علشانك يا مصر بقلم فوزي عويس.. باقة ورد لوزيرة الهجرة
• لم يكن يوم السبت الماضي يوم عاديا بالنسبة لي فقد استيقظت علي خبر سار بثته “بوابة الوطن المصري” مفاده أن وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج السفيرة سها جندي “المحترمة” دشنت بعد أسابيع قليلة من توليها الحقيبة الوزارية المسيرة نحو تحقيق حلم من أحلام المصريين في الخارج بحت أصواتنا وجفت أحبار أقلامنا ونحن نطالب به ، ألا وهو تأسيس شركة مساهمة للمصريين بالخارج في مختلف الأنشطة الإقتصادية تحقق استفادة متبادلة بين الدولة والمغتربين الذين يمثلون ثروة لم تحسن الحكومات المتعاقبة استغلالها كما ينبغي حيث كانت استفادة الدولة منهم متمثلة في تحويلاتهم المالية التي تمثل أهم روافد الدخل القومي بعد النفط ، الوزيرة المحترمة بعد أن حصلت علي موافقة رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي علي المقترح المرفوع منها لم تشأ أن تضيع وقتا فسارعت بالذهاب لرئيس الهيئة العامة للإستثمار والمناطق الحرة بهدف بحث آليات التنفيذ استنادا الي بروتوكول التعاون الموقع بين الهيئة والوزارة ، ليس هذا فحسب بل عرضت الوزيرة المحترمة علي رئيس الهيئة طرح أسهم للمصريين العاملين بالخارج في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة استجابة لتوصية مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج الذي انعقد في مصر أخيرا ، هذا بالإضافة الي انشاء وحدة في الهيئة العامة للإستثمار تخصص لإستقبال المصريين في الخارج لهدف توفير البيانات وتقديم كل الخدمات التي تيسر لهم تنفيذ مشروعاتهم الإستثمارية وتتيح لهم الفرص المختلفة للإستثمار الجاد في وطنهم ، هذه الخطوة الكبيرة من جانب السفيرة تؤكد بما لايدع مجالا للشك أننا أمام وزيرة لديها ارادة حقيقية في ترجمة توجيهات رئيس الجمهورية بضرورة توجية أقصي رعاية ممكنة للمصريين في الخارج ، الآن علينا جميعا كل من موقعه تقديم كل الدعم الممكن للوزيرة بدء بالتفاعل مع استطلاع الرأي الذي اعتمدته بشأن أبرز القطاعات والمشروعات الإستثمارية ذات الإهتمام ، وعلي رجال الأعمال في الخارج علي وجه الخصوص المبادرة بتقديم المشورة للوزيرة في هذا الشأن ، وحبذا لو شكلت السفيرة سها “مجلس استشاري” لها من ذوي الإختصاص يسهم في وضع النقاط علي الحروف حتي يمكن أن تري هذه الشركة المساهمة النور في أقرب وقت ممكن ونحتفل جميعا بتدشين عملها ليكون هذا العمل غير المسبوق بمثابة قطرة أول الغيث الذي نتوقع ونتمني أن ينهمر في ظل هكذا وزيرة مجتهدة وواعدة ، كل التحية المقرونة بالورد لمعالي الوزيرة سها جندي علي جهدها المثمن وعلي ديناميكية التحرك وعدم الإعتماد علي “كتابنا وكتابكم”
• حكم المحكمة الإدارية العليا الذي اعتبر بقاء مرتكبي الأعمال الإرهابية بالوظائف العامة بمثابة “قنبلة موقوتة” ينبغي التوقف أمامه والتأمل في حيثياته، فالحكم كان بحق اثنين ارتكبا أعمالا ارهابية وعاقبتهما محكمة أول درجة بالخفض الي وظيفة في المستوي الأدني مباشرة لكل منهما ، لكنهما طعنا في الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا التي قالت بأن العقوبة ضئيلة ولاتتناسب اطلاقا مع طبيعة الأعمال الارهابية التي قاما بتنفيذها ضد بلدهما وضد الأبرياء من ركاب القطارات وتخريب مرفق حيوي بسكك حديد مصر بغرض الإضرار بالاقتصاد القومي ، وسجلت المحكمة في حكمها أن من يرتكب أعمالا ارهابية فإن الإستبقاء عليه بجزاء غير الفصل أو الاحالة الي المعاش يصيب الوظيفة العامة في مقتل ، هذا الحكم الذي يأتي عنوانا للحقيقة يجب تعميمه علي كافة وزارات ومؤسسات الدولة ليحاط به كل العاملين علما إذ لايجب أن يكون لمخرب أو متطرف أو ارهابي مكان في دواوين الدولة ، وبالمناسبة فإن كتب منتسبي الجماعة الإرهابية الأحياء منهم والأموات لايجب أن يكون لها مكان في مكتباتنا فقد هالني أن أدخل احدي المكتبات قبيل أيام وأجد كتابا لسيد قطب في الواجهة “لدي اسم المكتبة”، ألا فنظفوا مكتباتنا من هذا الفكر وكفانا مواجهة للإرهاب الحالي الذي وضعت بذوره مثل هذه الكتب .. والله من وراء القصد