49 عاماً مرت على نصر أكتوبر العظيم، ذاك اليوم الذي حُفر في تاريخ مصر (6 أكتوبر) يوم استرداد الكرامة، والأخذ بثأر الشهداء واستعادة الحق وعبور قناة السويس وتحطيم خط «بارليف» ببضعة خراطيم مياه!!
اليوم نستذكر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. رجلاً عسكرياً صارماً.. وسياسياً داهية، عاش وطنياً مخلصاً لتراب بلده ومات شهيداً وسط جنوده يوم احتفاله بالنصر على جيش الكيان الصهيوني الذي «لا يقهر»!! وعبور «أولاده» كما كان يحب أن يسمي جنود وضباط جيش مصر العظيم للضفة الغربية من قناة السويس، وتدمير خط بارليف والتوغل في سيناء الحبيبة، وهو التحرك العسكري الذي أدى بعد ذلك إلى استرداد كامل سيناء.
الحمدلله كان «نصر» أكتوبر 1973 هو آخر حرب بين جيشين نظاميين، وانتصرت فيها مصر، بدعم ومؤازرة ومشاركة الأشقاء العرب الذين سطر ملوكهم وأمراؤهم ورؤساؤهم وقادتهم ملحمة من التآزر والمساندة لم يشهدها التاريخ الحديث من قبل، وسجلت بحروف من نور في كتاب العزة والكرامة العربية.
سيظل نصر أكتوبر محفوراً في القلوب والعقول وستظل الدماء العربية التي امتزجت بدماء المصريين على أرض الفيروز رمزاً لـ«روح أكتوبر» التي وحّدت الأمة من مغربها إلى مشرقها ومن المحيط إلى الخليج
وسيظل لعبارة «روح أكتوبر» مفعول السحر في نفوس وقلوب وعقول المصريين تذكرهم بقهرهم المستحيل .. وكيف لا وقد قال وزير الدفاع الصهيوني الأشهر موشي ديان: سيحتاج المصريون إلى قنبلة نووية لاختراق خط بارليف المنيع.. فأزاله جيش مصر باستخدام «خراطيم المياه»!!
وكيف لا وقد حطمنا أسطورة «الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر»، وشاهد العالم كله جنرالات وضباط وجنود «الأسطورة» وهم أسرى.. مذلولون يرتدون «البيجامات الكستور المقلمة»، وبعضهم خرج من طائرة العودة بملابسه الداخلية!! ليعودوا بأكاليل «العار» إلى أهليهم.
«روح أكتوبر» هي ما نحتاج لاستلهامها اليوم في معركة التنمية والبناء، تلك المعركة الشرسة التي تخوضها مصر وسط ظروف عالمية وإقليمية ومحلية غير مسبوقة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
سيظل جيل أكتوبر هو الذي غيّر واقع أمة من الانكسار إلى الانتصار، وجيش أكتوبر هو الوحيد الذي حرر أرضه المحتلة بعد معركة مع الصهاينة، ولو تحدثنا في تبعات ونتائج حرب أكتوبر على مصر والمنطقة لاحتجنا إلى مجلدات، ولكن تبقى «روح أكتوبر» التي قهرت المستحيل واستعادت الكرامة والأرض المسلوبة هي الحافز.. ووجودها هو المطلوب واستمرارها هو الهدف، واستمرار استلهام روح أكتوبر هو الأمل في تجاوز كل الصعوبات.. وقهر كل التحديات، وكل 6 أكتوبر ومصر والعرب بخير.. وأمل..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
طيب!!! “ساحل شرير”.. في بلد طيب (4).. بقلم : حسام فتحي
طيب!!! «ساحل شرير».. في بلد طيب (3) بقلم : حسام فتحي