مقالاتمقالات كتاب الموقع

طيب!!! الدبة.. وصاحبها بقلم : حسام فتحي

تحدثت في المقال السابق عن فوضى السوشيال ميديا، وغياب الرقابة والمحاسبة والعقاب لمن يتعمد نشر الأخبار الكاذبة أو المختلقة أو المحرفة، وكيف أن هذه الفوضى أحدثت بلبلة وانقساماً حاداً في الرأي العام، خاصة مع تقدم تقنيات التزوير والتزييف، وعدم امتلاك المستخدم العادي لمواقع التواصل أدوات أو علماً أو وقتاً يمكنه من فرز الحقيقة من الكذب وفصل الغث عن السمين.

اقرأ أيضا

طيب!!! مصر.. ومصر بقلم : حسام فتحي

ومع انتشار مواقع التواصل، وسرعة وقوة تأثيرها، حيث تضم كل أدوات التأثير: كلمة مكتوبة – صوراً – فيديوهات – تسجيلات صوتية – إحصائيات ورسوماً بيانية، اهتمت الأحزاب السياسية وجماعات الضغط السياسي، وأجهزة المخابرات والأمن المختلفة بأن يكون لها وجود وتأثير في هذا العالم الافتراضي الواسع، يضاف إلى كل هؤلاء جماعات «المتطوعين» الذين لا ينتمون إلى جهاز بعينه لكنهم – بسلامة نية أحياناً وبسوء نية أحياناً أخرى – يحاولون الدفاع عن الجهة التي يؤيدونها، وهي في حالة مصر المحروسة إما «الحكومة» والقيادة السياسية، أو المعارضة بفصائلها وأكثرها شراسة وتنظيماً واستخداماً لوسائل التواصل جماعة الإخوان وتوابعها وتابعيها.

وهنا ندعو متلقي محتوى السوشيال ميديا الى قاعدتين أساسيتين:

أولاهما: العمل قدر الإمكان على فرز المحتوى، والتأكد منه ومن صدق مصادره، قبل التفاعل معه أو إعادة بثه، خاصة أن الكتائب الإلكترونية المغرضة تمتلك من البرامج الحديثة والمهارة ما يمكنها من «تزوير» واختلاق محتوى كامل ونسبه إلى شخص بالصوت والصورة، وأيضاً «تزييف» مواقع محترمة واستخدام صفحات مطابقة لصفحاتها الرسمية ودس المحتوى المسمّم من خلالها لإضفاء مصداقية كاذبة عليه.

ثانيتهما: عدم الانجراف في إعادة بث الأخبار التي تؤيد وجهة نظر المؤيدين للحكومة والقيادة، فهناك من يضع «الشراك» ببث أخبار «مفرحة» لمشروعات عملاقة، وإنجازات غير مسبوقة، ويلقي بها «طُعماً» للمؤيدين الذين يسارعون لإعادة بثها والتهليل لها، وفجأة يكتشفون أن الخبر الإيجابي مدسوس وغير حقيقي، وهدفه زعزعة مصداقية النظام، ووصم مؤيديه بالكذب، ويكون المؤيدون هنا «كالدبة التي قتلت صاحبها»، ويكون المعارضون كمن ألقى بمصداقية النظام في بئر يصعب إنقاذها من غياهبها.

الحل في الوعي.. والتوعية.. وفرض قواعد لمحاسبة شياطين السوشيال ميديا، ووضع عقوبات مالية قاسية على من يثبت ارتكابه لهذه الجرائم التي تفتت عزيمة الدول.. وتشكك في مصداقية أنظمتها.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى