كيف رأت الصحف الغربية قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت؟
سلطت صحف ووكالات أنباء عالمية الضوء على قرار المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، بشأن إصدار مذكرتى اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت واتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة.
ومن جانبها رأت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن أوامر الاعتقال تعرّض نتنياهو وجالانت إلى تعميق عزلتهما الدبلوماسية، لا سيما تعقيد جهود التفاوض الرامية إلى وقف إطلاق النار فى الصراع المحتدم منذ 13 شهرا فى قطاع غزة.
كما أوضحت “نيوزويك” أنه مع ذلك، فإن التأثير العملى لأوامر الاعتقال قد يكون محدودا، لأن إسرائيل وحليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة الأمريكية، ليستا عضوتان فى المحكمة الجنائية الدولية.
وفى سياق متصل، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج قال “إن القرار اختار جانب الإرهاب والشر على حساب الديمقراطية والحرية”. وقال إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتشدد، إنه يتعين على إسرائيل ضم الضفة الغربية المحتلة ردا على قرار المحكمة.
من جهتها رأت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أن القرار يمثل تصعيدا كبيرا للإجراءات القانونية بشأن الهجوم الإسرائيلى على غزة، وهى المرة الأولى التى تصدر فيها المحكمة الجنائية الدولية، التى أنشئت فى عام 2002، مذكرة اعتقال بحق مسؤول يحظى بدعم من الغرب.
كما أوضحت أن هذا يعنى أن الدول الأعضاء فى المحكمة الجنائية الدولية، البالغ عددهم 124 دولة وغالبيتهم من الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، ستكون ملزمة باعتقال نتنياهو وجالانت إذا دخلا أراضيها. غير أن المحكمة ليس لديها وسيلة أخرى لتنفيذ أوامر الاعتقال إذا لم يدخلا (نتنياهو وجالانت) أراضى دولها الأعضاء.
وفى المقابل، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير خارجية الأردن، إنه يجب احترام قرار المحكمة الجنائية الدولية وتنفيذه.
بدوره، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطانى تعليقا على قرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرات اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه المقال جالانت، إن بريطانيا تحترم استقلال الجنائية الدولية.
وأشار إلى أن بريطانيا تواصل الضغط من أجل وقف فورى لإطلاق النار فى غزة.
من جانبه اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المحكمة الجنائية الدولية بـ “معاداة السامية”، واعتبر اتهاماتها ضده “عبثية وكاذبة”، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، مذكرتى اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وجاء فى بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن “إسرائيل ترفض بشدة الاتهامات العبثية والكاذبة الموجهة ضدها من قبل المحكمة الجنائية الدولية، والتى تعتبرها هيئة سياسية منحازة وتمييزية – لا يوجد ما هو أكثر عدالة من الحرب التى تخوضها إسرائيل فى غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وقال مكتب نتنياهو إن “أى قرار معاد لإسرائيل لا يمكن أن يمنعنا من الدفاع عن مواطنينا”، مضيفا أن “رئيس الوزراء نتنياهو لن يرضخ للضغوط، ولن يتراجع، ولن يتوقف حتى تحقيق جميع أهداف الحرب التى حددتها إسرائيل عند بداية المعركة”.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتى اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، وقالت إن هناك “أسبابا منطقية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة.
وأضافت المحكمة فى بيان اليوم الخميس أن “هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين”.
وقالت إن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وجالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة فى القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
وأكدت المحكمة أن قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري، كما اعتبرت أن الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصب فى مصلحة الضحايا.
وأدان نتنياهو بإشمئزاز وغيره من قادة إسرائيل قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحقه وحق جالانت، ووصفوه بالمخزى والمعادى للسامية.
بدوره، قال كاسبر فيلدكامب وزير الخارجية الهولندى، إن بلاده تحترم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو.
وتعهد الوزير الهولندى باعتقال رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إذا وصل للأراضي الهولندية.
وقال مايكل والتز مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب “توقعوا ردا قويا فى ينايرالمقبل على تحيز الجنائية الدولية المعادى للسامية”، فى إشارة إلى موعد تسلم ترامب لمنصبه رسميا.
وأضاف والتز، أن المحكمة الجنائية الدولية لا تتمتع بأى مصداقية، واعتبر أن إسرائيل “دافعت بشكل قانونى عن شعبها وحدودها ضد الإرهابيين”، وفق زعمه.
وفى سياق ردود الفعل الإسرائيلية على مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت، وصف وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق بينى جانتس قرار محكمة لاهاى بالعمى الأخلاقى والعار التاريخى الذى لن ينسى أبدا، وفق قوله.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد فاعتبرها “مكافأة للإرهاب”، وفق تعبيره.
بدوره، اعتبر وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير أن أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت تمثل عارا لا مثيل له لكنه ليس مفاجئا على الإطلاق، وقال إن الجنائية الدولية فى لاهاى “تثبت مجددا أنها معادية للسامية من بدايتها حتى نهايتها”، على حد قوله.
وأضاف بن غفير أن الرد على أوامر الاعتقال هو فرض السيادة على الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان وقطع العلاقات مع ما وصفها بـ”السلطة الإرهابية” وفرض العقوبات عليها.
بدورها، قالت وزيرة النقل الإسرائيلية ميرى ريجيف إن مذكرتى الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت سخافة قانونية، وإن إسرائيل لن تعتذر عن حماية مواطنيها، حسب قولها.
أما وزير الطاقة الإسرائيلى إيلى كوهين فقال، إن قرار المحكمة “معاد للسامية وحقير، وسيذكر كأكثر نقطة انحطاط فى تاريخ المحكمة”.
من جانبها، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت صدرت منذ فترة واعتُبرت سرية وتقرر إعلانها اليوم.