر، كما يمكن أن تكون منافساً قوياً أيضاً، وكمصري أدعو الله أن تصبح حليفاً لا منافساً، وإن كانت معطيات المصالح والاقتصاد والسياسة لا تؤيد دعائي!!
عقب «المصافحة» صرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بأن الرئيس السيسي تصافح مع الرئيس أردوغان وتم التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، وأنه تم «التوافق» على أن تكون تلك المصافحة «بداية» لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.
انتهى التصريح «الهادئ» للسفير بسام راضي، دون زيادة أو نقصان.
وعلى الطائرة الرئاسية التركية وأثناء عودته إلى أنقرة، قال الرئيس أردوغان للصحافيين: إن لقاءه بالرئيس السيسي خطوة أولى تم اتخاذها من أجل إطلاق مسار جديد بين البلدين، والروابط بين الشعبين مهمة جداً بالنسبة لنا، فما الذي يمنع ان تعود كذلك مجددا، وقد قدمنا مؤشرات بهذا الاتجاه، وآمل أن نمضي إلى نقطة جيدة «لاحقاً» عبر محادثات «رفيعة» المستوى، ونحن نريد إرساء السلام في المنطقة.
فهل يعني ذلك توقّع محادثات «رئاسية» قريباً؟
وما الـ «مؤشرات» التي قدمتها تركيا لمصر؟
وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.