الذكرى الـ 33 لغزو الكويت| ذكريات الألم والغضب.. و سر عرض صدام 20 مليار دولار على مصر لتأييد موقف العراق ورد مبارك القاسي
تحل غدا الأربعاء الذكرى الـ 33 للغزو العراقي لأرض الكويت الشقيقة الذي أدمى قلوب الكويتيين وأثار في نفوسهم الحزن والأسى وأثار في نفوس العرب جميعا الغضب والاستنكار لاعتداءدولة عربية على شقيقتها وجارتها وترويع أم أهلها.
غزو العراق للكويت لم يمثل صدمة للكويتيين فقط بل غمت الصدمة في أرجاء الوطن العربي وتبارى الزعماء والرؤساء العرب في استهجان واستنكار ذلك الاعتداء الغاشم وأعلنوا عن تضامنهم مع الكويت على المستوى الرسمي والشعبي وكان بالطبغ على رأس هذه الدول مص التي وقفت إلى جوار الكويت بكل قوتها .
تفاصيل الغزو العراقي للكويت
بدأ الغزو العراقي للكويت بهجوم شنه الجيش العراقي على الكويت في 11 محرم 1411هـ /2 أغسطس 1990 واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت بإستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 أغسطس ثم شكلت حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين خلال 4 – 8 أغسطس تحت اسم جمهورية الكويت ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس
وقامت خطة الغزو العراقية على مهاجمة الأراضي الكويتية عبر 4 محاور رئيسية بواسطة 7 فرق عسكرية من قوات الحرس الجمهوري وهي الأفضل تسليحاً وتدريباً ضمن القوات المسلحة العراقية.
محاور الهجوم وتوزيع القوات جاء النحو التالي:
الفرقة المدرعة حمورابي على محور صفوان – العبدلي – المطلاع – الجهراء – الكويت العاصمة تعقبها فرقة نبوخذ نصر مشاة وفرقة بغداد مشاة على نفس المحور.
فرقة الفاو مشاة على محور أم قصر الصبية وجزيرة بوبيان.
فرقة المدينة المنورة المدرعة على محور الرميلة – الأبرق – قاعدة علي السالم الجوية ثم الأحمدي في جنوب مدينة الكويت تعقبها فرقة عدنان مشاة على نفس المحور.
فرقة توكلنا على الله المدرعة على محور الأوسط ما بين فرقة حمورابي وفرقة المدينة المنورة وتتمركز في غرب الكويت.
رد فعل الولايات المتحدة
في بداية الأمر صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بأن الهدف من الحملة هو منع القوات العراقية من اجتياح الأراضي السعودية وسمى الحملة بتسمية “عملية درع الصحراء”، وبدأت القوات الأمريكية بالتدفق إلى السعودية في 7 أغسطس من عام 1990، وفي نفس اليوم الذي أعلن العراق فيه ضمه للكويت واعتبارها «المحافظة التاسعة عشر». وصل حجم التحشدات العسكرية في السعودية إلى 500,000 جندي.
قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية
في خضم هذه الحشودات العسكرية صدرت سلسلة من قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية وكانت أهمها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 678، والذي أصدر في 29 نوفمبر سنة 1990 والذي حدد فيه تاريخ 15 يناير من سنة 1991 موعداً نهائياً للعراق لسحب قواتها من الكويت وإلا فإن قوات الائتلاف سوف «تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660». وتم تشكل ائتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط.
موقف مصر من غزو الكويت
كانت مصر من أوائل الدول التي أعلنت رفضها للغزو العراقي للكويت وأعلنت تضامنها مع الكويت ضد عذا الاعتداء الغاشم
وكشف الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، عن دوره في محاولة إنهاء الغزو و ما دار بينه والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبل الغزو العراقي للكويت.
وقال مبارك إن صدام حسين «استمر يصعّد في لهجته لحد لما جاءت معلومات مؤكدة في أواخر شهر يوليو إن العراق حشد قوات على الحدود، وأنها لا تبدو من حجمها وتمركزها أنها قوات دفاعية وذهبت للعراق يوم الثلاثاء 24 يوليو، وجلست مع صدام وطارق عزيز وآخرين حوالي 5 ساعات، واستمر صدام حسين في الشكوى من الكويت، وقلت له إن أي مشاكل تحل بالحوار».
وتابع مبارك «سألت صدام حسين تحديدًا عن نيته مع تواجد قواته على حدود الكويت، فقال لي إنه لا ينوي الاعتداء على الكويت، بس أضاف لا تقول لهم كده.. استغربت من كلامه ده، وعاودت سؤاله عن نيته ونحن نجلس سويًا بدون أعضاء الوفدين، فأكد انه لن يعتدي»
وتابع: “اتفقت معه على لقاء قريب ولكن حدث الغزو ولم أكن مصدق لما حدث وكيف تعتدي دولة عربية على دولة عربية فلم أكن أتخيل ذلك وحدث لي عدم توازن وتحدثت مع الملك حسين والشيخ زايد الذي كان عندي في القاهرة وقال إنه سيذهب للسعودية فقلت له لا تذهب بطائرتك سأعطيك طائرة مصرة تسافر بها.. ثم تحدثت مع الملك حسين واتفقت مع على الذهاب لصدام لإقناع لكن لم يقتنع ووافقت بعدها على تأجيل بيان مصر بشرط أن يوافق على التراجع عن الغزو واستدعيت السفير وقولت له أنتم وقعتم في مستنقع خطير والعالم سيضربك”
صدام عرض على مبارك 20 ملير دولار مقابل دعم مصر للموقف العراقي
كشف السفير المصري الأسبق لدى باكستان عبد الرؤوف الريدي، في الحلقة ما قبل الأخيرة من السلسلة المخصصة له ضمن برنامج “الذاكرة السياسية”، كواليس الرئاسة المصرية حيال غزو الكويت، مؤكدا أن الوفد اليمني برئاسة علي عبد الله صالح قال للرئيس المصري الراحل حسني مبارك: “عليكم أن تنسوا الكويت، بعدما غزتها القوات العراقية”.
ونقل صالح من نظيره العراقي صدام حسين عرضاً لمبارك بتلقي 20 مليار دولار مقابل دعم مصر للموقف العراقي.
ودخل السفير الريدي إلى مكتب مبارك فوجده يُملي على مستشاره رسالة يطلب فيها من صدام حسين سحب قواته من الكويت. وقال مبارك وقتها للريدي: “هذه هي الرسالة الثلاثون التي أبعث بها إلى صدام”.
في المقابل، طلب السفير المصري لدى واشنطن من مبارك إبلاغ صدام بأن تهديدات قوات التحالف له وعزمها على تحرير الكويت هي جدية إن لم ينسحب منها، لأن صدام كان يُشكك في احتمال تنفيذ هجوم أميركي على قواته.
ونقل الريدي عن وزير الخارجية الأميركي وقتها جايمس بايكر قوله، إن هدف قوات التحالف هو تحرير الكويت وعودة الشرعية إليها. وبحسب الريدي، حاول مبارك تمديد مهلة إنذار قوات التحالف لانسحاب القوات العراقية من الكويت، لكن الأميركيين قالوا له: “قُضي الأمر واتُخذ القرار بالهجوم”.
إشادة كويتية بموقف مبارك من غزو الكويت
وفي مقال نشرته صحيفة «القبس الكويتية» بالتزامن مع وفاة مبارك، بعنوان «حسني مبارك الذي أحبه الكويتيون»، يقول كاتب المقال: «كان موقف الرئيس مبارك في أزمة احتلال الكويت موقف الزعيم القائد الملتزم بقضايا العروبة والشعوب العربية إذ سعى بموقفه الرافض بشدة للاحتلال العراقي لحقن دماء الأشقاء العرب، حيث حاول بكل ما أوتي من عزم وقوة وخبرة وحنكة لإقناع صدام حسين بسحب قواته من الكويت لكن الأخير أصر على عناده».
ويضيف كاتب المقال: «لم ييأس الرئيس المصري السابق ولم يتوان عن طرق كل الأبواب واستخدام جميع السبل بغية نصرة الحق الكويتي، فدعا لقمة عربية طارئة احتضنتها القاهرة في 10 أغسطس، وأعلن فيها عن دعمه وتضامنه الكامل مع الكويت».
حينها، روي مبارك وقع خبر الغزو العراقي على الكويت عليه في أغسطس 1990 قائلا إن «الاجتياح العراقي للكويت يعيد حياة أمتنا إلى الجاهلية الأولى، وإننا نرفض بشكل قاطع الاجتياح العراقي للكويت واعتداء القوي على الضعيف، وسلب حامل السلاح الأعزل روحه وماله وأرضه وتحل الفرقة والتمزق محل الوحدة والتجمع، ويشيع الصراع والقتال والخصام بين الاشقاء».