جنازة حسن نصر الله.. حدث تاريخي وسط توترات المنطقة
اعلن قبل قليل حزب الله اللبناني رسمياً استشهاد الأمين العام للحزب حسن نصر الله ، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من عملية اغتياله التي نفذتها قوات الاحتلال مساء الجمعة على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال الحزب في بيان صدر عنه اليوم السبت: “سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء”.
بعد وفاة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، فإن جنازته ستكون حدثًا استثنائيًا ليس فقط على الصعيد اللبناني، بل أيضًا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
نصر الله، الذي يعتبر شخصية محورية في السياسة اللبنانية وواحدًا من أبرز قادة المقاومة في المنطقة، يمتلك تأثيرًا كبيرًا، ورحيله سيثير تفاعلات واسعة النطاق.
أجواء الجنازة: حشد شعبي غير مسبوق
من المتوقع أن يجتمع آلاف الأشخاص في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله، لتوديع القائد الذي ارتبط اسمه بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وقيادة حزب الله خلال مراحل حاسمة من تاريخه. قد تُقام الجنازة في ميدان عام واسع، مثل ميدان “السيد عباس الموسوي”، حيث تُنظّم فعاليات حزب الله الكبرى. ستغطي الرايات الصفراء والسوداء المشهد، بينما تُرفع صور نصر الله على المباني واليافطات في كل مكان، مصحوبة بعبارات التأبين والتقدير.
مراسم الجنازة: الطابع العسكري والديني
من المتوقع أن تحمل الجنازة طابعًا مزدوجًا، يمزج بين العسكرة والدين. سيتم حمل الجثمان في موكب عسكري رسمي، بحضور مقاتلين من حزب الله بزيهم العسكري الكامل، يتقدمهم قادة الحزب والمسؤولون السياسيون والدينيون. سيُلف الجثمان بعلم حزب الله الأصفر، وربما بعلم لبنان أيضًا، في إشارة إلى ازدواجية الدور الذي لعبه نصر الله كقائد مقاومة ورمز وطني.
خطاب التأبين: رسائل محلية وإقليمية
من المرجح أن يتضمن خطاب التأبين كلمات من كبار قادة الحزب، وربما رسالة مسجلة من خليفة نصر الله، تسلط الضوء على إرثه وتضحياته وتوجه رسائل تحدٍ لأعداء الحزب، وعلى رأسهم إسرائيل والولايات المتحدة. قد يُستغل هذا الحدث لإظهار وحدة الحزب وإصراره على مواصلة مسيرته رغم فقدان قائده.
الحضور الدولي والإقليمي: دلالة رمزية
ستشهد الجنازة حضورًا مكثفًا من الشخصيات السياسية والدينية من دول عدة، خاصة إيران وسوريا والعراق واليمن، حيث تمتد أذرع التحالف الإقليمي الذي يقوده حزب الله. قد تُرسل إيران وفدًا رفيع المستوى لتأكيد دعمها للحزب، وربما يتم توجيه رسائل تضامن من قيادات المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق.
التغطية الإعلامية: متابعة مكثفة
ستحظى الجنازة بتغطية إعلامية غير مسبوقة، حيث ستتنافس القنوات الإخبارية المحلية والدولية على نقل الحدث مباشرةً. من المتوقع أن تُخصص قنوات مثل “المنار” و”الميادين” بثًا مباشرًا للجنازة، مع تحليلات وتعليقات حول تأثير رحيل نصر الله على الوضع السياسي في لبنان والمنطقة.
مشاعر مختلطة
ستتفاوت ردود الأفعال بين الحزن العميق والتعبير عن الفقدان لدى أنصار حزب الله، وبين مشاعر الارتياح أو القلق لدى خصومه، خاصة في إسرائيل، التي تعتبره أحد أخطر أعدائها. قد تتخوف إسرائيل من تداعيات محتملة على الساحة اللبنانية، حيث يمكن أن يُفسر رحيل نصر الله كفرصة لمهاجمة الحزب أو على العكس، كمحفز لرد فعل عنيف من جانب الحزب.
التداعيات السياسية والأمنية: مرحلة جديدة
رحيل نصر الله سيخلق فراغًا قياديًا كبيرًا في حزب الله، وسيفتح الباب لتكهنات حول من سيخلفه في قيادة الحزب، وكيف سيؤثر ذلك على توجهاته المستقبلية. داخليًا، قد يشهد لبنان فترة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، حيث سيحاول خصوم الحزب استغلال هذه اللحظة. أما إقليميًا، فقد تتغير ديناميكيات الصراع في سوريا والعراق واليمن، حيث يلعب حزب الله دورًا عسكريًا وسياسيًا فعالًا.
إرث نصر الله ومستقبل المقاومة
في النهاية، ستبقى جنازة حسن نصر الله، إذا حدثت، لحظة مفصلية في تاريخ لبنان والشرق الأوسط. هي ليست مجرد جنازة لزعيم سياسي، بل ستشكل نقطة تحول في مسار المقاومة والعلاقات الإقليمية، وستطرح أسئلة حول مستقبل حزب الله وتأثيره في المنطقة في غياب قائده الأكثر كاريزمية ونفوذًا.