محمد سعيد الرز: هجوم التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا جزء من مخطط أمريكي للمنطقة العربية
قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن “الهجوم الذي تقوم به التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا وتحديدا في حلب وريفها، ليس بمعزل عن التطورات المرسومة للمنطقة العربية في المرحلة المقبلة، والتي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول المنضوية في حلف الأطلسي”.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أنه “لا يمكن لأي مراقب سياسي تصديق البيان الأمريكي بعدم علاقة واشنطن بما يجري، فلا تزال مذكرات هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة)، شاهدة على اعترافها بأن الإرهاب في الشرق الأوسط وفي قلبها المنطقة العربية، هو صناعة أميركية، كما لا تزال مقولة بنيامين نتنياهو(رئيس الوزراء الإسرائيلي) عن تغيير خرائط الشرق الأوسط وتهديده الرئيس السوري بشار الأسد، حاضرة في الأذهان، ما يعني أن المسالة إذن لا تتعلق بخلافات مع النظام في سوريا وإنما تتصل بمشروع تقسيم سوريا، بدءا من الاستيلاء على عاصمتها الاقتصادية حلب”.
تدريبات على يد الغرب
وتابع الرز: “إن الإرهابيين الذين باغتوا السوريين في حلب وريفها بهذا الهجوم الواسع لم ينفذوا عملياتهم بقواهم الذاتية بل تلقوا تدريبات عالية المستوى على يد خبراء عسكريين، وتم تزويدهم بآليات عسكرية متطورة ودبابات ومسيرات أوكرانية بعدما كانت فلولهم قبل خمس سنوات تنسحب فارة إلى خارج الأراضي السورية”.
وأضاف: “كل هذه التعزيزات اللوجستية برا وجوا التي وضعت بين أيدي الإرهابيين من دول الأطلسي تواكبها متابعة إسرائيلية على مستوى حكومي، تشير بوضوح إلى أن مخطط تغيير خرائط المنطقة العربية قد أطلقت صفارة بدايته عقب صدور وقف إطلاق النار في لبنان”.
تنسيق ضروري
وأردف قائلا: “إذا نجح المشروع سيمتد إلى دول عربية أخرى، والدليل على ذلك حالة الاستنفار الشديد التي أعلنها العراق على امتداد حدوده مع سوريا”.
ويرى أن “التنسيق العربي مع سوريا لمواجهة هذه الهجمة الإرهابية، بات أكثر من ضروري الآن للحفاظ على مقومات الدولة الوطنية في سوريا وسائر الدول العربية المستهدفة بالمشروع التهديمي الشرق أوسطي، ولذلك فإن دعم روسيا لسوريا ومشاركتها في صد الإرهاب وداعميه هو خطوة استراتيجية في مواجهة مخططات الغرب الساعية لتدمير الوحدات الوطنية العربية، وإقامة كومنولث عبري تتسلم فيه إسرائيل قيادة المنطقة وسط أشلاء عربية ممزقة”.