منذ قرابة العامين غزت سوق السيارات المصري ظاهرة الـ «أوڤر برايس»، وهو مبلغ تتفاوت ضخامته حسب سعر السيارة الأصلي وحجم الطلب عليها، ويضاف نقداً إلى السعر الذي يحدده الوكيل، دون أي وجه حق قانوني، ليدخل «جيب» الموزع مباشرة مقابل تسليم السيارة المطلوبة بشكل سريع وعدم انتظار وصولها لمدة طويلة.
ومع ازدياد أزمة قلة المعروض من السيارات في السوق المصري لأسباب عديدة، أهمها أزمة الرقائق الإلكترونية «المايكروشيبس»، وجائحة كورونا وحرب روسيا – أوكرانيا، وتأثر أسعار الشحن البحري، وتراجع إنتاج السيارات من المصانع، أصبحت ظاهرة الـ «أوڤر برايس» أمراً واقعاً فرضه جشع الموزعين والتجار، وفشل كل المحاولات التي بذلتها الحكومة وجمعيات حماية المستهلك لمكافحتها، واستسلم المستهلكون لسكين التجار وجشع الموزعين، وساهم «فشل» قانون السماح للمصريين في الخارج باستيراد سيارة واحدة دون جمارك في القضاء على الظاهرة أو الوقوف في وجه جشع التجار.
وبقي الحال على ما هو عليه: أسعار السيارات تحلّق «عمودياً» يدعمها ارتفاع الدولار، والمستهلكون يراقبون بحسرة، والتجار يمارسون جشعهم الفاحش، والحكومة تطالب «جميع الأطراف» بممارسة أقصى درجات ضبط النفس!!
وفجأة قبل أيام قليلة يتم الإعلان عن وكيل جديد لسيارات (BMW وMINI) في مصر، وهو شركة جلوبال أوتوجروب المملوكة لرجال أعمال كويتيين ويرأسها المهندس فهد الغانم، بعد استحواذها على المجموعة الباڤارية للسيارات – الوكيل السابق للعلامتين التجاريتين، لتمتلئ مواقع التواصل بصور «طوابير» المصريين الممتدة في الشوارع خارج مقار الوكيل الجديد والذين يرغبون في شراء السيارتين الفارهتين!
وهنا يأتي رد الفعل «المحترم» للوكيل الجديد في شكل «صفعة» على وجه الجشع ومخترعي الـ «أوڤر برايس»، إذ أصدرت مجموعة «جلوبال أوتو» بياناً تقول فيه: لوحظ مع فتح باب تلقي الطلبات للحجز في فروع الشركة توافد العديد من راغبي «الاتجار والمزايدة» على الأسعار بهدف احتكار السيارات مما أدى للتزاحم الشديد، ولذلك وفي إطار خطة المجموعة لمكافحة الـ «أوڤر برايس» البغيض، والذي أضر بقطاع السيارات المصري بأكمله عدلت المجموعة طريقة الحجز وستضطر لإلغاء الحجز ومنع التعامل مع كل من يستخدم الحجز بغرض الاتجار والمضاربة، وسيتم إيقاف التعامل مع مستهدفي إعادة البيع.
هل استوعب «تجارنا» الأعزاء «الدرس الكويتي»؟..
وهل ستتمكن «المجموعة» من الاستمرار في التمسك بمبادئها في سوق تسيطر عليه الفوضى والجشع و«الأوڤر برايس»؟.. أتمنى ذلك..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
مواضيع متعلقة:
طيب!!! مخالف.. بطبعه؟ بقلم : حسام فتحي