طيب!!! الشباب.. كلمة السر.. بقلم : حسام فتحي
تتجه أنظار العالم إلى نتائج أعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ «COP27» في شرم الشيخ، بمشاركة واسعة النطاق من جانب زعماء دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشئون البيئة والمناخ وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، والذي سيشهد في يومه الثاني عقد ثلاث موائد مستديرة عالية المستوى، للزعماء المشاركين لاستعراض جهود بلادهم في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، والتحديات الكبيرة بشأن المناخ، والتي لا تزال قائمة وتحتاج جهودا حثيثة لمواجهتها.
اقرأ ايضًا.. طيب!!! نكون أو لا نكون بقلم : حسام فتحي
وتتزامن فعاليات المؤتمر، الذي يحضره ممثلون عن 197 دولة، مع ما تسعى إليه مصر من جهود مضنية للتكيّف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، والمتابع لتلك الجهود يلمس أن مصر عزّزت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة باعتباره يشكل تهديدا وجوديا
ومن يتابع الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر، يرى أنها حرصت منذ وقت مبكر على اتخاذ خطوات عملية وملموسة للتحول إلى نموذج تنموي مستدام يتماشى مع خططها للحفاظ على البيئة، من خلال إطلاق «الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050»، والتي تركز على عدد من المبادئ، من بينها خفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ.
لكن اليد الواحدة لا تصفق، وكما قال وزير الخارجية سامح شكري في الجلسة الإجرائية أمس عقب تسلمه رئاسة المؤتمر، رغم الجهود الحثيثة من الدول إلا أن كل الدراسات العلمية تؤكد أنه ما زالت هناك فجوات واسعة في الجهود المبذولة للسيطرة على أزمات المناخ وما يتبعها من أهمية التمويل.
ومن هنا نتطلع إلى قيام كل دولة بدورها المطلوب منها، واتخاذ إجراءات حقيقية لتفادي الكوارث المناخية في أفريقيا التي تتحمّل وحدها تجاوزات الدول الصناعية الكبرى وتدفع الفاتورة نيابة عنها.
لذا، يجب تنفيذ ما جاء في اتفاق باريس 2015، وتفعيل ما جاء في مؤتمر جلاسكو 2021 من توصيات، لتتحقق العدالة المناخية التي يطالب بها شباب العالم، والذي أتوقع أن يكونوا هم كلمة السر في نجاح القمة، والضغط على الحكومات لدفع عجلة مكافحة التغير المناخي، خاصة بعد أن أثبتوا على مدى العامين الماضيين وجودهم المدني وقدرتهم عبر الاحتجاج والتظاهر السلمي وتجييش الحملات البيئية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على نشر أفكارهم الملهمة، وبرامجهم البيئية القابلة للتنفيذ، وتوسيع رقعة الحراك لتشمل العالم.
ملاحظة أخيرة وشكر واجب.. نلاحظ أن حجم محاولات التخويف والإفشال تم تكثيفها بشكل غير مسبوق من قبل تنظيمات (الجماعة) الإرهابية.. وبالتالي تم رفع الاستعداد الأمني واستنزاف غير عادي لكل أجهزة الأمن للحفاظ على الأمان في ربوع المحروسة.. فلهم كل التقدير.. وليغضب من يغضب.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.