ننشر خطاب سفير مصر بالكويت خلال الاحتفال بالعيد الوطني لمصر
وجه السفير أسامة شلتوت، سفير مصر بالكويت، خطابا خلال حفل السفارة اليوم الأربعاء، بمناسبة احتفال مصر بالعيد الوطني، الذكرى الـ 71 لثورة يوليو المجيدة
اقرأ أيضا
السفارة المصرية في الكويت تحتفل اليوم بالذكرى الـ 71 لثورة يوليو المجيدة
وجاء في الخطاب:
السيد الوزير معالي الشيخ فراس سعود المالك الصباح، وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الاسرة والطفولة، ممثل حكومة دولة الكويت الشقيقة
السيدات والسادة الكرام.
اهلاً وسهلاً بكم في حفلنا اليوم بمناسبة احتفال مصر بالعيد الوطني، الذكرى الـ 71 لثورة يوليو المجيدة التي مثلت تتويجًا لنضال طويل، قاده الشعب المصري، دفاعًا عن حقه في وطن مرفوع الرأس فقد استطاعت تلك الثورة، أن تؤسس الجمهورية الأولى لدولتنا، وتغير وجه الحياة، بشكل جذري ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأسرها وكانت لها إسهامات ملهمة، في الحركة العالمية للإنهاء الاستعمار، وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال، فوق معظم الدول العربية والأفريقية.
تتواكب احتفالات هذا العام باحتفالات الامة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، وبحج المسلمين لبيت الله الحرام في ثوبهم الأبيض يدعون الله بالأمن والسلام واحترام الأديان والكتب السماوية.
تأتي ذكرى ثورة يوليو، عيد مصر الوطني، بعد أيام من ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو سطرها جيل اليوم عندما خرج بحشود في مشهد تاريخي ليرسم بأراداته مسيرته ومصيره، فكانت انتصاراً لهويته الوطنية المتجذرة، ليؤكد على استقلال الدولة ومؤسساتها من سيطرة مجموعة تسعى باسم الدين لفرض عقيدة على المصريين الذي عرف عنهم الاعتدال والوسطية وحب الآخرين باختلاف ثقافاتهم وعقيدتهم واحترام الأديان.
السيدات والسادة،
أسست ثورة 30 يونيو لمنظومة طموحة تسعى لترسيخ مفهوم الدولة الحديثة، أطلقنا عليها اسم “الجمهورية الجديدة”، فبدأت تلك الثورة بالبنية التحتية التي طالت كل ربوع مصر ولعل من زار منكم مصر مؤخراً شهد عليها بنفسه وأشاد بها. استطاعت مصر تحقيق الكثير في فترة زمنية قياسية من بناء وتشييد في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد بداية من الجائحة التي عبرنها بها بنجاح والحمد لله، بالإضافة لعدم استقرار ونزاعات دولية وإقليمية اثرت علينا جميعاً، خاصة في مجال الامن الغذائي، وسلاسل الامداد، ومكافحة الإرهاب، وبالرغم من ذلك رصفنا اكثر من 10 الاف كيلو من الطرق الجديدة ورفعنا كفاءة 40 كيلوا الف آخرين، وبنينا 14 مدينة ذكية، بالإضافة لأكثر من 60 مجتمع عمراني جديد، بالإضافة لمشروعات استراتيجية عملاقة مثل المنطقة اللوجستية لقناة السويس، وزراعة مليون ونص فدان، وتطوير اكثر من ستة موانئ بعد توسعة محور قناة السويس، وجعل مصر منطقة إقليمية لتصدير الطاقة لدول الجوار، وبناء المدن الصناعية مثل مدينة الأثاث والجلود والنسيج، وافتتاح اكبر متحف كبير في مصر قريباً في ظل وصول عدد السياح هذا العام لحوالي 15 مليون سائح، وغيرها من إنجازات لا يمكن حصرها في بضع دقائق او حتى ساعات. مصر يا سادة اختارت السلام، لتبني وتعمر في ظل ظروف دولية صعبة لا تخفى عليكم.
قدمت مصر نموذج حقيقي للسلام والبناء يحتذى به، فعلى سبيل المثال لا الحصر قدمت رؤية جديدة طموحة تأخذ بعين الاعتبار طموحات الدول النامية خلال مؤتمر تغير المناخ COP27بشرم الشيخ وكذلك وضعت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان بما فيها من خريطة واضحة تحدد مسؤولية الدولة والمجتمع المدني والافراد في كل مناحي المفهوم المتكامل لحقوق الانسان، وقد شهدت مصر تقدماً كبيراً منذ اطلاق تلك الاستراتيجية عام 2021 وأدعوكم اليوم للاطلاع على عليها وعلى الخطوات التنفيذية المتصلة بها. بالإضافة لأطلاقنا لحوار وطني شامل ومتكامل بهدف ادماج كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لاستكمال مسيرة البناء التي يتولها شباب هذا البلد الذين هم مُستقبل مصر، فضلاً عن مخرجات المؤتمر الاقتصادي الوطني الذي افضى إلى وثيقة ملكية الدولة والرخصة الذهبية للمشروعات الاستراتيجية.
السيدات والسادة وحتى لا اطيل عليكم، يجب ان اكرر شكري وتقديري وعرفاني لحكومة وشعب دولة الكويت الشقيقة، تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح على حفاوة استقبالهم أبناء الجالية المصرية التي اعتز بإسهامهم وتمثيلهم المشرف، واثمن حرص قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق الدائم والمتواصل لدعم اواصر المودة والمحبة بين مصر والكويت، والتي دوماً ما احب ان اصفها بالعبارة التي يستخدمها المسؤولين الكويتيين “العلاقة المتجذرة” فهي علاقة مودة ومصاهرة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فهي علاقات استراتيجية وامن قومي للبلدين الشقيقين داعياً الله عـز وجل ان يحفظ الكويت شعباً وحكومة وقيادة، دولة الإنسانية صمام امن وامان عـربي ومحبه للسلام وتسعى لترسيخه ليس في المنطقة فحسب وانما في العالم وتساهم بدورها الإنساني الكبير في مختلفة بقاع العالم.
في الختام اود ان اشكر كل زملائي بالبعثة الدبلوماسية الذين لم يدخروا جهداً لرعاية المصالح المصرية وتوطيد العلاقات المصرية الكويتية، واشكر شريكة حياتي ورفيقة دربي غادة التي استطاعت تحقيق الكثير لإثراء وتدعيم هذه العلاقة الكويتية المصرية المتجذرة التي تعد بالنسبة لي نموذج حقيقي للتعاون الثنائي الذي يحتذى به.
السيدات والسادة كل عام وجميعنا بخير بمناسبة الأعياد والمناسبات المتتالية وأكرر شكري وامتناني لحضوركم متمنياً لكم حفل ممتع في عيدنا القومي.
وأقامت السفارة المصرية في الكويت برعاية وحضور السفير أسامة شلتوت سفير مصر بالكويت، حفلا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 71 لثورة يوليو المجيدة ، اليوم الاربعاء 5 يوليو في فندق كروان بلازا الفروانية.