مقالاتمقالات كتاب الموقع

طيب!!! نكون أو لا نكون بقلم : حسام فتحي

اعتلت وجهه ابتسامة صفراء تخفي وراءها علامات الامتعاض والتشاؤم واللامبالاة قائلاً: إعلان مثله مثل كل إعلانات القمم السابقة.. ما الجديد؟!.. مجرد حبر على ورق، وبعد انقضاء القمم لا نجد شيئاً ينفذ على أرض الواقع، أو حتى نوايا لبدء إجراءات للتنفيذ..

اقرأ ايضًا.. طيب!!! عوموووه.. بقلم : حسام فتحي.. «عوموووه.. لا إله إلا الله»..

نظرت إليه.. تمالكت نفسي.. وأخذت نفساً عميقاً حتي لا أنفعل.. وقلت له بهدوء: يا صديقي دعنا نتفق أولاً على أن المرحلة التي يمر بها العالم الآن ليست كأي حقب سابقة، وإذا لم نسارع بإجراءات عملية لتحقيق الرسائل الواردة في إعلان قمة الجزائر «لمّ الشمل» فلن تستطيع الدول العربية العبور منها بأمان، وأعتقد أن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، نكون أو لا نكون.

فلا يختلف اثنان على أن العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والمائية والبيئية.. وطبعاً الطاقة، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، هو الحل الأمثل والأنجع لخلق كيان عربي متماسك يستطيع أن يحقق التوازن لشعوبه، وهو ما نطالب به من سنوات، والعمل على إيجاد سوق عربية مشتركة تستطيع مواجهة التحديات، في ظل تمتع وطننا العربي بثروات طبيعية، ومالية، وبشرية ضخمة، ومركز استراتيجي مهم يربط القارات الست، مما يمكنها من أن تصبح قوة اقتصادية عظمى تؤدي دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي بقيام تكامل اقتصادي بينها.

حاول مقاطعتي قائلاً: لكن كل التجارب السابقة… لم أدعه يكمل، فقلت له: لماذا التشاؤم؟!.. إعلان قمة الجزائر مهم جداً، وعلينا أن نعي أن زمن حلم الدولة الواحدة من المحيط إلى الخليج قد ولّى واندثر وبقي أمل الوحدة الاقتصادية والسوق العربية المشتركة، لمواجهة الظروف القادمة التي لن تتحملها الكيانات الضعيفة وأعتقد أن دور مصر والجمهورية الجديدة سيكون محورياً في الأيام القادمة، وستعود إلى سابق مجدها وريادتها المستحقة، فلن تقوم لنا قائمة في ظل الأوضاع العالمية السائدة وما يتبعها من كوارث اقتصادية تطول كل الدول إلا بالتنسيق والتوحد، فهي فرصة لن تعوض ما لم نستغلها على الوجه الأكمل، لتحقيق التضامن العربي والخليجي.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى