مقالاتمقالات كتاب الموقع

أسامة جلال يكتب.. الحرب لن تتوقف.. اعِدُّوا لهم

بعد مباحثات طويلة وشد وجذب وتدخل أطراف، استقر الأمر على هدنة بين الكيان المحتل وحماس لأربعة أيام – ربما تمتد لستة أيام.. وذلك من أجل تبادل الأسرى بين العدو الصهيوني والفلسطينيين.. فيما يشبه الاستراحة بين فصلي عرض مسرحي أنهك الجمهور فصله الأول بأحداثه المتصاعدة الدامية، فاحتاج إلى وقفة لاستعادة الأنفاس من جديد وتناول بعض المقرمشات والفيشار والحلويات وشرب مشروب ساخن، أو غالباً بارد من إنتاج الشركات الداعمة للصهاينة.
وإن كان وقف الحرب ونزيف الدماء الفلسطينية مطلباً عالمياً نادت به كل شعوب العالم وأغلب الحكام من غير بلاد الغرب الاستعمارية؛ إلا أن الجميع يعلم أن الحرب الدائرة في غزة، والتي تفتك بكل مقومات الحياة فيها، وبالحياة نفسها من الأساس، لن تكون الحرب الأخيرة مطلقاً، وإنما ستندلع حروب ربما أشرس وأعمق وأدمى في الفترات المقبلة، طال أمدها أو قصر، ما دام الفلسطينيون لم ينالوا حقوقهم ولم يستعيدوا أرضهم كاملة، حتى وإن كان هناك فترات هدوء، حتماً ستكون مؤقتة مهما زاد أثر المسكنات، ومنها حل الدولتين.
وما اتضح جليًّا، وإن كان واضحاً من الأساس، أن الدول الاستعمارية، وعلى رأسها الدولة اللقيطة الولايات المتحدة الأمريكية، والمستعمر الأكبر بريطانيا، والمضحوك عليها ألمانيا، والتابعة فرنسا، وحتى الخائفة الخانعة اليابان، كلها دول لن ترحم من هو أضعف منها، وستظل تتربص بمقدرات الشعوب، وطامعة في ثرواتها الوفيرة التي غالباً لا يعرف حكام الدول الضعيفة قيمة هذه الثروات.. أو أنهم متضامنون من أجل الثراء الشخصي.
لقد انكشف المنكشف، وهو أن ادعاءات السلام والديمقراطية والإنسانية ما هي إلا أهداف نبيلة لا تُستدعى إلا في حالات معينة يرضى عنها أهل النفاق والكذب، وأما في الحالات الأخرى (فلا تسألني عن الديمقراطية والإنسانية).
اعتادت إسرائيل خرق المواثيق الدولية وسحقها، ولم تكترث أبداً بأي مواثيق أو معاهدات، وكيف لا وهي أصلاً دولة قامت على جثث أهل الأرض الأصليين ودمائهم.. وكيف لا وتدعمها دول مارقة سارقة تمتلك قوة السلاح والتكنولوجيا الحربية.. كيف لا وهي لم تجد من يقف أمامها بقوة ليثنيها عن أفعالها المحرّمة والمجرّمة في كل الملل والأعراف والقوانين والدساتير، والتاريخ أيضاً.
لا نضحك على بعضنا البعض ونقول إن هناك وقفاً للقتال والحروب.. إنما هي استراحة محارب، وربما استراحة قاتل أو سارق أو مغتصب.. استراحة لم ترضها أمريكا وتابعوها وإسرائيل والمنتفعون من وراء وجودها إلا بعدما عجزوا عن العثور على أسراهم بعدما هدموا ما يزيد على نصف مباني غزة وتدمير بنيتها التحتية بالكلية.
هي هدنة إجبار ادّعت أمريكا وحلفاؤها أنها إنسانية، ليس حفاظاً على ماء الوجه، وإنما أملاً في أن يصدّقها بعض المغيَّبين من مواطنيهم.. هدنة إجبارية لهؤلاء، مدعي الإنسانية، حفاظاً بعض الشيء على ما تبقى من شعبية، ربما تفيد في الانتخابات المقبلة.
ما نأمله أن يكون ما مر علينا خلال الشهر ونصف الشهر الأخير درساً نتعلم منه ولا يكون كما في السابق، درساً منسياً لطالب فاشل (أذن من طين والأخرى من عجين).. يسمع ولا يعي، يشاهد ولا يتعظ.
ما يجب علينا كعرب ومسلمين أن ننظر للمستقبل ولا نتعامل مع الأمور كعادتنا في العقود الأخيرة، ننظر أسفل أقدامنا ولا نفكر في الغد أبداً؛ لأن القادم حتماً أسوأ إن استمرت الأمتين العربية والإسلامية في تجاهل مصادر الخطر، واعتبار أن أمنها وسلامتها في أن تظل كما هي دون بناء القوة العسكرية المسلحة الجبارة التي تحميها من مثل هؤلاء المعتدين الغازين.
ما قيل عن أن “ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ إلا بالقوة” مع الأسف مقولة صحيحة وغيرها يصح في عالم غير عالمنا.. عالم أفلاطوني، مع الأسف لن نجده إلا في جنة الخلد بإذن الله.. لذا علينا أن نستعد للحرب القادمة بكل ما فيها من سوء وسفك دماء؛ لأن هذه الدول المارقة لن ترتدع إلا بالقوة، ولن تتركنا نعيش في سلام وأمان، ما دمنا لا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا.
شاهدنا طوال السنوات الماضية البالغة نحو 75 عاماً كيف احتلت فلسطين، وكيف اغتصبت أرضها.. وسنشهد في المستقبل الاستيلاء بشكل كامل على كل دولنا وأراضينا، إن لم نكن بالقوة التي تردهم وتردعهم.. هدفهم واضح.. وإن كانوا ينهبون ثرواتنا حالياً في الدول المستقرة بادعاءات متعددة ومتلونة ومتنوعة وبنسب مقبولة.. فإنهم حتماً سيطمعون في المزيد والمزيد يوماً بعد يوم، ما دمنا نفرط بكل سهولة في تلك الثروات التي لن تشبعهم مهما أخذوا منها.
استعِدوا وأعِدُّوا.. فالحروب قادمة ولن تتوقف.. فقط استراحة قاتل سارق، أنهكه جمع الأشلاء وسرقة المقدّرات.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

“العزيز زائر وعضو الموقع، فضلاً اشترك وشاركنا على منصاتنا المختلفة.

تفاعل معنا لنكونَ دائمًا في الصدارة، ونستمر في تقديم كل ما هو مفيد وفي الصالح العام.. كن إيجابيًّا وشارك في النجاح.”

مصريون في الكويت: www.egkw.com

فيس بوك: www.facebook.com/egkwcom

انستجرام: www.instagram.com/egkwcom

تويتر: https://www.twitter.com/egkwnet

يوتيوب: www.youtube.com/@mesryoon

ثريدز: www.threads.net/@egkwcom

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصريون: www.q8eg.com

فيس بوك: www.facebook.com/egkwcom1

انستجرام: www.instagram.com/egkwcom1

تويتر: https://www.twitter.com/EGKWcom1

يوتيوب: www.youtube.com/@egyptiansinkuwaitplus3976

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكالة انباء النفط (اونا نيوز): www.oilnewsagency.com

فيس بوك: www.facebook.com/ONANEWS2022

انستجرام: www.instagram.com/oilnewsagency

تويتر: https://www.twitter.com/Oil_News_Agency

يوتيوب: www.youtube.com/@OilNewsAgency

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ad 12 all pages
زر الذهاب إلى الأعلى