في حفل تكريمي أقيم على شرف سكرتير التحرير الزميل ياسر السعدي، وهو يودع مكانا لطالما تردد اسمه بين جنباته رئيس نشرة ومحرراً صحافياً، ومدرباً لكثير من الكوادر الشبابية في وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، تواترت الشهادات والإشادات بحيوية الدور الذي قام به منذ دخوله للوكالة إلى لحظة فراقه إياها فراق الأحبة بعد اتخاذه قراراً بالاستقالة، ليخلد إلى استراحة محارب بعد سنوات عديدة كان نتاجها الحقيقي حباً نطقت به في حفل التكريم الوجوه قبل الألسنة.
بداية، اعتبر نائب المدير العام لشؤون التحرير عصام الغانم أن من أكثر ما يحزن الإنسان أن يبتعد عنه أناس أحبهم وأحبوه، لاسيما إذا كانوا من تلك النوعية المحترمة التي تغادر المكان فقط لكن ذكرها يبقى حاضرا.
وقال الغانم إن «الأخ السعدي غني عن التعريف، وكل من تعامل معه يدرك أنه بطبيعته الخلوقة وصفاته الإنسانية يفرض احترامه على الجميع»، أما عن الجانب المهني فقد «ظل منذ التحاقه بالوكالة قبل أكثر من 14 عاماً عضواً فاعلاً مؤثراً ومبدعاً، وكان جهده واضحاً، لا يبخل على أحد من ناشئة كونا بتوجيهاته التي كانت دروساً تعلموا منها الكثير، وخصوصاً بقسم الديسك المحلي».
وأضاف أن السعدي يعد من «أوائل الكوادر التي ساهمت بدور لافت في نشأة الديسك المحلي في الوكالة، حيث كان له دور في تأسيس هذا القسم، والكل شاهد على مدى الجهد الذي بذله فيه»، مشيراً إلى أنه آثر «أن يتخذ قرار الاستقالة، ونتمنى له كل توفيق في حياته القادمة، وسيظل التواصل باقياً إن شاء الله».
بدوره، اعتبر نائب رئيس التحرير لشؤون النشرة العربية والدولية بـ «كونا» عقاب القوبع أن شهادته مجروحة في «أبوعمار»، عازياً ذلك إلى ما تربطه به من علاقه قوية بحكم انتمائه إلى سورية التي عمل القوبع مديراً لمكتب «كونا» في عاصمتها دمشق على مدى 9 سنوات، إلى درجة انصهاره مع تراثها وعبقها وتاريخها وأهلها.
وإدراكاً للقيمة المهنية العالية للسعدي، قال القوبع: «يشهد الله أنني حاولت مراراً وتكراراً ثنيه عن قراره، لكنه أصر لظروف خاصة لم أستطع معها ان اصر على موقفي»، مؤكداً أن «استقالة أبي عمار من هذه الوكالة يمثل خسارة كبيرة بوصفه أحد النجوم اللامعة التي تألقت في سماء كونا، بما يمتلكه من مهنية وخبرة جعلا كل عمل يقوم به مثاراً للإعجاب».
وأضاف أن أبا عمار «عمل بكل جد وتتلمذ على يديه الكثيرون»، معقباً: «نعم، رحل عن كونا، لكن سيبقى دائماً فيها وعلى ألسنة محرريها».
وعمد القوبع إلى تصفح سجل الذاكرة طاوياً سنوات إلى الماضي، مبيناً أن «سمعة السعدي سبقته إليَّ قبل أن أعرفه حتى رغبت في لقائه بعدما سمعته عنه، وهو كذلك كان يريد لقائي، وعندما تلاقينا أدركت سر ما كنت أسمعه من إشادات».
ورأى أن الفترة القادمة للسعدي قد تتيح له مزيداً من الحرية التي معها يمكن أن «نستفيد منه في أشياء لم نستطع أن نستفيد منه خلال وجوده في الوكالة بحكم انشغالاته الكثيرة، وأعني تحديداً الاستفادة منه في مجال التدريب إن شاء الله».
مهنية رفيعة
بدوره، أعرب نائب رئيس التحرير لشؤون النشرة العربية محمد البحر، باسمه ونيابة عن جميع الزملاء، عن جزيل الشكر والعرفان للمحتفى به «أبي عمار» مشيراً إلى سجاياه الشخصية وأخلاقه العالية ومهنيته الرفيعة، وأن الجميع سيظلون يستذكرونه في مسيرتهم المهنية، متمنيا له التوفيق في حياته الشخصية والمهنية.
تواصل وعرفان
أما الزميل المكرم، فأعرب في كلمة ألقاها خلال الحفل عن بالغ شكره على كل تلك الإشادات التي غمره بها زملاؤه في الوكالة، «والتي أرجو أن أكون مستحقاً ولو لبعضها»، معبرا عن شكره لمعدي هذا الحفل «الذي يمثل لي تاجا أكلل به هامتي».
وأضاف السعدي: «بعد هذه الأعوام التي قضيتها في هذا الصرح الرائع الذي شرفت بأن أكون جزءاً من هيكله التحريري العريق بين زملاء أعزاء وشباب ناشئة لطالما حرصت على التعاون معهم جميعاً، ها هي رحلتي مع كونا تصل إلى مرفئها الأخير»، مضيفاً: «على قدر ما كان تأثري وترددي قبل اتخاذ هذه الخطوة الصعبة التي قررت فيها تقديم استقالتي كانت سعادتي غامرة وأنا أشاهد أنني قد تركت في نفوس زملائي وزميلاتي بعض الأثر الطيب».
وأكد أن «هذه الحفاوة التي تغمرونني بها وتلك الوجوه الناضرة وهاتيك النظرة التي ستبقى محفورة داخلي ما حييت إنما هي التكريم الحقيقي الذي أتلقاه شاكراً، على وعد بأن يبقى التواصل مستمراً والعرفان نابضاً في قلبي إلى ما شاء الله له أن يبقى».
وأعرب عن رجائه «من كل إنسان تعاملت معه في الوكالة أن يسامحني إن كنت قد أخطأت يوماً في حقه، وأن يغفر لي خطأي وزلتي إن حدثت، إذ أرغب أن أغادر هذا المكان الذي أحبه والقلوب صافية والنفوس متآلفة وصحيفة الضمائر بيضاء»، راجياً للجميع التوفيق والسداد والحياة السعيدةً.
شكر مستحق
أعرب الزميل السعدي عن بالغ شكره لجميع الزملاء في «كونا»، وخص بالشكر معدي حفل التكريم، معتبراً تنظيمهم لهذه الفعالية التكريمية الأخوية مرآة تعكس طيب أصلهم، وصفاء سريرتهم، وخص بالشكر الزملاء عقاب القوبع، محمد البحر، حنان القيسي، آلاء البعنون، فجر الهاجري، خلود العنزي، فيّ السعيد، مريم الزنكي، مريم الصولة، ناصر العجمي، خالد دوغان، حماد المطيري، تميم أبوحمود، عبدالله العنزي، مريم الوقيان، محمد ضيدان، خالد المطيري، عبدالعزيز المجرن، هيثم صلاح، علي حمادة، فواز السميران، نوف العجمي، وجد المطيري، منيرة السلطان، أفراح النصار، مريم بوشهري، بدور الحمد، مبارك العنزي.
كما شكر جميع من حضروا الحفل، وكذلك من حالت ظروفهم دون الحضور وبادروا إلى الاتصال به، وعلى رأسهم نائبة رئيس التحرير لشؤون النشرة العربية السابقة الزميلة شروق الشطي، متمنين له التوفيق في مرحلته القادمة.
السالم: تلمست من الجميع مدى محبتهم واحترامهم للسعدي
أكدت المديرة العامة للوكالة د. فاطمة السالم أنها تلمست من الجميع مدى المحبة والاحترام اللذين يكنهما الجميع للزميل ياسر السعدي، متمنية له دوام التوفيق والنجاح في مسيرته بجريدة الجريدة وفي حياته الشخصية.