وداعاً أيها المسافرون.. تفاصيل الرحلة الأخيرة لـ”عبد العزيز” و11 شخصا على طريق المطرية
بسم الله توكلت على الله”.. عبارة اعتاد أن يرددها يوميّا “عبد العزيز” قبل أن يدير محرك الأتوبيس الذي يقوده لنقل المواطنين الباحثين عن “لقمة العيش” الحلال من مدينة المطرية دقهلية إلى بورسعيد ويعود بهم مرة أخرى إلى منازلهم على الطريق الذي يُطلق عليه أبناء المحافظتين “طريق الموت” نظرا لكثرة الحوادث عليه.
مساء الأمس كانت رحلته التي لم يعلم أنها الأخيرة على طريق “المطرية الجديد – بورسعيد”، كان برفقته قرابة 30 شخصا أدار محرك سيارته، وردد: “بسم الله توكلت على الله” وخلفه مباشرة قال أحد الركاب بصوت عالي دعاء السفر ليردد خلفه زملائه، لحظات تمر ببطء اعتادوا عليها، كانوا يتجاوزونها بقراءة القرآن وتبادل الأحاديث، ضحك دموع فرحة حزن، مشاعر متضاربة لكل منهم، فلكل منهم حالة وقصة خاصة، لكن كان يجمعهم جميعا البحث عن “لقمة العيش” الحلال.
وبعد دقائق معدودة تحولت كل المشاعر إلى صراخ ورهبة بعد اصطدام شديد بين الأتوبيس وسيارة نقل وأخرى أجرة، لتتطاير أجزاء من أجساد بعضهم خارج الأتوبيس، ويسقطوا بين جثث ومصابين.
هرعت سيارات الإسعاف إلى المنطقة ونُقلت 4 جثث إلى مستشفى الزهور ببورسعيد، كما استقبل مستشفى النصر التخصصى فى بورسعيد 6 جثث، ومستشفى 30 يونيو جنوب بورسعيد جثتين، ونقلت جثث أخرى إلى مستشفى المطرية، ومصابين بين مستشفيات بورسعيد والمطرية.
الوضع أمام المشرحة تعجز الكلمات على الوصف، أم تصرخ بصوت عالي لتنادي على ابنتها بعدما انتهت من غُسلها: “متخفيش يا نجلاء مش هاخد العلاج وأجيلك النهاردة”، وصديق ينادي على صديقه باكيا:”سلام يا صاحبي.. سلام يا محمد يا خضر يا ابو قلب طيب”.
الجثث بدأت تتحرك في طريقها إلى مساجد المطرية لأداء صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر، ومنها إلى مثواه الأخير.