مقالاتمقالات كتاب الموقع

الرغبة… والإمكانات… والبرازيل !! بقلم/ هشام زكي

لا أدعي أنني أفهم في الاقتصاد، ولا أدعي أنني في قيمة وقامة جهابذة الاقتصاد الذين يلجؤون للاستدانة لسداد الديون المتراكمة التي أنهكت المواطن والوطن، ولكني مثل أي مواطن لديه تساؤلات مشروعة كثيرة تبحث عن إجابات منطقية منها مثلا ما أسباب التدهور الاقتصادي الذي تعيشه مصر؟ وهل من ضمن تلك الاسباب أزمة كورونا ؟ أم الحرب الروسية الأوكرانية؟ وما أسباب الأرتفاع غير المنطقي في الأسعار ؟ في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الغذاء والدواء العالمية ( الفاو) اكتوبر ٢٠٢٣
“إن مؤشر أسعار المنظمة، الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولا في العالم، بلغ في المتوسط 120.6 نقطة في أكتوبر 2023، انخفاضا من 121.3 في شهر سبتمبر من نفس العام، ووفقا للمنظمة، فإن الانخفاض مدفوع بتراجع أسعار السكر والحبوب والزيوت النباتية واللحوم في العالم”، وجاء هذا الانخفاض في السلع الأساسية بعد استيعاب العالم لصدمة الحرب الروسية الاوكرانية، فهل نحن جزء من العالم؟ أم نعيش في عالم أخر بمفردنا، لنا فكرنا وبالتالي اقتصادنا؟ وما مشكلتنا مع الدولار؟ هل فقدت مصر صاحبة المائة مليون نسمة وجود مختصين في مجال الاقتصاد؟ أم مازالت المفاهيم التي عفى عليها الزمن تحكمنا والمتمثلة في( أنا الوحيد الذي يفهم في كل شيء، وأنا الوحيد الذي يملك عصى موسى؟).متى سيرى اقتصادنا النور؟ ومتى سنصبح دولة قادرة على مجابهة التحديات والظروف المحلية والعالمية؟ فمنذ سنين طويلة ونحن نسمع عن سنين الرخاء،ونسمع عن الإمكانات المهولة لمصر في المجالات كافة،خاصة العنصر البشري الذي يلقى إزدراءً دائما من القيادة السياسية،والذي إذا أستغل الاستغلال الامثل وفق خطط واضحة تحدد بدقة احتياجاتناوإمكاناتناونظرتنا للمستقبل،وهذا أمر يسير بعيد عن الجمل الإنشائية والكلمات الرنانة، فهو أمر لا يحتاج لجهد كبير إذا كانت لدينا الرغبة الحقيقية في التغيير، وإذا استفدنا بصدق من تجارب وإنجازات دول أخرى لا تملك الإمكانات التي تملكها مصر،وهنا لا نقصد العملاق الصيني صاحب ال ١.٤٠٩ مليار نسمة، ولا نقصد ساكني كوكب اليابان،ولكننا نقصد تجارب كل من ماليزيا وإندونيسيا،وطبعا لا ننسى دولة مثل البرازيل التي استطاعت في سنوات خمس من أحداث تغييرات جذرية في اقتصادها حتى أصبحت دولة مانحة للقروض خاصة لصندوق النقد الدولي، بعد أن كان هذا الصندوق المشبوه يهددها بإعلان إفلاسها،فهل نتعلم من تلك التجارب،وهل نتخذ من البرازيل نموذجا يحتذى به،أم سنظل ندور في دائرة الدولار المفرغة والاستدانة المالية التي فاقت الحد؟ والتدهور الاقتصادي الذي سيرفع معدلات الفقر والبطالة، وما يصاحب تلك المعدلات من أثار صحية واجتماعية وعلميه واخلاقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى