قال الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل سمى الطلاق أبغض الحلال وجعله يهتز له عرش الرحمن وذلك لخطورة أمر الأسرة وتعرض الأولاد للضياع.
وأضاف عبدالسميع، خلال لقائه بقناة الناس، فى إجابته عن سؤال (لما كان الطلاق حلالا فلماذا يهتز له عرش الرحمن ؟)، انه بالرغم من أن الطلاق أبغض الحلال عند الله إلا أن الله شرعه لأنه يحل مشاكل، فليس كل ما أباحه الله وشرعه هو على حد سواء، كالطعام والشراب أحله الله ولكن إذا كان هناك مريض أمره الأطباء بعدم أكل طعام معين فيكون حراماً فى حقه أن يأكله كذلك الطلاق مع انه مشروع وجائز إلا أنه لا يجوز اللجوء اليه وارتكابه إلا فى أضيق الحدود.
وأشار الى أنه مع كونه مشروع إلا أن الله لا يحبه لأنه هدد الحياة والأسرة فضلاً عن أنه لا يوجد تعارض بين كونه مباحا وكونه أبغض المباحات.
هل إن أبغض الحلال عند الله الطلاق حديث للنبي فعلا؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق.
وقال علي جمعة “إن أبغض الحلال عند الله” هو من جنس الأحاديث الضعيفة المأخوذ بها ونسير عليها وتكون ثقافة شائعة وسطنا ولا شيء فى ذلك.
وأشار إلى أن هناك من يسمع قول إن هذا الحديث ضعيف فيرفضه ويتركه وهذا مخالف لكل علماء الأمة.
وأوضح علي جمعة خلال برنامج “من مصر” المذاع على CBC، أن الطلاق فعلا أبغض الحلال، لأنه يهدم أسرة وتبدأ معه المشكلات.
ونوه إلى أن من الحلال ما فيه بعض المكروه رغم حلته، ولكن سبحانه وتعالى يقول لك من الأفضل ألا تفعله وسأعطيك ثوابا عليه كالإسراف فى الطعام والشراب مثلا، قال تعالى “كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، أو شخص يحب تناول الطعام الحار أو الذى به دهون، فذلك مكروه رغم أنه حلال، لأنه يأتى بالقرحة والكوليسترول والعديد من الأمراض،
فهناك أشياء بغيضة ولو كانت حلالا.
وذكر علي جمعة أن معنى أنها حلال أن الشخص لن يأخذ عليها إثم إذا فعلها ولكنها بغيضة فلا يقع فيها فيها بسهولة، ولا يفعلها من غير سبب أو دافع قوى وقتها نقول ”يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ”.
وتابع أن الطلاق بغيض لأن فيه إنهاء للعشرة والحب وأسرة ستهدم، ولو كان فى أولاد تكون المسألة أشد بغضا، حيث بتجربة السنين فالطلاق بداية المشكلات.
واستطرد: الطلاق وضع ليحل مشكلة ولكن على العقلاء أن يعلموا أنه بداية للمشكلات ويوزنوا المشكلة التى يريدون الهرب منها والطلاق بسببها والمشاكل اللى ستحدث بعد الطلاق، ويقدروا ويقولوا نطلق أو لا نطلق.
وذكر أنه ظهر فى العصر الحديث بعض الناس يدعون إلى ترك الحديث الضعيف أيضا، وهذا أمر سيئ للغاية، لأنه يوجد فى مجال هذا الضعيف أشياء مهمة جدا، ولأنه يوجد احتمال كبير أن تكون صحيحة ولكن سندها وتوثيقها أقل من درجة الحسن فهي فى أدون الدرجات، ولكن لها سند وبحث.
وفى الحقيقة بدأ هذه المسألة الأستاذ ناصر الدين الألباني، فهو الذى كان متشددا جدا فيها وناقشه العلماء ولكنه لم يقتنع بهذه النقاشات، وهو له مجهودات كبيرة فى مجال التوثيق ولكن كان رأيه هكذا وعلماء الأمة ردوا عليه.