مقالات

مسعد حسني عبدالمقصود يكتب: تحيا مصر

بقلم : مسعد حسني عبدالمقصود
mosaad00121@gmail.com

دائما ما تجدد ذكريات نصر أكتوبر مشاعر الفخر والعزة في نفوسنا، ولم لا فقد سطرت الجيوش العربية ملحمة أبهرت العالم أجمع، وكان النصر بمنزلة معجزة عسكرية بكل المقاييس بعد أن أكد الخبراء العسكريون في أنحاء العالم أن خط بارليف الحصين يحتاج إلى قنبلة نووية لإزالته، ومع ذلك تمكن جنود مصر العظام من تحطيم الأسطورة المزعومة لإسرائيل وعبور أكبر مانع مائي في تاريخ الحروب وتحويل خط بارليف إلى شلالات من المياه والرمال والأتربة، والقيام برفع راية النصر ولواء العزة والكرامة والإباء فوق أرضنا الحبيبة.

يوم أمس الأول (الأربعاء)، وبعد سعادتي بالانتهاء من إعداد صفحة احتفال المكتب العسكري المصري في الكويت بالذكرى الـ 49 لنصر أكتوبر المجيد، ذلك الاحتفال الذي جسد التلاحم العربي في أبهى صوره وجمع شخصيات سياسية وديبلوماسية وعسكرية إضافة إلى كوكبة من المثقفين والإعلاميين والجمهور من مختلف الدول العربية، كنت على موعد مع سعادة أخرى بإعلان قادم من مصرنا الحبيبة مفاده أن مجلس الوزراء وافق على مشروع قانون للتيسير على المصريين في الخارج فيما يخص الإعفاء من رسوم وجمارك إدخال سياراتهم الخاصة من الخارج، فقد حمل هذا المشروع مدى إحساس القيادة السياسية باحتياجات وتطلعات المصريين في الخارج، كما أنه تزامن مع مناسبة غالية علينا جميعا فكانت الفرحة به مضاعفة.

الشروط التي أعلنت للاستفادة من هذا القانون جاءت ميسرة للغاية، وكما أنها تقدم فائدة كبيرة للمواطنين العاملين في الخارج فهي أيضا ترسم خارطة واضحة لدعم الاقتصاد الوطني بالعملات الأجنبية، وهذا الأمر يهمنا جميعا خاصة مع التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد المصري في ظل أزمات عالمية متتالية تفرضها الأوضاع الدولية والإقليمية.

وهنا لا بد أن نشيد بجهود وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي التي تواصل العمل منذ تسلمها الحقيبة الوزارية، وعقدت عدة لقاءات مباشرة وعبر «الأونلاين» مع ممثلي الجاليات المصرية في الخارج للوقوف على المشاكل والتحديات التي تواجههم، واستطلاع رؤاهم وتطلعاتهم للمساهمة بفاعلية في العملية التنموية في ربوع مصر، كما عقدت لقاءات عدة مع مختلف الجهات المعنية لاتخاذ خطوات فعلية في تنفيذ ما يمكن تنفيذه من هذه المطالبات على وجه السرعة.

ورغم فرحتنا بهذا القرار، إلا أنه فتح شهيتنا لأن يتم الالتفات إلى جميع ما يعانيه المصريون في الخارج من مشكلات تنغص عليهم حياتهم، وتصيبهم في كثير من الأحيان بالضيق عندما يشعرون بأن هناك نوعا من التمييز ضدهم، فماذا يعني أن يحصل طالب على 99.7% في الثانوية العامة ولا يجد مقعدا في إحدى كليات الطب الحكومية، ويضطر لأخذ «كعب داير» بين الجامعات الخاصة ويقدم فروض الطاعة لطلباتهم وشروطهم من أجل التسجيل، ومع ذلك قد تبوء محاولاته بالفشل؟

لماذا لا تراعي الجهات المعنية ظروف العاملين في الخارج عند تحديد فترات مواعيد التنسيق والقبول لأبنائهم؟ وأين هي التسهيلات اللازمة في المعاملات الحكومية المختلفة، لاسيما في إجراءات تجديد الإجازات وإنجاز المعاملات الحكومية المختلفة التي قد تتطلب وقتا طويلا، فتنتهي فترة إجازة المواطن دون أن يتمكن من إنجازها كاملة؟

لماذا لا تكون هناك نشرة واضحة بالفرص الاستثمارية والعقارية، تضمن حقوق الدولة وتشجع المواطن على الدخول فيها دون أي مخاوف من دخول في دهاليز الروتين أو الوقوع فريسة لعمليات نصب؟

هذه الأمور وغيرها من المطالبات، ندرك أنها ستحظى بالاهتمام من وزارة شؤون الهجرة والمصريين في الخارج وكل الجهات المعنية، وبالتالي لا بد أن نذكر أنفسنا بمقولة «الألف ميل يبدأ بخطوة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى